الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حفائر أثرية بـ«أبو قير» تؤكد استعمالها كجبانة

حفائر أثرية بـ«أبو قير» تؤكد استعمالها كجبانة
حفائر أثرية بـ«أبو قير» تؤكد استعمالها كجبانة




عرض- إلهام رفعت
أوضحت دراسة أثرية عن منطقة ابوقير قام بها حسام المسيرى الأستاذ بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ  ضاحية أبو قير التى تقع على مسافة 25 ك.م شرق الإسكندرية يرجع تاريخها إلى العصور الفرعونية القديمة حيث كانت تقع على الفرع الكانوبى لنهر النيل ولذلك سميت باسم «كانوب» Canop ، كما أطلق عليها فى العصـور اليونانيـة الرومـانيـة اسم «كـانوبس»  Canopus، ثم سكنها فى العصر المسيحى الراهب «الأنبا كير» الذى ذاع صيته، واشتهر ببركاته وفضله على السكان؛ ولذلك أطلق السكان على المدينة مدينة «الأنبا كير»، وتطور الاسم بعد ذلك إلى أن صار «أبو قير»، شهدت المنطقة عمرانا هائلا بعد بناء الإسكندرية فقد شيد فيها أغنياء الإسكندرية عددا كبيرا من القصور وأصبحت مدينة كانوبس «أبو قير» هى المكان الذى يلتمس فيه السكندريون مباهج الحياة ومتعتها.


كانوبس هو الاسم الذى عرف عند المصريين القدماء من قبل باسم بى جوات «Pe gwat» وكان الإله المصرى أوزوريس يحتل مكانة كبيرة فى هذه المنطقة حيث كان المصريون القدماء يدعونه «جنوب» وهو الاسم الذى صححه الإغريق فيما بعد إلى كلمة «كانوب» فى الموقع الذى أنشئت عليه المدينة وقام المجلس الأعلى للآثار بحفائر أثرية فى منطقة المصيف الغربى بأبى قير، وبدأ العمل فى يوم 5/10/1983م وانتهت أعمال الحفائر فى يوم27/10/1983م وخلال العمل بهذه الحفـائر تم اكتشـاف العديد من القطع الأثرية ترجع إلى نهاية العصر الرومانى.
تقديس الحيوانات
ويؤكد المسيرى ان الحفائر والآثار المكتشفة فى منطقة المصيف الغربى تدل على أن المنطقة استعملت فى أواخر العصر الرومانى وذلك من الأوانى الفخارية التى ظهرت بها واستعملت منطقة المصيف الغربى كجبانة للذين كانوا يقطنون بجوار المنطقة، وكان قد تم اكتشاف جبانة للطائر الأيبيس  طائر أبو منجل (الشبيه بأبى قردان)  بجوار منطقة المصيف الغربي  بالمصادفة فى عام 1963م أثناء تشييد أساسات مبنى المصنع الحربى حيث كانت عبادة الحيوانات منتشرة فى مصر القديمة لأن المصرى القديم عرف فى العصور الأولى أنواعا من الحيوان والطير وخاف بعضها وأحب الآخر، فكان ذلك منشأ العقيدة  لأن عقيدة الإنسان تقوم على عاطفتين هما الحب والخوف، فأما ما خافه فقد ابتعد عنه، وحاول الإنسان أن يسترضيه بألوان الطعام والشراب، ولعل ذلك منشأ عادة تقديم القرابين. وهكذا نشأت عبادة الأنواع المفترسة من الحيوانات مثل التمساح والأسد والذئب واللبؤة. وأما ما أحبه الإنسان من حيوان وطير فقد أقبل عليه وقدس فيه ما يقدمه له من نفع وخير، فقدس فى البقرة خصوبة الإنتاج وما توفره له من طعام وشراب له ولأطفاله، وقدس فى الثور القوة الخارقة والخصب الجنسى . أما تلك الأنواع من الكائنات التى لم تكن ذات ضرر أو نفع مباشر له، فقد قدس بعضها بدافع الإعجاب، ومنها الصقر فهو قد رآه ذا قدرة خارقة على التحليق فى الفضاء مما لا يستطيعه أى طائر آخر، فقدس فيه السمو والارتفاع
وأعجب المصرى الأول بطائر الأيبيس  أبو منجل (الشبيه بأبى قردان) عندما رآه يسير بخطى رزينة متزنة باحثا بمنقاره فى الأرض عن رزقه، فقدس فيه تلك الرزانة وذلك الدأب على البحث
فى حضارة البدارى كانت هناك مقابر خاصة للثيران والغزلان والكلاب وفى حضارة نقادة الأولى كان يتم دفن الكلب حيا مع صاحبه ليتولى حراسته فى العالم الآخر، وكانت الطيور والحيوانات تلقى نفس المعاملة الخاصة فى حضارات أخرى مثل العمرة  والجرزة أيضا وهليوبوليس حيث ظهرت عبادة الكلب والغزال.
