الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لكم أن تختاروا ؟!

لكم أن تختاروا ؟!

يتطلع إلينا العالم شرقًا وغربًا اليوم وعلى مدار ثلاثة أيام، لكى يرى ويحلل ماذا سيصنع المصريون فى الانتخابات الرئاسية والاستحقاق الدستورى الأهم والأصعب فى تاريخ الجمهورية الجديدة. 



يأتى ذلك مع تمتع مصر بموقع جغرافى استراتيجى، يجعلها مركزًا إقليميًا مهمًا فى المنطقتين العربية والإفريقية، التطورات الأخيرة التى يشهدها الشرق الأوسط، جعلت حدودنا الأربعة ملتهبة للغاية، هذا بالنسبة للحدود، وبالبحث فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر لم أجد حالة مثل التى تعيشها مصر هذه الأيام. 

ما زالت آلة الحرب الصهيونية تفتك بالشعب الفلسطيني، وتدمر غزة عن بكرة أبيها وتُهجر أهلها من بقعة إلى أخرى، وتحاصرهم وتجوعهم،  وتقوم بقتل جماعى وبالجملة نال الأطفال والنساء والشيوخ، بل تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية، بخطة التهجير إلى سيناء وجعل الأمر واقعًا علينا دون خيارات، وهذا اختبار جديد للدولة المصرية القادرة على حماية حدودها الشرقية. 

بالنسبة إلى الوضع الاقتصادى الحالى يحتاج إلى الاستقرار حتى نستطيع أن نعبر ذلك الجسر الصعب لنصل إلى نهر جنى الثمار والتقدم. 

قدم المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى كل ما يملك من جهد وعرق، خلال فترة رئاسته الدورتين السابقتين لرئاسة الجمهورية.. استلم الدولة بعد أحداث ٢٠١١ منتهية الصلاحية تمامًا، إذا كنا نريد أن نسمع ونشاهد ماذا تم خلال السنوات السابقة، فعلينا أن نرجع بالذاكرة إلى الوراء لنشاهد هذا الزحام الرهيب داخل القاهرة، على كل الطرق والمحاور الرئيسية فى كل الاتجاهات الواصلة بالطرق السريعة شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا.. ونحن اليوم فى أواخر عام ٢٠٢٣ رغم كل هذا التوسع فى شبكة الطرق فى القاهرة فقط، ما زال الزحام مستمرًا فى بعض أوقات الذروة.. هنا أطرح سؤالًا ماذا لو لم تتوسع الدولة فى شبكة الطرق بهذا الحجم وهذا الكيف فى تلك الفترة الوجيزة؟!. أنتم من يجيب عن هذا السؤال داخل صندوق الانتخابات اليوم وغدٍ وبعد غد، ولن أتحدث عن المشروعات الضخمة الأخرى, فهذا ليس وقتها. 

لن أشعر بالقلق على هذا الوطن مرة أخرى، فقد تعلمت الدرس جيدًا فى يناير ٢٠١١، وكيف أن ميدان التحرير كان يعج بكل أجهزة المخابرات فى العالم.. كيف دخلوا؟.. وكيف استباحوا هذا الوطن فى الداخل وعلى بعض حدودنا الغربية والشرقية.. اليوم ونحن أمامنا شهر واحد على يناير ٢٠٢٤ فى مثل هذا التوقيت منذ عدة سنوات هل يجرؤ أحد اليوم أن يقف على شبر واحد من حدود أرضنا فى أى مكان؟! لكم أيضًا أن تجيبوا عن هذا السؤال فى صندوق الانتخابات فى هذا الاستحقاق العظيم. 

الأمانة والمسئولية والضمير الوطنى يقول، إن النزول والمشاركة، واجب نحو هذه الأرض التى نولد عليها فتحملنا وتطعمنا وتسقينا من فضل الله سبحانه وتعالى وتحتضن أجسادنا بالرحمة والرفق بعد أن تصعد الأرواح إلى خالقها عز وجل. 

من حق مصر عليكم أن تردوا لها الجميل، بأن تحافظوا على أمنها واستقرارها والمكتسبات التى كانت ولا تزال شاهدة على أرض الواقع الآن وقبل ذلك بسنوات بعد الثورة الينارية المباركة. 

أراهن وكلى ثقة على المواطن المصرى البسيط الذى تعرض لضغوط اقتصادية كبيرة جراء التضخم والتداعيات المتعلقة بالأحداث العالمية أن يشارك ويقول كلمته من أجل وطنه وأولاده وأحفاده.. تعلمنا الدرس عمليًا وما زال الدرس قائمًا فيما يدور حولنا على كل الاتجاهات الاستراتيجية للدولة المصرية.. الوطن ينتظركم.. والعالم يترقب أفعالكم.. والعدو قبل الصديق يراهن على أن مصر فى طريقها للانهيار.. وأبدا والله لن تقع أرض وبلد تجلى الله عليها بنور وجهه العظيم.. تحيا مصر.