الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تمرد «قطر» على «الإخوان» يكشف الوجه القبيح لـ«تركيا»

تمرد «قطر» على «الإخوان» يكشف الوجه القبيح لـ«تركيا»
تمرد «قطر» على «الإخوان» يكشف الوجه القبيح لـ«تركيا»




ترجمة ـ وسام النحراوى
أشار موقع «المونيتور» الأمريكى فى تقرير مطول له إلى سعى قطر لتطبيع علاقاتها والمصالحة مع مصر وكيفية إحراجها لرئيس تركيا رجب طيب أردوغان، الذى كان يزعم لفترات طويلة أن الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فاقد للشرعية ومعزولا على الصعيد الدولى.
وأكد الموقع أن أردوغان هو من يبدو اﻵن معزولا دوليا أكثر من السيسى الذى لا يزال مستمرا فى كسب الاعتراف الدولى، بينما يقوم بترسيخ نفوذه فى الداخل، خاصة ان التطور الأخير فى الشرق الأوسط الممثل فى تحرك قطر نحو كسب ود مصر يزيد من «العزلة الثمينة» لأردوغان، وذلك المصطلح تحديدا أطلقه وزير خارجية الظل التركى إبراهيم كالين.


وذكر «المونيتور» أن قطر هى الدولة العربية الوحيدة التى زارها أردوغان فى السنوات الأخيرة وزار مسئولوها تركيا أيضا واستغل مناصرو أردوغان تلك الزيارات لإثبات أن المنطقة ليست مغلقة أمام تركيا وأردوغان كما يزعم معارضوه.
وفى إشارة لتكرار هذه الاتصالات رفيعة المستوى بين البلدين، زار أردوغان قطر فى سبتمبر الماضى بعد زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى تركيا، ورجعوه مرة أخرى لأنقرة لإجراء محادثات رسمية الأسبوع الماضى.
وأورد الموقع أن كلا من تركيا وقطر وفرتا دعما قويا للإخوان المسلمين، والرئيس المعزول محمد مرسى المسجون حاليا، على الرغم أن العديد من الحكومات العربية وقفت بجوار القاهرة وأدرجت الإخوان ضمن الجماعات الإرهابية، وتم توقيع سلسلة من الاتفاقات بين الجانبين من بينها مذكرة تفاهم لتشكيل لجنة استراتيجية رفيعة المستوى لتعميق العلاقات وتوسيع التعاون فى القضايا الإقليمية.
وفى مؤتمر صحفى مشترك فى 19 من ديسمبر الجاري، تحدث أردوغان وتميم عن أنهما يتصرفان دائما سويا تجاه العالمين العربى والإسلامى، وأنهما دائما ما يقفان متضامنين ويعلنان دعمهما للمظلومين فى العالم.
يذكر أن تعليقات أردوغان كانت تشير فى المقام الأول للسنة فى سوريا، والفلسطينيين فى غزة، والإخوان المسلمين فى مصر، فأردوغان أدان المجتمع الدولى لفشله فى إدانة السيسى لإطاحته بمرسى وحظره لجماعة لإخوان، والتى يعتبرها أردوغان منظمة ديمقراطية وشرعية.
وأضاف «المونيتور» أن أردوغان لم يكتف بذلك، لكنه وجه كلمات قاسية خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضي، لمصر تحت حكم السيسي، ما أثار غضبا شديدا لدى السعودية والدول الخليجية من أدانته رسميا للقاهرة والإمارات.
فضلا عن أن أردوغان استغل الزيارة الأخيرة للبابا فرانسيس لتركيا لإدانة الدول والقادة التى يزعم أنها تكسب سلطة السيسى الشرعية باستقبالها له، ومنها الفاتيكان التى استقبلت السيسى قبل أيام من تعليقاته تلك خلال مؤتمر صحفى مشترك مع البابا.
واعتبر الموقع الأمريكى أن الخطوة الأخيرة التى قامت بها قطر لتطبيع العلاقات مع مصر، والتى يراها محللون نتاج ضغوط من قبل الدول الخليجية بزعامة السعودية والحليفة الاستراتيجية الولايات المتحدة، تعد ضربة جديدة لجهود أردوغان ضد السيسى.
وأكد الموقع أن قرار قطر فى سبتمبر الماضى بطرد قادة الإخوان المسلمين من أراضيها، خطوة أشارت إلى تغيير مسار قطر حيال الإخوان وسببت إزعاجا لأردوغان.
ونظرا لعلاقات أنقرة الوثيقة مع قطر، فلم ينتقد أردوغان قرار الدوحة وقتها، لكنه أعلن فقط أن قادة الإخوان المطرودين يمكنهم المجىء لتركيا إذا رغبوا فى ذلك، وبالتالى فإن الخطوة الأخيرة لقطر التى تهدف لتطبيع العلاقات مع مصر، تسببت فى إحراج كبير للغاية لأردوغان من حيث توقيتها.
