مظهر أبو النجا: شاركت فى أفلام المقاولات بحثا عن الشهرة.. والفن أصبح تجارة خاسرة
أمير عبد النبى
حوار- أمير عبد النبى
اشتهر بعبارة «يا حلاوة» ودخل قلوب كل المصريين حقق نجاحات كثيرة وعلى الرغم من ذلك لم يتوقع نجوميته وبعد سنوات من الصمت يتحدث إلينا الفنان مظهر أبو النجا ليكشف عن كواليس عمله مع نجوم زمن الفن الجميل رشدى أباظة وإسماعيل ياسين وعن سر حب الزعيم عادل إمام له وعن سر ابتعاده عن المسرح. فإلى نص الحوار:
■ كيف كانت بدايتك مع التمثيل؟
- أنا رجل بسيط من قرية بالمنصورة وكنت أشارك فى أعمال مسرحية تابعة لقصور الثقافة وشاهدنى المخرج المسرحى حسن عبدالسلام واقتنع بموهبتى وكنت أعمل فى ذلك الوقت بإحدى شركات النسيج وطلب منى أن أقدم استقالتى وأسافر إلى القاهرة حتى آخذ فرصتى الحقيقية وبالفعل أخذت بنصيحته وقدمت استقالتى وذهبت إلى القاهرة ولم أجد أية وسيلة للوصول إلى المخرج حسن عبدالسلام فذهبت إلى قهوة «بعرة» وجلست هناك مع الجميعة والكومبارس إلى أن تحدثت مع أحدهم عن حسن عبدالسلام فاندهش منى قائلا «لو تعرفه بجد» فهو يستعد لعرض جديد على مسرح الحرية وبالفعل ذهبت هناك وجلست انتظره حتى وصل وصافحنى وأعطانى دورًا مكونًا من أربع جمل كان مشطوبًا من نص رواية «سيدتى الجميلة» وأعاده مخصوص من أجلى وكان الدور عبارة عن معاكستى لشويكار وأعجب بي الفنان فؤاد المهندس وأتذكر أن أجرى كان فى ذلك الوقت 15 جنيه وكان هذا المبلغ ثروة فى وقتها وتوالت بعدها الأعمال المسرحية ما بين اشتراكى بالفرق المختلفة مثل فرقة سعاد حسين أو تكوينى فرقة مسرحية حققت من خلاله نجاحات كثيرة بأقل الإمكانيات.
■ كيف انتقلت من المسرح إلى السينما؟
- كنت اتمشى فى شارع سليمان باشا وفوجئت سيارة سعاد حسين تتوقف بجانبى وتسألنى عن سر اختفائى وطلبت منى أن أذهب الآن إلى المسرح لأن هناك فنانة اعتذر عن دور مهم فى رواية من بطولة سعيد صالح وفوجئ سعيد صالح بظهورى أمامه على خشبة المسرح وقت العرض ولم أتذكر من النص أى شىء سوى جملة «هوس سكوت سكلانس ولا كلمة» كان عدد الجمهور كبير نسيت كل شىء وكررت الجملة طوال فترة ظهورى على خشبة المسرح حتى أن ضحك الجميع بشدة وأعجب الجميع بأدائى وطلبونى معهم للسفر إلى الإسكندرية للعرض هناك شهرين متتاليين بقيمة 36 جنيهًا وكان هذا العمل تأشيرة دخولى السينما من خلال المخرج محمود فريد الذى شاهدنى وأعجب بأدائى واختارنى فى فيلم «شياطين إلى الأبد» وذهبت إلى المنتج وذهبت إلى المنتج جمال الليثى لأتعاقد على دور «أمين الشرطة».
