الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بريد روزا

التجربة الأولى دافع لنجاح الثانية

تحية طيبة من القلب لبريد روزا وبعد…



أنا سيدى الفاضل موظفة فى الثلاثينات من عمري، أعيش بمدينة ساحلية، حاصلة على مؤهل عالي، وابنة وحيدة لأب يعمل بالتجارة الحرة، توفيت والدتى قبل أن تفرح بزواجي، وكأى فتاة كنت أُمنى نفسى منذ بضع سنوات الارتباط برجل مناسب يلبى طموحاتى المشروعة فيه، يعمل بوظيفة مستقرة، وقريب منى فى السن والطباع،، مع كل ما سبق وبحساب النسبة والتناسب بتطلعات معظم الرجال أيضًا فى فتاة أحلامهم، لم أنسى تواضع جمالى بشكل نسبي، وضرورة عدم المبالغة فى طلباتي، لذا راعيت أنا وأسرتى ظروف ثلاث خطاب تقدموا لى على مدار عشر سنوات سابقة، لم نكلفهم ما لا طاقة لهم به أثناء الاتفاقات، لكن النتيجة فى النهاية أن «كل شيء قسمة ونصيب»،، المهم أننى منذ شهرين فاتحنى زميل لى بالعمل فى أمر الزواج، وهو رجل مناسب تمامًا فى كل شيء، أهله طيبون من أسرة صعيدية عريقة، أرمل ولم ينجب لظروف مرض زوجته رحمها الله - إلا أنه يكبرنى بسبعة عشر عامًا، أى ببداية الخمسينات من عمره، وبما أننى من المفترض نزولى إلى أرض الواقع سريعًا قبل تمادى الزمن فى حساب السنين والأعمار، وتقلص فرص زواجي، قررت الموافقة عليه وأخبرت أهلى بالأمر، وبالطبع توافقت رؤيتهم مع رؤيتى قياسًا بظروفى سالفة الذكر، تقدم لى وخطبنى خطبة لم تتسع للكثير من المدعوين، فرحت بشدة - لكننى بعد أكثر من زيارة وتعامل عن قرب بيننا اكتشفت انه رجل صامت، هادئ الطباع بشكل مبالغ فيه، يتيح لى حرية التصرف بأمور كثيرة انتظر رأيه بخصوصها، على سبيل المشاركة الوجدانية، ولا يُسمعنى تلك الكلمات الرقيقة من الإطراء والتقدير التى تقال بفترة الخطوبة لأشعر بأننى فتاة مرغوبة من خطيبها،، هذا الجو الكئيب لا يشجع على حياة زوجية سوف تستمر باقى سنين العمر،،، مشكلتى أستاذ أحمد أننى أصبحت أصارع عدة أمور، منها تقدم عمرى وفارق السن الكبير بيننا، وأخشى الإفصاح عن عدم توافقى واطمئناني، حتى لا يكتب الفشل لتجربتى الرابعة، علمًا بأن والدى لن يتردد فى تلبية رغبتي، مهما كان لها من تداعيات مثلما فعل من قبل، لأنه يؤمن بأننى يجب أن أكون مستقرة مع شريك عمري، ومقتنعة به تمامًا، كى لا يحدث طلاق بعد ذلك - وهذا ما لن يقبل به،، فبماذا تنصحني!؟ 

إمضاء ر. ب

 

عزيزتى ر. ب تحية طيبة وبعد…

 لا يعنى تأخر أى إنسان عن الزواج، أنه فقد حقه فى الاختيار للأبد، أو مطالب بتقليص هذا الحق أو التنازل عنه - بل على العكس تمامًا - يكون قد اكتسب خبرات جديدة تدعم فهمه وإدراكه للحياة ومتطلباتها، وزاد وعيه وطموحه المشروع فى شريك حياته، كذلك زادت مرونته فى فهم الأمور، ومما لا شك فيه أن بعض الرجال والسيدات تميل طبيعتهم للسكينة، حيث تتحرك مشاعرهم الإنسانية ببطء عن غيرهم، فيكتفى هؤلاء بالتعبير عن رضاهم بابتسامة بدلًا من كلمة، وبمنح فرصة لرفيقهم فى التصرف بمفرده من منطلق الاعتماد عليه، وليس تجاهله، أو التهرب من المسئولية تجاهه - فى المقابل يشعر الطرف الثانى بأهميته فترتفع عزيمته على العطاء لتطال عنان السماء، بذلك تكتمل ديناميكية تلك العلاقة المقدسة داخل عش الزوجية، بتبادل الأدوار حسب القدرات،، وعطفًا على التشريح السابق، فإن خطيبك كان يعيش فى جو أسرى لا ينقصه الود والوئام، بدليل أن الموت فقط هو من فرق بينه وبين زوجته رحمها الله، لذا أنصحكِ بالتروى قبل اتخاذ قرارك الأخير، خاصة أن خطيبك هو زميلك بالعمل، وأنتِ تعرفيه جيدًا منذ سنوات، وتقديرك لشخصيته إيجابى فى العموم، إلا تلك الصفة التى يبدو عليها من انعزالية نسبية، قد تكون مؤقتة أو غير مؤثرة، مقارنة بأخلاقه الراقية وحسن معاملته لكِ واستقامته، ولا أجد عامل السن بينكما مؤثر بشكل كبير، طالما أنه لازال قادرًا على أداء دوره كرجل يفى بواجباته الشرعية، وكما أشرتى لا تعوقه اى موانع إنجابية، فى النهاية ليس هناك إنسان كامل عزيزتي، فقط أدعوكِ لمزيد من الثقة بحكمة القدير، والاستمتاع بالحياة، ليكون الإلهام بالصواب هو حليفك بمشيئة الله،،، ولكل رجل يبحث عن نصفه الآخر للمرة الثانية مع زوجة تكمل معه المشوار - ويكون بالنسبة لها هو عهدها الأول بالزواج، مثل قضية هذا الأسبوع من «بريد روزا»، أقول له: لا تنسى أن من حقها كأنثى أن تعيش فى نفس الأجواء الرومانسية، التى منحتها لزوجتك الأولى، أن تشعر بتدفق حماسك فى الارتباط بها على هيئة مشاعر تحتاجها بشدة، وتجتاح كيانها كإنسانة مرغوبة - بل إن تعدد تجاربك فى الزواج، يجب أن تمنحك دافع لمزيد من النجاح والاستقرار العاطفي. 

 

دمتِ سعيدة وموفقة دائمًا ر. ب