الأربعاء 6 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مخطط خبيث وراء المجزرة التى وقعت بين شباب القبيلتين «روزاليوسف» تكشف تفاصيل فتنة أسوان




كتب ــ أشرف أبو الريش ــ أسوان محمد الشريف

على مدار عدة أيام وأسوان تشهد الأحداث الدامية والاشتباكات المسلحة بين قبيلتى الدابودية من النوبيين وبنى هلال والتى أسفرت عن مصرع 50 قتيلاً، وإصابة 32 آخرين ، بجانب احتراق أكثر من 10 منازل بسبب خلافات قديمة بعد قيام الطرفين بكتابة عبارات مسيئة على جدران منازل العائلتين ، كما تجددت الاشتباكات أمس بين القبيلتين وتسبب ذلك فى ذعر للأهالى فى منطقة الاشتباكات

وتعود وقائع الأحداث إلى يوم الأربعاء الماضى حيث وقعت اشتباكات بالأحجار بمدرسة الثانوية الصناعية «نظام خمس سنوات «بمدينة أسوان بين طلاب المدرسة ومجموعة من الأهالى الذين حاولوا اقتحام المدرسة، وتطورت الأحداث عقب صلاة الجمعة أمس الأول بوقوع اشتباكات مسلحة بين العائلتين وأسفرت عن مصرع 3 أشخاص بينهم سيدة والتى أصيبت أثناء وقوفها أمام منزلها، وإصابة آخرين.
لتتجدد الاشتباكات مع بزوغ صباح السبت وتتحول إلى مجزرة بالأسلحة النارية والبيضاء وسط حالة من الذعر والخوف والرعب من أهالى المنطقة وتسفر الأحداث عن مصرع 23 شخصاً من القبيلتين، وإصابة 32 آخرين ، بجانب احتراق منازل، وفى سبيل السيطرة على هذه الأحداث ووقف نزيف الدماء أجرى محافظ أسوان مصطفى يسرى اتصالاً هاتفياً بالفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى لدفع تشكيلات من القوات المسلحة فى منطقة الاشتباكات بالسيل الريفى لمساندة جهود الشرطة فى السيطرة على الموقف ووقف نزيف الدماء بين أبناء المجتمع الواحد.
وتتطور الأحداث فى هذه المعركة البشرية ليتدخل المهندس إبراهيم محلب ويقوم بزيارة سريعة فوراً لمحافظة أسوان استغرقت قرابة الخمس ساعات لإنهاء الأزمة حيث قرر تشكيل لجنة تقصى حقائق عاجلة للوقوف على أسباب الفتنة التى اندلعت بين قبيلتى الدابودية وبنى هلال بأسوان والتى راح ضحيتها 23 قتيلاً، مع إصابة 50 مواطناً آخر، بالإضافة إلى حصر التلفيات من الجانبين لمحاسبة الجناة والمتسببين فى إشعال هذه الفتنة .
جاء ذلك بعد عقد رئيس الوزراء عدة لقاءات مع قيادات القبيلتين،  بجانب عواقل وأجاويد القبائل العربية بحضور اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية ومحافظ أسوان مصطفى يسرى ، كما قام رئيس الوزراء والوفد الوزارى بزيارة منطقة السيل الريفى التى شهدت الأحداث الدامية وذلك للاطمئنان على الانتشار الأمنى سواء من تشكيلات القوات الشرطية أو القوات المسلحة وعلى هامش زيارته لمحافظة أسوان أشار محلب إلى أن تحركه الفورى لأسوان، ومعه وزيرا الداخلية والتنمية المحلية جاء لإخماد نار الفتنة وحقن الدماء بعد استدراج الشباب من القبيلتين لهذا المخطط الخبيث واسترجاع الود والتكاتف والتعاون بين قبائل وفئات المجتمع لتعود أسوان واحة الأمن والأمان كما كانت، لافتاً إلى أن أهل أسوان يتسمون بالأخلاق الرفيعة وبشاشة الوجوه وحسن التعامل وتحدى الصعاب لأنهم مثل جبال الجرانيت التى يمتاز بها هذا الإقليم الذى يعتبر مصدر النماء لمصر كلها، وأحد المقاصد السياحية المهمة على خريطة السياحة الدولية .
فيما طالبت عواقل وقيادات القبائل الأسوانية رئيس الوزراء بضرورة فرض السيطرة الأمنية من خلال مواجهة أوكار المخدرات وتجارة السلاح ، مع العمل على تفريغ مدن وقرى المحافظة من كافة أنواع الأسلحة التى بحوزة بعض العائلات لبسط الأمن والاستقرار والسلام المجتمعى، مؤكدين أهمية الدعم الحكومى لجهود التنمية الحقيقية على أرض المحافظة من خلال إزالة العشوائيات والقضاء على البطالة سواء طرح الأراضى على الشباب لزراعتها، علاوة على ضخ المزيد من الاستثمارات لتوفير فرص عمل حقيقية لأبناء المحافظة .
فى سياق متصل يصل أسوان خلال ساعات عدد من علماء الأزهر والأوقاف لنزع فتيل الفتنة بين أهالى القبيلتين وذلك إثر جهود تقوم بها الحكومة لنزع فتيل الأزمة والتعريف بصورة الإسلام السمحة التى تحرم القتل وسفك الدماء بين الناس.