فى حلوان فى مقابر الأسرة الأولى والثانية تم اكتشاف مقابر للدواب والطيور إلى جانب مقابر أصحاب هذه الدواب أو الطيور، وتم دفن الطيور فى حلوان فى توابيت خشبية.
أخذ المصريون القدماء عناية كبيرة بدفن وتحنيط الطيور والحيوانات مثل جبانات العجل أبيس التى اكتشفها مارييت عام 1851م فى السرابيوم بسقارة، وتم دفن العجول منذ وقت مبكر من عصر الأسرة الثامنة عشرة وحتى العصر البطلمى وتتكون جبانة السرابيوم من مدخل A يؤدى إلى درج والذى يصل إلى حجرات الدفن B,C,D كما عثر فى سقارة على جبانات للطائر الأيبيس وهى عبارة عن سراديب أسفل سطح الأرض حيث يوجد بها فتحات للدفن تشبه فتحات الدفن والتى كانت مخصصة لدفن الموتى، وكان يوضع بتلك الفتحات مومياوات الطائر الأيبيس وهى موجودة فى أوان فخارية
كانت جبانات الحيوانات منتشرة حول كثير من المدن حيث عثر على جبانة للطائر الأيبيس والقرد فى تونة الجبل بمدينة المنيا  وكذلك السراديب الخاصة بالطائر الأيبيس فى تلك الجبانةكما عثر على جبانة أخرى للحيوانات فى سقارة والتى عثرت عليها إمرأة ووجدت تلك الجبانة مضافة للسرابيوم، وأيضا عثر على جبانات للطائر الأيبيس فى أبيدوس جنوب مقبرة سيتى الأول وهى ترجع إلى العصر الرومانى المتأخر، كما عثر على جبانات أخرى لهذا الطائر فى الدلتا
اكتشاف بالصدفة
ويؤكد المسيرى أن جبانات منطقة أبو قير اكتشفت عام 1963م بطريقة المصادفة أثناء تشييد أساسات مبنى المصنع الحربى، وهى عبارة عن سراديب أسفل سطح الأرض وتبدأ الجبانة بمدخل يؤدى إلى صالة رئيسية طويلة ومتفرع منها عدة صالات أخرى وجميعها أسفل مستوى الأرض ولا توجد أى نقوش أو كتابات على جدران الجبانة وتتشابه تلك الجبانة بجبانة الطائر الأيبيس فى سقارة.
طريقة الدفن
من الغريب أن تكون طريقة الدفن بالمنطقة مختلفة عن المناطق الأخرى، فقد عثر أثناء الحفائر على توابيت من الفخار، يتكون التابوت من قطعتين يوضع بداخلهما المتوفى، وكانت توضع بجواره القطع الفخارية الأخرى التى كانت تقدم عند زيارة الميت. وهى الطريقة نفسها التى كانت تستعمل فى بعض المناطق فى العصر الفرعونى.
طريقة الحفر
نظرا لتواجد موقع العمل بالمصيف الغربى بين المنطقة السكنية فلابد وأن يكون العمل بطريقة المجسات، فقد بدأت من الناحية الغربية متجها إلى الناحية الشرقية ومن الناحية الشمالية إلى الناحية الجنوبية، وكانت المجسات طولية وعرضية ومتقاطعة مع بعضها البعض على شكل حرف T وهكذا حتى انتهى الموقع ككل، وكان المجس الواحد كالأتى، الطول 3م العرض 2م العمق 2م، وتم اكتشاف العديد من اللقى الأثرية بذلك الموقع التى ساعدت على تأريخ تلك المنطقة .
ويشير  المسيرى الى ان مجموعة مقابر الإسكندرية تنقسم من ناحية الموقع إلى مجموعتين إحداهما شرقية والأخرى غربية، أما الأولى فتنقسم إلى مقابر الشاطبى وهى من أقدم المقابر البطلمية ويرجع تأريخها إلى نهاية القرن الرابع قبل الميلاد، ومقابر مصطفى كامل ويرجع تأريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وبقية مقابر الجبانة.
الشرقية يتراوح ما بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الثالث الميلادى مثل مقابر الإبراهيمية وسيدى جابر والحضرة وانطونيادس وسبورتنج تيجران. أما المقابر الغربية فينقسم إليها كل قطاع المقابر إلى الغرب من القناة التى كانت تخرج من بحيرة مريوط لكى تصب فى الميناءالغربى وهى الجبانة التى أطلق عليها سترابون اسم نيكروبوليس  أو مدينة الموتى  مثل مقابر المفروزة والورديان وكوم الشقافة، ومقابر رأس التين والأنفوشى، واللتان تدخلان فى نطاق القسم الغربى من المدينة على الرغم من تواجدها خارج نطاق تلك القناة السابق الإشارة إليها والتى جعلها سترابون كحدود لمدينة الموتى، وعلى ذلك تكون هناك جبانتان بخلاف الجبانة الملكية التى تقع فى وسط المدينة فى الحى الملكى.
بالإضافة إلى تلك الجبانات نجد أن هناك جبانات تم اكتشافها مثل مقبرة الكينج مريوط التى اكتشفت عام 1982م  ومنطقة مقابر المصيف الغربى التى اكتشفت فى عام 1983م، والتى كانت تستخدم طريقة دفن وحيدة وهى الدفن فى توابيت فخارية بطول جسد المتوفى
ومن المعروف أن طرق الدفن كانت إما بدفن الجثمان أو بحرقه ووضعه فى أوان جنائزية تعرف باسم أوانى الحضرة التى أخذت تسميتها من مقابر الحضرة لكثرة ما عثر عليها فى جبانة الحضرة.
العصر الهلنستى
كذلك من المعروف أنه فى العصر الهلنستى استخدمت كل من الجبانتين الشرقية والغربية، ولكن بينما استخدمت العناصر الإغريقية والأجنبية الجبانة الشرقية فى أغلب الأحوال استخدمت العناصر الوطنية الجبانة الغربية بشكل ملحوظ وأيضا استخدمها بعض العناصر الإغريقية وفى أواخر العصر البطلمى وبداية العصر الرومانى قللت العناصر الإغريقية والأجنبية من استخدامها للجبانة الشرقية واتجهت إلى استخدام الجبانة الغربية ويرجع ذلك إلى امتداد حدود المدينة من الناحية الشرقية وهو امتداد لم يترتب عليه ظهور أحياء سكنية ذات كثافة سكانية ملحوظة وإنما مجرد ضواحى شغلتها فى أغلب الأحوال فيلات وحدائق ولذلك لم تكن هناك ضرورة لظهور أضرحة جديدة فى ذلك العصر .  وعلى هذا فمعظم مقابر الجبانة الشرقية تنتمى للعصر الهلنستى وإن لم يمنع ذلك ظهور مقابر تنتمى للعصر الرومانى مثل مقابر الإبراهيمية وسبورتنج وضريح تيجران ومقبرة الحضرة .
أما بالنسبة للجبانة الغربية التى تواجدت داخل حى راقودة والذى تميز بكثافة سكانية كبيرة طوال العصرين البطلمى والرومانى والذى لم يعان من أى اتساع للمدينة فى هذا الجانب الغربى، فقد استمر استخدام تلك الجبانة طوال العصرين ليس فقط من قبل العناصر الوطنية، ولكن أيضا من العناصر الإغريقية الذين بدءوا فى تحنيط موتاهم منذ القرن الأول قبل الميلاد وبالتالى لجئوا إلى الجبانـة الغربيـة حيث تتوافر مراكـز التحنيـط وفى هذا المجـال فإن «سترابـون» وصـف الجبانة الغربية بأنها كانت مدينة بأكملها للموتى حيث انتشرت بها الجبانات المتعددة ومراكز التحنيـط والحدائـق ومعنى ذلك أن الجبانة الغربية شغلتها شبكة ضخمة من الأضرحة، إلا أننا لا نملك الآن إلا جزءًا من هذه الشبكة متمثلة فى مقابر القبارى والورديان والمفروزة وطابية صالح وبرجوان وعزبة اليسرا.