■ وما حكاية جملتك الشهيرة «يا حلاوة»؟
- هذه الجملة هى «وش السعد» علىَّ وكانت بمثابة تأشيرة دخولى لكل البيوت المصرية وقلتها لأول مرة فى فيلم «شياطين إلى الأبد» مع عادل إمام وناهد شريف وصفاء أبو السعود بداية السبعينيات حيث اقترح على مخرج الفيلم محمود فريد أن يكون لى «لازمة» أى جملة اشتهر بها وخيرنى بين أن أقول «يا خرابى أو يامه أو يا لهوى أو يا حلاوة» فاخترت الأخيرة ورددتها بالفعل داخل أحداث الفيلم وعند عرض الفيلم تخوفت من الذاهب لمشاهدتها وفوجئت بأحد أصدقائى يحدثنى ويقول لى الجمهور خارج من الفيلم يردد «يا حلاوة» وتعاقدت بعدها على ثلاثة أفلام دفعة واحدة.
■ كيف بدأت صداقتك بالفنان عادل إمام؟
- أثناء تصويرى معه أحد الأفلام حدثنى أحد العاملين قائلا «هو عادل إمام مش بيقفل عليك» لم أفهم كلماته وذهبت لعادل إمام وقلت له أنت مش بتقفل علىَّ وعرف وقتها إننى إنسان طيب ومحترم وذو أخلاق رفيعة وهو فى الحقيقة إنسان مهذب وذكى جدًا ويفهم الشخص الذى أمامه جيدًا وهذا الموقف هو السبب فى صداقتنا إلى الآن فأنا أقرب الناس إليه بعد الفنان الراحل سعيد صالح.
■ وما سر تعاونك مع الفنان عادل إمام فى 10 أعمال سينمائية؟
- هذه الأفلام العشرة هى التى صنعت نجوميتى وكونت من خلالها جمهورى فى المسرح لأننى أصبحت مشهورًا سينمائيًا.
■ هل توجد غيرة فنية فى عائلتك خاصة أن زوجتك وابنك يعملان بالوسط الفنى؟
- هذا الأمر غير صحيح تمامًا فجميعنا نتمنى الخير لبعض وفى الحقيقة أننى لم أكن راضيًا عن تواجد أبنى فى المجال الفنى ولكنه لديه موهبة كبيرة وأشاد به ممثلون كثيرون وهم من أقنعونى بأن أتركه ولكن دائمًا ما أقدم له النصائح دون أن أساعده أما زوجتى آمال حلمى فهى خريجة معهد عالى فنون مسرحية وعملت كثيرًا بالفن واشتركت معى فى الكثير من المسرحيات وحققت نجاحًا كبيرًا وهى حاليًا تستعد لعمل تجسد من خلاله حياة «برلنتى عبدالحميد».
■ لماذا شاركت فى بعض أفلام المقاولات؟
- فى الحقيقة إننى فى وقت من الأوقات كنت احتاج إلى الشهرة وبالفعل اشتركت فى أكثر من عمل مقاولات ولكن بأدوار ثانية وثالثة وليست بطولات رغم أن البطولات عرضت علىَّ كثيرًا ولكنى رفضته.
■ من يعجبك من نجوم الجيل الحالى؟
- أنا أحب أحمد عز وبرأيى أنه يعتبر رقم واحد الآن فى أداء دور الجان الرومانسى فى السينما المصرية كما أنه يتميز بأداء أدوار الأكشن بحرفية عالية جدًا، أما على مستوى الكوميديا فاعتبر الفنان أحمد حلمى هو أهم كوميديان فى الجيل الحالى بمصر وأيضًا الفنان محمد هنيدى وقدمت معه أحد المشاهد فى فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة».
■ وما ذكرياتك مع نجوم الزمن الجميل؟
- عملت مع رشدى أباظة فى فيلم «حكايتى مع الزمان» وتعلمت منه الجدعنة والشهامة وفى بداية عملى بالفن قبل شهرتى قابلت إسماعيل ياسين وطلبت منه أن أمثل ورد علىَّ قائلا «أذهب إلى الأستاذ أبو السعود الإبيارى وقل له أنك من طرفى» وبالفعل ذهبت وعندما تحدثت مع أبو السعود الإبيارى رد علىَّ قائلا «أيوه إسماعيل ياسين وصانى عليك» فبالتالى تعلمت منه الوفاء وتعلمت من عبدالحليم حافظ الذوق والأدب وكيفية الحديث مع الناس والحقيقة أنه كان فنانًا ذكيًا لأبعد الحدود وهذا هو سر تفوقه على أبناء جيله مثل كارم محمود رغم أنه كان أقلهم.
