الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رجب.. شهر النبى وحفيدته

رجب.. شهر النبى وحفيدته

فى شهر رجب المبارك تهل علينا ذكريات ومناسبات طيبة فى مصر والعالم.. ونحن فى هذه الأيام من شهر رجب والتى يتقرب فيه المسلمون من ربهم ندعوا الله عزوجل أن يديم على مصرنا الغالية الأمن والأمان والاستقرار.



وفى مثل هذا التوقيت من كل عام يحتفل المصريون بمولد السيدة زينب رضى الله عنها ويحتفل المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها بذكرى الإسراء والمعارج.. هذه الحادثة الروحية والجسدية التى تمثلت فى انتقال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى بيت المقدس بفلسطين الجريحة هذا العام.. ومن هذا المكان الطاهر المبارك صعد إلى السموات العلى حتى وصل إلى سدرة المنتهى.

الإسراء والمعراج من الأحداث الروحية الطيبة التى لا بد وأن يتعلم منها البشر أن قدرة الله فوق قدرة الخلق جميعًا وأن الأزمات مهما اشتدت فى يوم من الأيام على أحد لا بد وأن يأتى الفرج عن قريب.

وتتلخص هذه الرحلة المباركة عندما عاد النبى من الطائف إلى مكة وكان يعتريه الحزن واليأس، ليس بسبب ما رآه من أذى، بل بسبب خوفه على الدعوة فقد كانت الطائف أملًا له، ولكن كان أهلها أسوأ من أهل مكة، ثم إن مشركى مكة حالوا بينه وبين دخولها، فقد منعوه من دخول بلده حتى جاء مطعم بن عدى وهو سيد من سادات قريش فسمح له بالدخول، وقد طاف حول الكعبة وفى ظل كل هذه المآسى التى مرت به، أراد الله أن يخفف عن نفس نبيه ويُرَفّه عنه، فكانت حادثة الإسراء والمعراج من المسجد الحرام فى مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى وقد ركب دابة تدعى البراق، وهناك التقى بالأنبياء -عليهم السلام- فصلى بهم إمامًا، ثم عرج إلى السموات العلى، فقد صعد النبى -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات السبع وكان فى كل مرة يصعد فيها إلى سماءٍ يرى نبيّ، فيسلّم عليه ويقر بنبوته ثم رُفع إلى سدرة المنتهى ورُفع له البيت المعمور، ثم عرج إلى الله -جل جلاله-، وقد فُرضت الصلوات الخمس فى ذلك الوقت، وقد كانت خمسين صلاة، وخُفّفت إلى أن وصلت إلى خمسة بعد أن قال له موسى أن يسأل الله التخفيف، ثم نزل إلى الأرض وعاد إلى مكة المكرمة فى نفس تلك الليلة وهذه الرحلة كما اجمع العلماء بأنها كانت بالجسد والروح.

التقى النبى فى رحلة الإسراء والمعراج  بعدد من الأنبياء منهم: آدم، ويوسف، وإدريس، وعيسى، ويحيى، وهارون، وموسى، وإبراهيم- عليهم السلام ورأى الجنة ونعيمها وأنهارها ومنها نهر الكوثر والنار ومن يُعذّب فيها وسمع النبى صريف أقلام الملائكة وشاهد البيت المعمور الذى يقع فى السماء السابعة ويدخله الملائكة ثم رأى سدرة المنتهى، وقد قدّم إليه جبريل -عليه السلام- اللبن والخمر فاختار اللبن، فقال جبريل: هى الفطرة.

المناسبات الإسلامية ومنها الإسراء والمعراج يجب أن يتعرف عليها الأجيال الجديدة التى فقدت إلى حد كبير الثقافة الدينية فى ظل المتداخلات التى يتعرضون لها على منصات السوشيال ميديا كل لحظة.

ومن المناسبات العزيزة على قلوب المصريين ذكرى الاحتفال السنوى غدًا بمولد السيدة زينب رضى الله عنها والتى جاءت إلى مصر لتقيم فيها، لتصبح أولى نساء أهل البيت اللاتى شرُفت بهن أرض مصر، كان ذلك  فى شعبان عام 61 هجرية، وعلى مشارف مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، خرج لاستقبالها جموع المسلمين بالدفوف والزغاريد، وعلى رأسهم والى مصر الأموى آنذاك مسلمة بن مخلد الأنصارى، وأقامت فى بيت الوالى حتى وافتها المنية فى  شهر رجب عام 62 هجرية، ودفنت فى بيت الوالى، الذى تحول بعدها إلى ضريح كبير وواحد من المقامات الكبرى فى مصر.

بعد الترحيب الكبير الذى لقيته السيدة زينب ومن معها، دعت دعوتها الشهيرة لأهل مصر فقالت: «يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل الله لكم من كل هم مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا».. بهذه الدعوة الطيبة تظل مصر مهما اشتدت عليها الظروف فى أمن وأمان وسخاء ورخاء فما اشتد العسر علينا حتى يأتى اليسر بإذن الله.. نحن أفضل حالًا من غيرنا بكثير.. صحيح أن الظروف صعبة ليست فى مصر فقط وإنما فى كثير من دول العالم ولكن بفضل الله ستنتهى كل هذه الأزمات وسيأتى الرخاء والخير ببركة آل البيت الأطهار الذين اختاروا هذه الأرض وفضلوها عن بلادٍ كثيرة فى المنطقة العربية. 

مصر تظل فى خير إلى يوم القيامة ببركة آل البيت الطاهرين مهما مرت علينا الظروف الصعبة يظل هذا الوطن فى حصن الله الحصين.. 

تحيا مصر...