السبت 9 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تدق أبواب إفريقيا




بعد ثلاثة أيام من المباحثات المتواصلة مع المسئولين فى تنزانيا، يتوجه اليوم الأحد، وزير الخارجية نبيل فهمى إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية ليترأس وفد مصر فى قمة تجمع السوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقى «الكوميسا»، والتى ستعقد فى 26 من الشهر الجارى، وذلك فى إطار جولته الثانية فى دول حوض النيل، والخامسة إفريقيا منذ توليه منصبه رسميا، حيث من المقرر أن ينهى الوزير زيارته لتنزانيا بلقائه الرئيس جاكايا كيكويتى مساء اليوم السبت، لتسليمه رسالة من الرئيس المؤقت عدلى منصور.
وقال السفير بدر عبدالعاطى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية والذى صاحب الوزير فى جولته فى تصريح خاص لـه أمس، إن المباحثات التى تمت على مدار ثلاثة أيام بين وزير الخارجية ونظيره التنزانى برنارد ميمبى اتسمت بالإيجابية، مؤكدًا أنه كان هناك توافق بين البلدين على القضايا التى طُرحت، وتجاوب مع وجهة النظر المصرية.
وأوضح عبدالعاطى أن وزير الخارجية طرح ثلاث قضايا على الجانب التنزانى، كان على رأسها ملف «مياه النيل»، مشددًا على أنه كان هناك تفهم لحقوق مصر التاريخية فى مياه النيل، ووعدوا بالتحرك مع دول حوض النيل فى إطار التعاون المشترك لعدم المساس بهذه الحقوق، ولفت إلى أن فهمى قدم شرحا وافيا عن وجهة النظر المصرية حول ملف مياه النيل، حيث إن مصر تعتمد على نهر النيل للحصول على أكثر من ٩٥ بالمائة من احتياجاتها السنوية من المياه، مما يجعل نهر النيل شريان الحياة الوحيد لمصر بخلاف باقى دول الحوض.
وشدد فهمى على أن نهر النيل يتعين أن يظل مثلما كان مصدرا للتعاون والرفاهية لشعوب دول حوض النيل، وأنه سيكون من الخطأ الشديد أن يصبح مصدرا للصراع والتوتر، مشيرا إلى الاحتياجات المتزايدة لمصر من المياه، مثلما هناك احتياجات متزايدة لباقى دول حوض النيل من الكهرباء والتنمية، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بالتعاون المشترك دون الإضرار بمصالح مصر.
وقال السفير عبدالعاطى إن القضية الأخرى التى تم طرحها هى عضوية مصر بالاتحاد الأفريقى، مؤكدا أن تنزانيا أعربت عن تفهمها للموقف المصرى، مشددة على أن عدم وجود مصر فى مجلس السلم والأمن الأفريقى لا يخدم مصالح الاتحاد وخطأ يجب تصحيحه ولابد أن تعود مرة أخرى لممارسة دورها المحورى، واعدين بالتحرك لتصحيح هذا الأمر، ولن تدخر جهدا لضمان سرعة عودة مصر للمشاركة فى أنشطة الاتحاد الإفريقى.
وأكد المتحدث الرسمى أن الطرفين اتفقا على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين والتحرك بشكل سريع ومكثف لاتخاذ خطوات عملية فى إطار تطوير التعاون السياسى والاقتصادى والتجارى والاستثمارى بين البلدين، وكذلك بالنسبة للمجال العسكرى.
وتأكيدا على سعى مصر الجاد لتطوير علاقاتها مع دول حوض النيل وأفريقيا، اصطحب فهمى معه وفدا من رجال الأعمال والمستثمرين، وهو ما أكده فهمى لتنزانيا أن مصر من خلال المشاركة بين الحكومة والقطاع الخاص ستعمل على دفع علاقات التعاون الثنائى مع تنزانيا فى كافة القطاعات ذات الأولوية، بما فى ذلك البنية التحتية والاتصالات والنقل والزراعة والطاقة وغيرها، منوها بأن وفداً من القطاع الخاص المصرى يقوم حاليا بزيارة تنزانيا لهذا الغرض.
وهو ما لاقى ترحيبا من الجانب التنزانى حيث قدموا الشكر للوفد الذى يسعى للتعرف على فرص الاستثمار فى بلاده، فضلا عن المساعدات التى تقدمها مصر لبلاده من خلال الصندوق المصرى المعونة الفنية لأفريقيا، خاصة فى مجالات التدريب بمختلف القطاعات وحفر وتطهير الآبار الجوفية.
وبدأت وزارة الخارجية التجهيز للزيارة على مدار الأسبوع الماضى حيث شهدت عددا من الاجتماعات التحضيرية مع عدد من ممثلى الشركات المصرية الكبرى العاملة بالدول الأفريقية، لبحث سبل تنمية التجارة والاستثمارات المصرية فى القارة، وكيفية تطوير التنسيق مع سفاراتنا المصرية بالدول الأفريقية، لدعم الجهود المصرية فى هذا الصدد، وتناول الاجتماع كيفية التغلب على المعوقات التى تحول دون الوصول بالنشاط الاقتصادى المصرى فى إفريقيا إلى المستوى المأمول المتناسب مع حجم الاقتصاد المصرى، ودور مصر القيادى البارز فى القارة.