■ هل الموهبة كافية للفنان وما سر اقتصارك على الأدوار الكوميدية؟
- الموهبة ليست كافية ولكنه أمر أساسى ومهم والدليل على ذلك أن نجوم السينما مثل عادل إمام وسعيد صالح وسيد زيان لم يدرسوا التمثيل ولكن الأخلاق أمر مهم أيضًا وأنا لا أحب تقديم الأدوار الشريرة أو السياسية والدبلوماسية أحب فقط تقديم الأدوار الكوميدية لرسم الابتسامة على وجوه الجمهور ولا أنظر إلى أى انتقادات والحقيقة أننى عاصرت الفنان فريد الأطرش عن قرب حيث جمعنا صداقة وأتمنى تجسيد حياته لأن هناك شبهًا كبيرًا يجمع بيننا خاصة أنى أجد الغناء بخلاف طبعًا هوايتى وحبى الشديد إلى الدومنة حيث أقضى معظم وقت فراغى على القهوة مع أصدقائى.
■ ما أكثر الأعمال التى قدمتها مقربة إلى قلبك ومعى تعتزل الفن؟
- فيلم «احنا بتوع الأتوبيس» من الأعمال صاحبة الفضل الكبير علىَّ وكانت نقلة فنية كبيرة فى حياتى أما على جانب المسرح «مين ميحبش زوبة» التى كان له إسقاطات سياسية لم يفهمه أحد وهو أننا تحدثنا عن الزعيم جمال عبدالناصر والرئيس السادات أما عن اعتزالى الفن فمنذ أكثر من 20 عامًا فى عز شهوتى كنت سأعتزل لأن كل طموحى من الفن هو الشهرة فقط وكنت قد حققته ولكن نصحنى أحد الأصدقاء بأن استمر لأن أمامى مستقبل كبير وبالفعل اقتنعت بكلماته ولن يفصلنى عن الفن إلا الموت.
■ ما رأيك فى حال الفن حاليًا؟
- للأسف تم ابتذال الفن وأصبح بلا قيمة وليس له هدف عندما أصبح تجارة ولأن المنتج يعتبر نفسه مجرد شخص يدفع فلوس عكس الماضى كان المنتج لابد أن يكون متذوقًا للفن فالفنانون الآن يمتلكون مطاعم وكافيهات وشركات وأصحاب المطاعم والشركات منتجون لأفلام وهذا أمر مؤسف للغاية.
■ وما أعمالك فى الفترة المقبلة؟
- أقدم مع عادل إمام دور «عمدة» فى مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» وهى شخصية محورية ومهمة حيث أننى طماع وجشع وكل ما يهمنى المال ولدى بنت تحب ولداً فقير اِأرفض زواجهما وأتقابل مع عادل إمام خلال أحداث العمل ويظل يقنعنى بأن أترك أبنتى تتزوج ممن تحب وأنا رافض تمامًا وهذا العمل سيكون ناجحًا لأنه يحمل قضايا مهمة أما على جانب المسرح فأستعد للعودة برواية سأخفض تذاكرها لأقصى حد حتى نستطيع أن نعود بالجمهور مرة أخرى.
■ وما رأيك فى مسرح «تياترو» لأشرف عبدالباقى؟
- الحقيقة أنه عمل رائع ومتميز وأشرف عبدالباقى صديقى وأحبه جدًا على المستوى الشخصى ولكنه أخطأ عندما اقتصر العرض عليه كبطل وكل من معه وجوه جديدة هذا أمر غير معقول فلابد أن يكون هناك أبطال ونجوم مسرح كبار بجانبهم خلاصة القول بأن المجال الفنى سينما وتليفزيون ومسرح اختلف عن الماضى تمامًا وأنا لست راضيا عنهم نهائيًا.
■ ولماذا ابتعد الجمهور عن المسرح؟
- زيادة أسعار التذاكر بطريقة مبالغ فيها هى السبب خلف ذلك فالمسرح لكل المصريين الخفير قبل الوزير.