السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وحشنا صوتك يا «جمال»

وحشنا صوتك يا «جمال»
وحشنا صوتك يا «جمال»




مديحة عزت

إلى الزعيم جمال عبد الناصر فى رحاب الله هذه الأبيات التى كتبها العزيز صلاح جاهين فى وداع عبد الناصر.. أقول لك يا جمال
حتى الرسول مات وأمر الله لابد يكون
بس الفراق صعب واحنا شعب حنون
وحشتنا نظرة عيونك للبلد يا جمال
 والحزم والعزم فيها وحبها المكنون
وحشتنا عبسة جبينك وأنت بتفكر
ونبرتك وأنت بتعلمنا وتفسر
وقبضة اليد لما تلاطم الجرانيت
وترفع السد عالى المجد عالى الصيت
وتأدب النيل وتحكم مية الفيضان
ما تعدى نقطة سوى بالخطة والتوقيت
أولا.. إننى أكتب عن عبد الناصر الإنسان شخصيا وليس عن زمنه وأيام حكمه الذى لم يكن يرضى أحدًا.
يا عبد الناصر يا حبيب الأمة.. حتى الرسول مات وأمر الله لابد أن يكون، ألف رحمة ونور عليك فى رحاب الله وغفرانه أنت والذين معك من الحبايب والزملاء والأهل، تمر هذه الأيام ذكرى ميلاد جمال عبد الناصر السابعة والتسعين، جمال عبد الناصر حبيب الشعب الذى انتقل إلى رحمة الله عام 1970، وكان خبر وفاته حدثا جللا.. وكان عبد الناصر قد وصل لرئاسة الجمهورية عام 1956 وشهدت البلاد عشرات الأحداث المهمة على المستوى المحلى والعربى والعالمي، وفى عام 1970 كانت البلاد تمر بمرحلة خطيرة فى حياتها وما زالت آثار حرب «1967» موجودة وتشاهد آثارها على وجوه الناس، لذلك كان خبر رحيل بطل الأمة وفارس ثورتها وقائد أحلامها جمال عبد الناصر أخطر وأقسى خبر على الشعب، لذلك كانت ذكرى ميلاد عبدالناصر قد أثارت بعض الذكريات قد تكون خاصة من خلال علاقته الحميمة التى كانت بينه وبين أستاذى ومعلمى إحسان عبدالقدوس قبل أن يستولى عليه الكاتب محمد حسنين هيكل ويبعده عن كل أصحابه من قبل الثورة، إحسان عبد القدوس الذى بدأت الأفكار والتحضير للثورة فى مكتبه واستلم هيكل أُذن عبد الناصر وبث الفتنة بينه وبين إحسان وأصحاب جريدة «المصرى» عائلة أبو الفتح، وظل هيكل يدس حتى أغلق جريدة «المصرى» وأدخل أستاذ الصحافة وأخبار اليوم أستاذنا مصطفى أمين السجن!
المهم هذه بعض من الذكريات التى تجمع بين عبد الناصر وأستاذتنا الست روزاليوسف «فاطمة اليوسف»، فقد كانت عندما تريد أن تحكى معه كانت تكتب له خطابا أسلمه أنا له يدًا بيد وبعد يوم يسلمنى الرد يدا بيد ويطلب منها نشر خطابها ورده عليها.. وهذه بعض فقرات وعناوين.. خطاب مفتوح من روزاليوسف إلى جمال عبد الناصر:
الحرية هى الرئة الوحيدة التى يتنفس بها الشعب، إنك فى حاجة إلى الخلاف تماما كحاجتك إلى الاتحاد تحية من سيدة تزكى بها شبابك الذى عرضته للخطر وجهدك الذى تنفقه من أجل هذا الوطن.. تحية من سيدة عاصرت الحوادث واعتصرتها التجربة فلا يسعدها اليوم شىء كما يسعدها أن تسير بهذا الوطن بأسرع مما يمكن!
وكان رد جمال عبد الناصر الذى سلمه لى يدا بيد وطلب نشره مع خطاب الست:
لا نريد أن يشترى الحرية أعداء الوطن.. أما تجربتك فإنى واثق أنها تستند على دروس الحياة.. أما تقديرك لما أبذله أشعر بالعرفان لإحساسك به.. وقد ختم الخطاب بهذه الكلمات:
وبعد فإنى أملك أن أضع رأسى على كفى ولكنى لا أملك أن أضع مصالح الوطن ومقدساته هذا الوضع.. جمال عبد الناصر.
وعلى الماشى: ولما كانت الذكرى بالذكرى تذكر.. بذكرى ميلاد عبد الناصر تذكرت أن من ذكريات الحبايب الراحلين وهى ذكرى ثلاثة من أعز وأحب ناس مصر كانت جنازتهم بدون الجثمان احتراما وخوفا من زحمة الشعب فى الجنازات وكان أولهم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر دفن جثمانه الكريم، ثم كانت الجنازة وزحام الشعب كله حبا وتكريما لذلك كان خوفا عليه من تعلق الشعب بالعربة.. ومثله كانت جنازة أم كلثوم كوكب الشرق بلا جثمان التى دفن جثمانها الكريم من مستشفى المعادى إلى المدفن ثم شيعها الشعب كله بلا جثمان، والثالث كان عبد الحليم حافظ الذى جثمانه الحبيب من المطار إلى المدفن، ثم سارت الجنازة وانتحرت بعض معجباته وكاد يسقط النعش بلا جثمان.. رحم الله الثلاثة أحب ناس مصر.. الثلاثة فى جنة الخلد بإذن الله.
على فكرة، كلما سمعت وقرأت عن النهب والقصور والفيللات والمليارات، تذكرت أن جمال عبد الناصر بجلالة قدره وعزته وعزة نفسه عاش شريفا عفيفا وأشهد على أنه كان يعيش وفرش بيته كان عهدة مضى على كل قطعة بيده.. وتفرش بيت رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر كان عملا كلفت به من المسئولين فى الدولة والفرش اخترته قطعة قطعة من قصر القبة، وكان عبد الناصر كما قلت يمضى بيده على كل قطعة من فرش البيت كعهدة.. جمال عبد الناصر كان قائدا عظيما أبا حنونا وزعيما، إنسانا وطنيا علمنا الوطنية، ثوريا من أجل مصر وعلمنا الثورة على كل ما يهز مكانة مصر وأمنها، يا ريت يحاول ثوار اليوم يعتبرون من تصرفات الزعيم الحبيب عبد الناصر قدوة لهم وطريقا صحيحا يمشون إليه لعودة الأمن والأمان وإعلاء شأن مصريين الدولة.
هذه مجرد تحية حب ووفاء لذكرى زعيم الأمة جمال عبد الناصر، يا جمال فى رحاب الله ربنا يكفيك شر حقد الباقين من رجالك المتاجرين باسمك وتاريخك وزمنك لحساب تاريخهم المزيف، المتسلقون على أحداث مصر وحكام مصر ومن بعدك الصائدون فى الماء العكر وزعيمهم الأستاذ حسنين هيكل.. وهذه كلمة أخيرة لهؤلاء، قول المعرى: «لا تظلموا الموتى وإن طال المدى.. إنى أخاف عليكم أن تلتقوا!».
وأخيرا.. هذه كلمة حب وصداقة من بعيد لبعيد والاتصال بيننا فى المناسبات، هكذا كانت علاقتنا أنا وفاتن حمامة من القلب للقلب مع درة الفن.. إليك يا عزيزة مصر.. يا فاتن يا حبيبتى، جفت الدموع كما كان يقول العزيز يوسف السباعى.. جفت الدموع يا فاتن ولم أجد فى اللغة كلمة تعبر عن عزائى فى صدمة رحيلك وقلبى مع الفن وغيابك يا فاتن يا غالية الفن وإليك يا فاتن فى رحاب الله مع الحبايب والأهل والزملاء.. قول عمر الخيام
لو حزنت العمر لن ينمحى
ما خطه فى اللوح مر القلم
نفسى خلت من أنس تلك الصحاب
لما غدوا ثاوين تحت التراب
ولك الله يا مصر والنصر والسلام والسلامة والاستقرار بإذن الله.
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب