الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لو كان المسيح يريد حجاب المرأة لطلبه منها عندما مسحت قدميه بشعرها؟!




من حين إلى آخر يعلو صوت أسقف أو كاهن متشدد. ينوح خارج سرب استنارة المسيحية التى يحفل تاريخها بتكريم المرأة ورفعها لمرتبات من القداسة والشهادة. ليرى مجد الامومة التى تقدم أبناءها شهداء على اسم المسيح. فهذا يجد فى جسدها شرًا. وهذا يجد فى وجهها خطيئة. ويستقى من فكر لا علاقة له بالمسيحية ولا بأصولها الأولى. عداء غير مبرر. مع المرأة التى وقفت مع المسيح فى أشد لحظات الآلام التى هرب فيها الرجال. وكرزت باسمه فى كل مكان ولم نجده يوما يطلب منها حجابا أو تغطية شعر. حتى وهى تمسح قدميه بشعرها. لذلك تعالوا نفتح هذا الملف الساخن لنصل إلى أصل هذا التردى.
فى البداية يرصد المفكر ماجد الراهب  عضو المجلس الأعلى للثقافة وضع ومكانة المرأة فى المسيحية قائلا بالرغم من ان المسيحية قد اعطت المرأة كثيرا من حقوقها المسلوبة عبر العصور المختلفة واستردت المرأة مكانتها بعد مجىء السيد المسيح، إلا أن بعض الممارسات الكنسية مازالت تعامل المرأة بنفس مفهوم العهد القديم من حيث النجاسة والطهارة.
فمثلا فالمرأة أثناء الدورة الشهرية لا تتقدم للاسرار الكنسية (وهناك متشددون لا يسمحون لها بالدخول إلى الكنيسة من أصله).
وأيضا المرأة التى تنجب بنتا لا تدخل الكنيسة قبل 80 يوما والولد 40 يوما.
وهناك فكر منتشر للأسف عند البعض ان العلاقات الجنسية بين الزوجين تدنس المرأة.
ويضيف ماجد وفى تعاملات السيد المسيح مع المرأة يتضح كيف ان السيد المسيح يبدأ عصرا جديدا من رد أعتبار المرأة وهناك مواقف كثيرة تبين ذلك مثل تبرئة المرأة نازفة الدم والمرأة الخاطئة ومقابلته مع السامرية وغيرها الكثير.
وفى التقليد الكنسى فإن  هناك مكانة كبيرة للسيدة العذراء مريم التى تحتل مكانة عالية ويقول ماجد أما إذا اتجهنا إلى فكر الآباء الأوائل نجد أن كثيرا من الآباء تكلموا عن المرأة وخاضوا فى قضايا أعتقد أنها معاصرة وحية وأكثر تحضر من بعض أفكارنا السائدة الآن.
فمنذ بدايات مدرسة الاسكندرية والفكر المستنير المصاحب لآبائنا العظام يشكل معالم الفكر الروحى واللاهوتى ليس فى مصر فقط بل فى العالم أجمع، ونجد أن أول عميد لمدرسة الاسكندرية اثيناغوراس فى مقالته المهمة «الدفاع عن المسيحيين» يقول فى تعامل المسيحيين مع الغير بدون تمييز فى الجنس (رجل أو امرأة).
«... ولكن لنا قانوننا الذى يقيس مدى استقامتنا بمدى مطابقة تعاملنا مع جارنا كأنفسنا، وتبعا لذلك وحسب السن ننظر إلى البعض أبناء وبنات لنا، والبعض إخوة وأخوات، أما أولئك الذين تقدم بهم العمر نحترمهم بصفتهم آباء وأمهات».
وعندما يتكلم عن قدسية سر الزواج وكيف ان احترام الرجل للمرأة فرض عليه الزواج من زوجة واحدة وما يستوجب ذلك من احترام الامومة والطفولة ويصير الاجهاض جريمة لأنه قتل جنين فى الرحم.
وفى كتاب المربى الذى يعتبر من أهم كتابات القديس اكليمنضس يفرد فصلا بأكمله فى الجزء الأول من الكتاب موضحا أنه لا فرق بين الرجل والمرأة «... مدركين أن فضيلة الرجل هى بعينيها فضيلة المرأة، لان إله الاثنين واحد، كنيسة واحدة، حكمة واحدة، إتضاع واحد والزواج رابطة يخضعون لها على قدم المساواة.... أولئك الذين لهم الحياة فى الشركة، لهم نفس النعمة ونفس التفكير، شركاء فى الخلاص، يشتركون سويا فى المحبة والتعليم».
