مسلم من الأمازون
الشيخ خالد رزق تقى الدين
كتب: الشيخ خالد رزق تقى الدين
فى عام 1866 زار الشيخ البغدادى البرازيل قدرًا، وخلال وجوده سمع عن سكان البرازيل الأصليين «الهنود الحمر» وعلم أنهم يعيشون وسط الغابات المتشابكة، وقد التقى الشيخ أثناء وجوده فى مدينة ريو دى جانريو بطبيب من أصول أفريقية كان قد عاش فترة من الزمن مع هؤلاء الهنود ودار بينه وبين ذلك الطبيب حديثًا، وعلم منه أنه «ليس لهم دين يرجعون إليه بالكلية».
وهذا الأمر جعل الشيخ البغدادى بصفته عالمًا مسلماً وداعية إلى الله يفكر فى كيفية دعوة «الهنود الحمر» إلى الإسلام، فقال فى مخطوطته «وكم خطر لى الذهاب إليهم لألقى دين الإسلام عليهم فمعى المسلمون ويقولون لى إن هذه الأمم لا يقبلون غريبًا ولا تعرف لسانهم فربما يبطشون بك فدع ما لا يعنيك لئلا ترى ما لا يرضيك».
أمل هذا العالم الجليل ودعواته فى صلواته لم تذهب سدى، مرت السنوين وفوجئنا بوصول رجل من الأمازون يسمى «أليكسندرى ماركس» إلى مقر اتحاد المؤسسات الإسلامية وهو فى غاية السعادة أنه استطاع أن يصل إلى المكان، وطلب أن يعلن شهادة التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، حينما نطق بها شعر بفرحة غامرة وحينما سألناه عن قصته قال:
ولدت ونشأت داخل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية فى عام 1998 مرت بمدينتى امرأة تسمى «ماريا دو كارمن» مسلمة وعن طريقها تعرفت على الإسلام وأعطتنى بعض المواد، التى بدأت بعدها اتعمق لمعرفة الحقيقة واكتشاف الإسلام، والقضاء على الفراغ الروحى الذى كنت أشعر به. . أعتقد أن إرادة الله هى التى ساقتنى اليوم إلى هذا المكان، لقد أتيت من ريف الأمازون وهو مكان بعيد جدًا، قطعت مسافة 16 ساعة بالقارب حتى وصلت إلى ماناوس عاصمة الأمازون، ومن ماناوس أخذت الطائرة إلى مدينة «ريو دى جانيرو» ومسافة تقطع فى 6 ساعات ومن ريو دى جانيرو اتيت إليكم فى مدينة «ساو باولو».
أتيت إلى هذا المكان لأنطق شهادة التوحيد «أشهد أن لا إله الإ الله وأشهد أن محمدًا رسول الله» وحتى أتعلم الأمور الأساسية التى تقربنى من الله وكيف أعبده، وأتعرف على وحدانيته بطرق صحيحة بعيدة عن الفلسفات البشرية».. قصة من مئات القصص التى تلقى علينا مزيدًا من المسئولية لحمل مشعل الهداية لهذه الشعوب المنسية، حتى نحقق وعد الله بأن نوصل نوره لجميع بقاع الأرض، نسأل الله أن يتوفنا على الدين، وأن يستخدمنا لنصرة دينه ومتابعة سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.