الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سيناء أرض الفيروز

سيناء أرض الفيروز

تحتفل مصر بيوم 25 أبريل، من كل عام منذ عام ١٩٨٢ الذى شهد رفع العلم المصرى على سيناء، بعد استعادتها من إسرائيل، تتويجا لنصر أكتوبر المجيد، والذى استطاع فيه الجيش المصرى تحقيق الانتصار واستعادة كبرياء العسكرية المصرية، والذى أجبر إسرائيل على توقيع معاهدة السلام وتسليم سيناء كاملة إلى وطنها الأزلى مصر، واكتمل تحرير سيناء بعد عودة طابا عام ١٩٨٨.



ومنذ فجر التاريخ كانت سيناء جزءا غاليا من مصر، فأقدم أثر تاريخى فى سيناء يرجع إلى الملك سمرخت سابع ملوك الأسرة الأولى، حيث قاد حملة إلى وادى المغارة موطن مناجم الفيروز فى سيناء ضد البدو الرحل هناك عام ٣٢٠٠ عام ق.م قبل الميلاد، مسجلا أخبار حملته بنقش على قطعة من الصخر وعليها صورته. أما الملك زوسر -أحد ملوك الأسرة الثالثة وصاحب الهرم المدرج بسقارة، الذى يلقب بفاتح شبه جزيرة سيناء- فقاد حملة كبرى هناك عام ٢٧٠٠ ق.م مسجلا انتصاراته على صخرة فى هيئة مقاتل يضرب بدويا، وتكرر الأمر نفسه مع ملوك الأسرة الرابعة بناة أهرامات الجيزة.

وكانت سيناء شاهدة على أهم الأحداث الدينيّة فى الديانات السماويّة الثلاث اليهوديّة، والمسيحيّة، والإسلام مثل قدوم أبى الأنبياء إبراهيم مصر عام ١٨٠٠ ق.م ودخول بنى إسرائيل إلى عام ١٦٥٠ ق.م وخروجهم من مصر عام ١٣٠٠ ق.م, بقيادة سيدنا موسى عليه السلام ورحلة العائلة المقدسة إلى مصر، والفتح الإسلامى لمصر بقيادة عمرو بن العاص، كما أنها ذكرت فى الكتب السماويّة الثلاثة (التوراة، الإنجيل، القرآن الكريم). وتوجد بها أماكن دينيّة مثل جبل موسى ودير سانت كاترين.

ومن الناحية الاقتصادية تعتبر تنمية سيناء من المشاريع الهامة التى تهتم بها الدولة حاليا فتبلغ مساحتها نحو ٦٠٠٨٨ كيلومترا مربعا، تمثل نسبة ٦% من مساحة مصر الإجماليّة، تعد شبه جزيرة سيناء المورد الأول للثروة المعدنية فى مصر من البترول وأجود أنواع الفيروز فى العالم والنحاس والفوسفات والحديد والفحم والمنجنيز واليورانيوم والفحم الحجرى والطفلة.

وتضم بين طياتِها الكثير من المعالم المُميّزة إذ يوجد بها العديد من المنتجعات السياحية والمحميّات الطبيعية، وتضم العديد من مقومات السياحة العلاجية خاصة عيون المياه والرمال الساخنة التى تساعد على شفاء العديد من الأمراض الروماتيزمية، والجلدية، مثل حمام فرعون وحمام موسى وعيون موسى وعيون رأس سدر.

واليوم وفى عصر الجمهورية الجديدة, وبعد القضاء على الإرهاب، تشهد سيناء مشروعات تنمية فى المجالات المختلفة تهدف إلى التنمية فى المجال الزراعى, بزيادة الرقعة الزراعية والإنتاج الزراعى، والاستفادة من مياه الصرف الزراعى، وإعادة توزيع وتوطين السكان, وفى مجال الخدمات والتى ستساعد المشاريع الاستثمارية فى سيناء فقد بدأ فى تنفيذ مشروع السكك الحديدية من الاسماعيلية إلى العريش وتم تنفيذ مشروع الأنفاق العملاق لربط سيناء بمنطقة شرق الدلتا وجعلها امتدادا طبيعيا للوادى وكوبرى الفردان المتحرك, وكوبرى السلام للسيارات. ومشروع خط غاز عبر سيناء, ومشروعات الربط الكهربى, ومشروعات لتحلية مياه. وكذلك مشروعات التنمية المتكاملة لأهالى سيناء، والتى تهدف إلى تنمية التجمعات البدوية بمحافظتى شمال وجنوب سيناء لتحقيق مستوى اقتصادى واجتماعى مناسب للأهالى, وكذلك مشروع التجلى الأعظم. ولزيادة ارتباط سيناء بالوادى يمكن إطلاق أسماء مدن مصر على المدن الجديدة بسيناء مثل (الجيزة سينا) و(طنطا سينا).  وبورسينا وأن يشارك شباب هذه المدن فى تعمير المدن الجديدة بسيناء ويساعد فى هجرة الشباب إلى هذه المدن الجديدة لتعمير سيناء الحبيبة فى ظل الجمهورية الثانية. 

وتحيا مصر……