الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«العاصمة».. قناة تضم «مطاريد» الإعلام

«العاصمة».. قناة تضم «مطاريد» الإعلام
«العاصمة».. قناة تضم «مطاريد» الإعلام




كتب - عمر حسن


كان لا بد من وجود غطاء صلب يضمن الحماية له ولملايينه المتبعثرة فى السوق المصرية والعربية من صيدليات ومصانع لأدوية الأعشاب وعيادات طبية، فوجد فى الاستعانة بالإعلام سلاحا رادعا يحافظ به على ثروته الطائلة التى هُددت بالزوال، بعدما أدرك أن خير وسيلة للدفاع هى الهجوم بنفس السلاح الذى كاد أن يقضى على امبراطوريته للأبد، فالإعلام كان سببا رئيسيا فى كشف فضائحه التى تمثلت فى بيع «الوهم» للمرضى على شكل أدوية عُشبية بأسعار خيالية تُعالج جميع الأمراض كما يدعى، مُتخذا من شريحة بسطاء العقول جمهوره المُستهدف، الذى بنى تلال ثروته من جيوبهم، فكوّن سلطة ونفوذًا ضاعفا من صلابته التى كادت أن تنكسر على يد الإعلام منذ أشهر قليلة، فعناوين الصحف والمواقع الإلكترونية لم تكن تخلو من فضائحه مُتهمين اياه بالنصب، الأمر الذى ترتب عليه سقوطه تدريجيا فى نظر زبائنه خاصة بعد إغلاق فروع صيدلياته «بالشمع الأحمر»، وهنا تدارك الموقف وأيقن أنه لا مفر من «غسل السمعة» أمام الرأى العام عن طريق امتلاك ماكينة اعلامية جديدة تدافع عن مصالحه وتطوّق ملايينه من تهديدات التبخر، شأن جميع رجال الأعمال من أصحاب المصالح التى تتطلب الحماية الاعلامية وارتداء ثوب الوطنية «لزوم التلميع».
الطبيب أو المعالج بالأعشاب «سعيد حساسين»، قرر أن يعود من جديد إلى سوق المنافسة الإعلامية بقوة للمرة الثالثة بعد فشل تجربتيه الأولى والثانية فى تدشين القنوات الفضائية وهما «الخليجية» و«الضياء»، فكانتا تجربتين لم يسمع بهما أحد وذلك لعدم اعتمادهما على وجوه اعلامية معروفة وانتهاجهما نهج قنوات «بير السلم»، فتوجه بنظره صوب نجوم الفضائيات المعروفين، وكوّن منهم فريقًا كبيرًا تحت رئاسة الاعلامية «منى الحسينى» لإطلاق قناة «العاصمة»، على أن تكون واجهته الجديدة التى يطل بها على الرأى العام بمساندة مجموعة من الإعلاميين والرياضيين والفنانين، وذلك حرصا منه على استعادة الثقة المسلوبة، فى الوقت الذى أحالته النيابة إلى محكمة الجنح باتهامات بالغش التجاري، وتداول مستحضرات غير مصرح بتداولها والنصب والاتجار فى سلع مجهولة المصدر بما يضع علامة استفهام كبيرة حول أسباب انقلاب الموازين.
كانت فكرة الاستعانة بمنى الحسينى رئيسا للقناة نابعة من كونها اعلامية مخضرمة تمتلك خبرة كبيرة وباعًا فى مجال الاعلام، وهو ما سوف يساعد مالك القناة على سرعة انجاز مهمته، ومن جهة أخرى يمكن القول أنها وجه اعلامى قديم اشتاقت إلى أضواء الشهرة التى فارقتها منذ سنين رغم كونها رائدة البرامج الحوارية فى مصر، فوجدت فى تولى رئاسة قناة «العاصمة» فرصة ذهبية للعودة بقوة لساحة الاعلام، خاصة أنها ستعاود تقديم البرامج  من خلال تجربة حوارية جديدة وهى «اللية مع منى» بجانب وظيفتها الادارية.
فعكفت على اختبار وجوه إعلامية جديدة من الشباب، اغلبهم يعملون مراسلين بالقنوات الفضائية للاستعانة بهم فى بعض البرامج التى تناسبهم، ومن بينهم ابنتها «لينا» التى تبلغ من العمر 21 عاما، والتى سوف تطل ضمن مجموعة شبابية فى برنامج «يو تيرن»، وبجانب ذلك تفرغت إلى انتقاء الوجوه الاعلامية «الثقيلة» التى ستقوم عليها القناة، واستقرت على مجموعة من الوجوه «المحروقة» اعلاميا، لتمنحهم بذلك فرصة ذهبية للعودة إلى الأضواء.
تضم هذه النخبة المنتقاة على رأسها الكاتب الصحفى «عبدالرحيم علي»، المطرود من قناة «القاهرة والناس» بعد تجاوزه الخطوط الحمراء وخوضه فى رجل الأعمال «نجيب ساوريس»، ليعود من جديد ويقدم برنامج «الصندوق الأسود2»، الذى يرتكز على مجموعة من التسريبات للشخصيات العامة، والاعلامى «سيد على» الموصوم بعدائه لثورة يناير وهو ما كان سببا لاستبعاده من البرنامج الذى كان أساسا لشهرته على قناة المحور وهو «48 ساعة» بعد مكالمة شهيرة للمثل «أحمد عيد» أطاحت به وبزميلته «هناء السمري» خارج أسوار القناة، لينتقل بعدها إلى قناة «ال تى سي» التى لم يمكث فيها سوى أشهر قليلة، ليستقر به الحال فى «العاصمة» التى سيقدم عبر شاشتها برنامج «الناس التانية» وهو نسخة مستهلكة من برنامجه «حضرة المواطن» على «ال تى سي».
تضم القناة كذلك كلًا من الفنانة نهال عنبر،  والفنان طلعت زكريا، وذلك فى اطار اقحام الفنانين فى التجربة الاعلامية بغض النظر عن مؤهلاتهم كمقدمين للبرامج، فضلا على الاستعانة بالناقد الرياضى «محمود معروف» فى تقديم برنامج منفرد، وكذلك الكابتن عزمى مجاهد، نجم الكرة الطائرة السابق بالزمالك، ومدير إدارة الإعلام بالاتحاد المصرى لكرة القدم من خلال برنامج «الملف».