وتساءل الموقع عما إذا كان أردوغان يعلم أنه أثناء مؤتمره الصحفى مع تميم فى أنقرة الأسبوع الماضى، وفى الوقت الذى كان يعرب فيه أمير قطر عن تضامنه ودعمه للمظلومين فى العالم، أن المبعوث الخاص للأخير الشيخ محمد بن عبدالرحمن كان سيلتقى السيسى فى القاهرة فى اليوم التالى؟.
وأكد «المونيتور» أن البيان الصادر عن مكتب تميم بعد اجتماع القاهرة زاد من إحراج أردوغان، حيث أشار البيان إلى أن أمن مصر مهم لأمن قطر وأن البلدين مرتبطان بعلاقات أخوية عميقة، ما يعطى دليلا آخر على أن أردوغان أصبح وحيدا فى محاولاته لإبطال شرعية السيسى دوليا.
من جهتها، رأت سها عمر، السفير التركى المتقاعدة، والسفيرة السابقة بالأردن والتى تنتقد سياسات حكومتها تجاه الشرق الأوسط باستمرار، أن ما قامت به قطر شيئا مفاجئا، واصفة العلاقات بين أنقرة والدوحة أنها «خداع للذات»، فمن المفترض أن يكون هناك تعاون وثيق بين البلدين لكن لم يتضح على الإطلاق فى أى مجالات سيتم ذلك التعاون.
وأشارت السفيرة إلى أن قطر تأتى من بين أوائل الدول العربية التى أسست علاقات مع إسرائيل، ولديها علاقات عسكرية استراتيجية مع الولايات المتحدة، وعند إضافة الطريقة التى يتقرب من خلالها الغرب إلى السيسي، فيكون واضحا بما لا يدع مجالا للشك أن قطر تتصرف بشكل طبيعى.
فيما نقل الموقع الأمريكى عن مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى إن ثمة مؤشرات ملموسة على أن رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو غير سعيد بعزلة تركيا الإقليمية وأنه يعترف بأن تحسين العلاقات مع مصر سيكون خطوة عامة فى تجاوز ذلك الأمر.
فى السياق نفسه، اعتبرت صحيفة «هاآرتس» العبرية، فى نسختها الصادرة بالإنجليزية، أن نجاح السعودية فى ضم دولة قطر لمعسكر تأييد السيسى لم يجعل تركيا وحدها فى مأزق، بل إن حركة «حماس» أيضا أصبحت فى ورطة بعد إتمام المصالحة.
وأضافت الصحيفة أن السبب المعلن للخلاف بين قطر ودول الخليج كان التدخل فى الشئون الداخلية لمصر، بينما تكمن 3 أسباب حقيقية وراء هذا الخلاف، وهي: دعم قطر لجماعة «الإخوان المسلمين» التى تم إعلانها كتنظيم إرهابى فى مصر والسعودية والإمارات، ودعم قطر لما وصفتها الصحيفة بـ«الميليشيات الإسلامية المسلحة» فى سوريا، فضلا عن العلاقات الوطيدة بين قطر وإيران، التى تعد الخصم اللدود للسعودية.
واعتبرت «هاآرتس» أن إتمام المصالحة المصرية – القطرية انتصار للسياسة السعودية التى وصفتها بأنها باتت تمسك بالخيوط السياسية فى المنطقة، لتصبح مستعدة لتوجيهها كيفما شاءت تجاه ما تشاء سواء نحو جماعة الإخوان والتنظيمات المسلحة فى سوريا، أو اتجاه إيران وأتباعها بالمنطقة، مثل «حزب الله» اللبناني، فضلا عن سيطرة السعودية الآن على مقاليد القرار الفلسطينى إلى حد كبير، حسبما ذكرت الصحيفة.
وتوقعت الصحيفة أن تؤثر المصالحة بين مصر وقطر على مكانة تركيا فى المنطقة، بعد أن ترسخت عزلتها باعتبارها الدولة الوحيدة المعادية لمصر، مؤكدة أنه وبعد تخلى قطر عنها، ستكون عليها إعادة التفكير جيدا فى جميع خطواتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل ترى فى هذه الخطوة «اتجاهًا  إيجابيًا»، حيث سيزيد الضغط على «حماس» عندما تتخلى قطر عن دعمها.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية ذاتها أن المصالحة المصرية القطرية جاءت بعد أن فهم  القطريون أن عزلتهم فى العالم العربى ستلحق بهم الأضرار، وبالتالى وافقوا على الاقتراح السعودى بعقد المصالحة مع مصر
وتوقعت الصحيفة أن قطر ستقوم بتحجيم شبكة الجزيرة الإخبارية وسياساتها تجاه مصر، وهو الأمر الذى بدت بوادره بقوة بعد اغلاق قطر لقناة «الجزيرة مباشر مصر».
وفى خطوة تصعيدية، كشفت صحيفة «توداى زمان» التركية أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى طالب المسئولين الأتراك باتخاذ خطوات لإعادة العلاقات بين مصر وتركيا، مشددا على أن تحسين العلاقات مع الرئيس عبد الفتاح السيسى أمر لا مفر منه.