ومن الدسقولية (كتاب تعاليم الرسل) نتعرف على أهم قضية تمس المرأة وهى النجاسة التى التى تصاحبها أثناء الدورة الشهرية، وبعد الولادة لا تدخل الكنيسة قبل 40 يومًا اذا كان المولود ولد و80 يومًا إذا كان بنتا ونترك الرد لتعاليم الرسل «... فإن كنت أيتها المرأة المقيمة فى الدم لمدة سبعة أيام تفتكرين أنك صرت مقفرة من الروح القدس لهذا السبب، فإنك إذا مت بغتة، تذهبين وقد صرت غريبة عن الروح القدس.... ولكن الروح ساكن فيك بغير افتراق... فيجب عليك أن تصلى كل حين وتنالى من الافخارستيا وتغتنمى حلول الروح القدس...».
والحديث للتى ولدت «.. ولا أيضا الطهر الطبيعى بمرزول قدام الله الذى دبره لان يكون للمرأة فى خلال ثلاثين يوما لأجل منفعة وعافية لانهن حينئذ يكن بالأكثر غير متحركات...» معنى ذلك أن المرأة فى هذه الأوقات تكون متعبة جسديا ونفسيا ولذا تلازم البيت فترة اقصاها شهر... ليس بسبب نجاسة أو عدم طهر.
وأخيرا «... الزواج مكرم والمضجع غير دنس، فالرجل والمرأة إذا عرفا بعضهما بعضا فى الزواج، فلا يحرصان على الاستحمام الطقسى، بل يصليان ولا يستحمان لأنهما طاهران.
اما الباحث باهر عادل فيقول: إن  الكتاب المقدس يقول «فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.٢٨وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا.... وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. (تك 1: 26-31) نلاحظ هنا أن المرأة تساوى الرجل فى فكر الله، وفى العهد القديم نجد نبيات مثل خلدة النبية، ونجد سفراً باسم امرأة غير يهودية وهى راعوث، وسفر استير، ونجد قاضية للشعب وهى دبورة. ولما جاء المسيح تعامل مع المرأة بطريقة رائعة، ولم يفرق بين الرجل والمرأة قط، بل اختار امرأة وقدس احشاءها وأتخذ منها جسدا! فتعامل السيد المسيح مع المرأة بطريقة تحدى بها ثقافة عصره. (حيث تعجب التلاميذ إذ رأوه يتحدث مع المرأة السامرية علانية)، ونجده سمح للمرأة الزانية ان تقترب منه فى بيت سمعان الفريسى ، وظهر لمريم المجدليه بعد القيامة. فالسيد المسيح لم يتردد فى التخلى عن حرفية الناموس الموسوى ليؤكد المساواة بين الرجل والمرأة فى حقوق و الواجبات فى الزواج! ونجد دور المرأة ظاهرًا بقوة فى سفر أعمال الرسل وهو بداية عصر المسيحية وبداية الكنيسة المسيحية فكانت النساء من بينهن القديسة مريم يواظبن على الصلاة مع التلاميذ. أما المرأة فى فكر الآباء: نجد القديس اثناسيوس الرسولى يقول: إن المرأة قد خُلقت ايضاً على صورة الله مثل الرجل تماماً، إن طبيعتيهما متساويتان فى كل شىء وفضائلهما ايضاً على تساوى، وإن كانت هناك فروق ما فهى خارجية لأن نفسيهما متساويتان. اما عن نصيحة بولس الرسول لكنيسة كرونثوس بأن المرأة تغطى شعرها ويحاول البعض ان يتخذ من هذه الآيات المقدسة ذريعة لتحقير المرأة أو للانتقاص من دورها! ولكن علينا فهم النصوص وفق سياقها ولا نفسر الكتاب المقدس بنفسية البعض المريضة أو ثقافة البعض التى تحتقر المرأة! وهو ما يخالف الفكرالمسيحى. وعلينا ان نتساءل لماذا يقول بولس الرسول هذه الفقرات الكتابية التى يتحدث فيها عن مشاكل كنيسة كورنثوس ويدعو لغطاء الرأس: يجب ألا ننسى ثقافة القديس بولس اليهودى المنشأ، -فطبيعة الوحى فى المسيحية، انه ليس تنزيلا ولكنه وحى تفاعلى بين الله والإنسان. فلا يمكن تجاهل ثقافة القديس بولس اليهودية. فالمرأة فى التقليد اليهودى وضعها سيئ للغاية: فثقافة اليهود نابعة من ثقافة الشرق وتم تحقير المرأة فى التلمود اليهودى، وكان الرجل اليهودى يشكر الله كل صباح على أنه لم يخلقه «أمميًا ولا عبدًا ولا امرأة».! ويجب الا نتجاهل قيمة الحجاب فى الشرق: فالمرأة التى لم تتحجب هى امراة خليعة وتتعرض للشك وتشويه السمعة، فالحجاب فى الشرق يمثل الشرف! ولا ننسى أن الثقافة المحيطة بكنيسة كورنثوس: ان الكنيسة المسيحية كانت مضطهدة ويمكن ان يأتى لوم على المسيحيين أو الاتهام بالخلاعة! فالرسول بولس كشخص شرقى ويبعث برسالة إلى كنيسة فى القرن الأول الميلادى فى كرينثوس كان لا يمكنه أن يقول غير ذلك! إذا وضعنا هذه العوامل فى الاعتبار نستطيع ان نفهم النص فهما صحيحا وانه نص يناقش قضية خاصة بهذا الزمان وهذا المكان؟ ففكرة حجاب المرأة هذه فكرة شرقية ليس لها علاقة بالفكر اللاهوتى للكتاب المقدس. اما الحشمة فتختلف فى كل زمان ومكان! فهذا مفهوم حسب الثقافة وليس مفهوما مطلقاُ. وعن قول بولس الرسول الرجل رأس المرأة، يقول القديس العظيم ذهبى الفم: «إن كان الرجل هو رأس المرأة والرأس مساوٍ للجسد فى الجوهر، ورأس المسيح هو الله فالابن مساوٍ للآب فى الجوهر». فالمرأة فى المسيحية مساوية تماما للرجل، ولا يجب التفريق بين البشر على أساس الجنس (أو أى شىء آخر) ولكن من هنا علينا ان نعى أهمية التفريق بين الفكر الدينى والثقافة الاجتماعية، وكيف يمكن للثقافة الاجتماعية أن تؤثر على فهمنا لنصوص الكتاب المقدس. والتيار الاصولى «الذى يتمسك بالحرف» فى المسيحية الآن يحاول أن يفسر هذه النصوص ويجعل منها نصوصاُ عامة ويجعلها قواعد روحية من يخالفها يكون خالف تعاليم المسيحية ! وعلينا الا ننساق وراء هذه الرؤية المنغلقة المتشددة للنصوص وأن نفهم رسالة الكتاب المقدس ونحياه فى كل الأمكنة والعصور بدون تشدد أو تزمت فريسى.           
وتقول نانى فهيم: بالنسبة لموضوع الحجاب فإن السيدة العذراء لم تكن ابدا محجبة ولكن هذه هى ملابس هذا العصر التى كان يرتديها اليهود.. ثانياً: بالنسبة لقول بولس الرسول ان المرأة لابد ان تغطى شعرها فالأمر حسب المفسرين له علاقه بالظروف المعيشية بالنسبة لأهل كورونثوس الذين كتب لهم بولس الرسول الرسالة وهو ما يعرف الآن – بالسياق الحضارى للكتاب المقدس - فكان أهل كورنثوس وقتها يتعايشون فى أجواء تقوم فيه الزانية أو العاهرة أو كاهنة المعبد بقص شعرها وأن المرأة المحترمة الشريفة هى من ترخى شعرها أو تطوله وفى العقيدة اليهودية ان الرجل هو رأس المرأة أى ان المرأة تفتخر بالرجل والرجل رأسه هو الله أى ان الرجل الذى يغطى رأسه فهو يهين الله والمرأة التى لا تغطى رأسها فهى تهين رجلها أو كأنها تفتخر برجلها أمام الله وبهذا المنطق كتب بولس تعاليمه عندما يصلى الرجل  لا يغطى رأسه لأن رأسه ترمز لله ولكن المرأة تغطى رأسها لأن رأسها يرمز للرجل ولكن بولس لم يأمر بالحجاب المسيح له المجد لم يأمر بالحجاب ومسألة الملابس أمر مثل التشريع فى المسيحية متروك لظروف العصر الذى يعيش فيه المؤمنون ولكننى أرى  ان الحشمة واجبة لأننا بالمعنى الروحى العميق نعتبر أعضاء فى  جسد المسيح وإذا لم نحترم جسدنا فأننا نهين المسيح وهذا رأيى الشخصى.
بينما تقول الدكتورة فيبى صفوت: المسيحية لا يوجد بها أى تشريعات محددة عن الملابس  والأكل والطقوس.... والمسيح تعمد هذا، وهناك أكثر من موقف إذا كان يرغب فى ان يطلب الحجاب من المرأة لكان قد فعل مثلا عندما مسحت المرأة الخاطئة رجليها بشعر رأسها لم يقل لها غطى شعرك يا امرأة؟!. وعندما لمسته نازفة الدم لم يقل لها ارتدى الحجاب؟!....وتضيف فيبى. بخصوص لبس المرأة الانجيل مجرد قال تلبس حشمة .... و هذا الامر متروك لمفهوم كل انسان وحسب الـ culture المحيطة ...... اما بخصوص زينة المرأة.. فلم يتطرق إلى التفاصيل الخارجية.. مجرد مكتوب ان النساء تتزين بزينة الروح الوديع الهادئ المسيح حاول ان يجعل الناس تتغير من الداخل وتتنقى  وتمتلئ بروح الله وبناء عليه هم بأنفسهم يتخذون قراراتهم الخارجية بارادتهم تبعا للتغيير الداخلى.... بدلا من ان يعطيهم أوامر خارجية تفرض عليهم.. ولهذا لم يتدخل فى تفاصيل خارجية كثيرة.... ولم يذكر شيئًا عن أشكال ملابس وتشريعات وخلافه (هو تعمد هذا تماما) حتى عندما سألته المرأة السامرية عن طقوس الصلاة وفى أى اتجاه... كان رده: ان الصلاة لا تتعلق بالأماكن أو بالاتجاهات لكن الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا. ومعظم تعاليمه فى مختلف الأمور كانت عن تنقية الداخل والاهتمام بالروح أكثر من التركيز على المظاهر الخارجية.