وحافظ المصريون طوال العصر اليونانى وكذلك الرومانى على عاداتهم الجنائزية فظلوا يحنطون موتاهم ويدفنونهم فى مقابر على الطراز المصرى وفقا للطقوس المصرية القديمة أما طرق الدفن عند الإغريق فكانت إما طريقة الحرق  وهى الطريقة التى كان الأجانب وعلى الأخص الإغريق منهم يفضلونها حيث يتم إحراق جثث موتاهم ثم يجمع الرماد المتخلف ويحفظ فى أوان على شكل قدور من نوع  «Hydria» وتغطى وتوضع فى فجوات داخل المقبرة ولدينا أمثلة على أوانى الرماد فى الحضرة، ولعل هذه العادة كانت من عادات الجنود الذين جاءوا إلى البلاد فى العصر البطلمى من أهالى كاريا بآسيا الصغرى التى عرف عنها عادة الحرق  وسرعان ما نبذ الإغريق عادة الحرق وبدءوا يحنطون الجثث كما كان يفعل المصريون. وكانت جثث الأغنياء توضع بعد التحنيط فى توابيت حجرية أو خشبية بشكل آدمى أما الفقراء فكانت جثثهم توضع فى توابيت فخارية أو أن يتم دفن الميت فى  فتحة فى حائط المقبرة عبارة عن رف مستطيل أو مربع داخل فى الحائط بطول الإنسان، وكان يوضع بداخلها المتوفى وتغلق ويكتب عليها اسم المتوفى وغالبا ما نجد أكثر من صف فى الحائط الواحد كما نجد ذلك فى مقابر مصطفى كامل، القبارى والحضرة، فى البداية كان شكل فتحة الدفن تأخذ شكل واجهة المعبد اليونانى وفيها تنحت الفتحة فى جزئها العلوى على شكل جمالون وتسمى فى هذه الحالةCellette كتصغير لـ Cella أى الحجرة الرئيسية فى المعبد اليونانى ونجد مثالاً لها فى  مقابر الشاطبى ولكن اتخذت الفتحة بعد ذلك شكل المربع بقية العصر البطلمى والرومانى استخدم اليونانيون أيضا طريقة الدفن فى السرير الجنزى  وهو عبارة عن أريكة تستند على الجدار يعلوها شكل وسادتين أو ثلاث وسائد حيث يدفن المتوفى بداخل الأريكة كما نجد ذلك فى مقابر مصطفى كامل ومقابر الشاطبى وطابية صالح ومقابر القبارى، ويعتبر الدفن فى توابيت مبنية على شكل أرائك تعبيراً عن ثراء أصحاب هذه النوعية من التوابيت، وهو الثراء الذى حققه الإغريق من التجارة سواء فى مصر أو الممالك الهلنستية الأخرى، خاصة مع اتجاه الإغريق فى اتخاذ المقبرة شكل المنزل وبالتالى يتخذ التابوت شكل الأريكة كما فى مقابر الشاطبى ومصطفى كامل . تعتبر المقابر الحفر أيضا من طرق الدفن فى العصرين البطلمى والرومانى خاصة بالنسبة للفقراء من هذه العناصر الأجنبية، وكانت هذه الحفر يعلوها نصب أو شاهد جنزى ذو أشكال متعددة وتم العثورعلى مجموعة من القطع الاثرية وقد تم نقلها إلى مخزن غرب الدلتا بمنطقة مصطفى كامل بالإسكندرية، ثم تم نقل تلك المكتشفات بعد ذلك إلى مخزن فوزى الفخرانى المتحفى الجديد بمنطقة ماريا بالإسكندرية وقام المسيرى بتصوير جميع القطع الأثريـة بناء على موافقـة من اللجنـة الدائمـة للآثار المصريـة المنعقـدة فى  سبتمبر  2008 وذلك بغرض الدراسة والنشر العلمى.
ويخلص المسيرى فى دراسته الى انه يتضح فى ضوء هذه الاكتشافات من حيث العناصر المعمارية الثابتة بالموقع، وبمساعدة اللقى الأثرية التى تم العثور عليها أثناء أعمال التنظيف الأثرى أن هذا الموقع عبارة عن جبانة لأحد الأشخاص المصريين وأسرته الذين تم دفنهم على الطريقة المصرية إلا وهى الدفن فى توابيت فخارية ذات قناع والذين كانوا يعبدون الإله تحوت المتمثل فى الطائر الأيبيس وتم العثور على جبانة هذا الطائر ملاصقة لجبانة الأشخاص بالإضافة إلى العثور على أربع مومياوات للطائر الأيبيس مدفونة فى أربعة أوان فخارية، ولم يعثر حتى الآن على أية مقابر فى منطقة أبو قير سوى جبانة المصيف الغربى.
رغم انتشار عبادة الإله سرابيس فى الإسكندرية إلا أن منطقة أبو قير كانت تعتنق ديانة أخرى وهى عبادة الإله تحوت المتمثل فى الطائر الأيبيس وربما يرجع ذلك إلى مدى انتشار عبادة العديد من الآلهة فى مصر خلال العصر اليونانى الروماني  وتتشابه منطقة المصيف الغربى بمقابر الأسرة الأولى والثانية والتى كانت بجوارهم جبانات للدواب والطيور إلى جانب مقابر أصحاب هذه الدواب أو الطيور كما أسلفنا من قبل وإن هذه الجبانة إضافة جديدة إلى مقابر الإسكندرية حيث إنها كانت مخصصة لأسرة مصرية تعبد الإله تحوت المتمثل فى الطائر الأيبيس وربما استخدمت لفترة زمنية طويلة والجديد فى تلك الجبانة هو العثور على جبانة منحوتة أسفل سطح البحر للطائر الأيبيس ملاصقة لجبانة الأشخاص يرجع تأريخ تلك المنطقة إلى العصر الرومانى المتأخر وذلك استناداً على تأريخ اللقى الأثرية التى تم اكتشافها فى نفس الموقع.