ويقول الباحث مجدى أبودخانة احتلت المرأة دورا مهمًا فى نشوء الحضارة فلا يمكننا اغفال دور المرأة الاجتماعى والاقتصادى والسياسى فى ارتقاء أمة ما.
وقد لعبت المرأة المصرية دورا مهمًا فى حضارة مصر القديمة، فالرسوم الجدارية على المعابد صورت دور المرأة فى الحياة المصرية فالعالم عرف المرأة المصرية من خلال نفرتيتى وحتشبسوت  وكليوبترا.
وعندما كتب قاسم أمين كتابه «تحرير المرأة» استلهم أفكاره عن تحرير المرأة من الريف المصرى الذى احتفظ بكثير من «بقايا» مبادئ وأخلاقيات الحضارة المصرية الأصيلة فلم يرى المرأة عورة يجب تغطيتها بأكياس سوداء مثل القمامة كما نرى بكل أسف الآن فى العاصمة بل كان ينظر للمرأة وجسدها بكل احترام وتقدير فمنذ عقود خلت كان من المعتاد أن نرى فى الريف المصرى امرأة تقوم بإخرج ثديها لإرضاع طفلها أمام العامة بدون أن تخجل من ان ترضع طفلها من ثدييها أمام الجميع ولا أحد يختلس النظر إليها لأنه شىء طبيعى لكن الآن للأسف الشديد وتحت موجات التصحر الثقافى والأخلاقى لمصر وانتشار قيم البداوة والوهابية المتطرفة ووصولها حتى إلى ريفنا الحضارى تم تآكل بقايا الثقافة المصرية الأصيلة.
واختفت قيم احترام المرأة وجسدها وأصبح ينظر إليها كسلعة أو متاع يشترى ويباع وتم اهمال تعليم المرأة حتى وصلت أحوال المرأة المصرية إلى وضع أسوأ بكثير مما كانت عليه فى الأربعينيات.
وأصبح المتطرفون يهتمون بلبس المرأة أكثر من اهتمامهم بطفل يمشى حافى القدمين مشردا فى الشوارع مستأثرين بثقافة البترودولار التى وفدت لمصر خلال عمل الكثرين من المصريين فى الخليج إلى الدرجة التى أصبحنا نرى موديلات ملابس المرأة المصرية على نمط نساء الخليج من إسدال ونقاب وغيره.
لقد اختفى ذلك الكائن الجميل «المرأة المصرية» الذى كنا نراه صباحا ويشرح قلبنا وأصبح مغطى تحت أطنان من الملابس السوداء القبيحة وكأننا من انتشار مظاهر القبح فى حياتنا.
وتجلت الوحدة الوطنية فى أروع صورها عندما تكاتف الجميع فى احتقار المرأة وجسدها بين فتاوى الشيوخ وتصريحات وأوامر رجال الدين المسيحى الذى حدد احدهم ماذا يلبسون وماذا لا يلبسون.
إننا يجب أن نلاحظ أن قضية حقوق المرأة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحقوق الآخرين فى المجتمع مثل حقوق الاقليات والأطفال والمعاقين وغيرهم، فالمجتمعات التى تراعى حقوق المرأة تراعى أيضا حقوق الأقليات بل يتعدى الأمر إلى أنه يتم تقييم مدى تقدم المجتمع عالميًا بمدى احترامه للحقوق.
لقد تسللت الأفكار المتطرفة إلى بيئتنا وافسدت مجتمعنا وقيمه وابعدته عن الحضارة وأصبحت تنظر إلى جسد المرأة كأنه عورة وتطور الأمر إلى اعتبار شعرها عورة فلزم أن تلبس الحجاب وتطور إلى اعتبار أن وجهها عورة فغطت وجهها أيضا ولا نعرف ماذا يمكن ان يحدث أيضا اننا مطالبون بإعادة الاعتبار للمرأة المصرية فهى الأم والأخت والحبيبة والزوجة فلا يمكن أن ينهض مجتمع يعيش أكثر من نصفه فى قهر وظلم.