الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«دندرة» كنز الأجداد الذى أهمله الأحفاد

«دندرة» كنز الأجداد الذى أهمله الأحفاد
«دندرة» كنز الأجداد الذى أهمله الأحفاد




قنا - حسن الكومى
تحتضن قرية دندرة، الواقعة على ضفاف النيل غرب محافظة قنا، معبد آلهة «الحب  والجمال» عند الفراعنة «حتحور» الذى يعد ثروة هائلة من الكنوز الفرعونية التاريخية، فالمعبد غاية فى الجمال المعماري، وينفرد عن غيره من المعابد الفرعونية بأسقفه التى تحتوى العديد من الرسومات والنقوش من ضمنها دائرة الأبراج السماوية، وفكرة المصباح الكهربائي، وقاعة بها 24عموداً كل عمود يمثل رأساً مجسماً للإله حتحور، التى مازالت واضحة تحكى تاريخ حقبة مهمة من تاريخ مصر.
تم بناؤه فى العصرين اليونانى والرومانى، ويرجع تخطيطه الأصلى إلى عصر الملك «خوفو» من الأسرة الرابعة والملك بيبى من الأسرة السادسة، وهناك العديد من الآثار التى تشير إلى ذلك وأهمها الجبانة التى تقع خلف سور المعبد، ناهيك عن مجموعة المنشآت الموجودة به.
«روزاليوسف» تجولت فى المعبد الذى دخل طى النسيان، لتكشف مدى الإهمال الذى وصل إليه واحد من أهم المعابد المصرية..
على شاطئ النيل وفى واجهة قرية دندرة انشأت المحافظة فى عهد اللواء عادل لبيب، محافظ قنا الأسبق، مرسى للسفن السياحية إلا أن انعدام الأمن وعدم توافر نقط شرطية بالقرب من المرسى أدى إلى توقف الرحلات النيلية، وفى الطريق من مدينة قنا حتى المعبد تنعدم بها أى مظاهر سياحية، واصبحت عقبة أمام الزائرين لعدم وجود وسائل مواصلات، ما يضطرهم لقطع تلك المسافة سيرا على الأقدام وسط الكلاب الضالة.
وتابع: الأجهزة الأمنية أغلقت الكافيتريات والمحلات التى أنشأها الأهالى خارج المعبد بطرق غير شرعية فأصبح الزائرون يجدون صعوبة فى الحصول على زجاجات مياه أو مأكولات، مناشدا المحافظة ووزارتى السياحة والآثار بضرورة إنشاء بازارات وفنادق سياحية وتوفير سيارات الحنطور لتكون وسيلة للمواصلات وتتحول القرية إلى قرية سياحية.
ابتلى المعبد مؤخرا بمرض سرطانى خطير امتد فى جنبات أرضه، وهو نبات «العاقول» عبارة عن عشبة شيطانية تنبت بالمناطق الأثرية غطت مساحات كبيرة تصل لأكثر من 85 فداناً بمحيط المعبد، ما أفسد منظر المعبد الجمالى وأصبح عقبة أمام السائحين والبعثات الأثرية، وكلما تمت إزالتها بالطرق البدائية تنبت من جديد.
يقول محمد مصطفى، باحث أثرى، إن معبد دندرة هو الوحيد الذى لا يزال يحتفظ بكنيته من حيث البناء والفنون المعمارية الجميلة، ويعد كتاباً كبيراً فى علوم الفلك والأبراج السماوية حيث غطت مادة «السخام السوداء النقوش والرسومات» .
فى الناحية الجنوبية الغربية من معبد حتحور الرئيسى تقع البحيرة المقدسة، التى تأخذ شكلاً مستطيلاً، ولها سلالم من الـ4 جوانب تستخدم فى الصعود والنزول إلى البحيرة وهى أحد المكونات الرئيسية وعنصراً مهماً من مبانى أى معبد ويختلف حجم البحيرة، وترتبط بالطقوس الدينية اليومية التى كانت تؤدى للإله أوزيريس، وهناك من قال إنها كانت تسكنها بعض التماسيح التى تساعد فى طرد الأرواح الشريرة التى تحاول التسلل إلى المعبد، لكن الآن أصبح الكثير يستخدمها كمراحيض لقضاء حوائجهم.
توقفت البعثات الاستكشافية بالمعبد على الرغم من وجود أسرار وأماكن بالمعبد لم تكتشف بعد، فضلا عن وجود منطقة خارج سور المعبد المبنى من الطوب اللبن والذى أوشك على الانهيار بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية من الناحية الغربية بمساحة تصل لـ60 فداناً وهى عبارة عن مقابر تقع خلف المعبد فى الصحراء بها العديد من المصاطب، إلا أن تلك المقابر تحولت لمأوى للكلاب الضالة والحيوانات، واستخدم الأهالى جزءا منها فى تعبيد الطريق أمام الكارو، علاوة على انتشار القمامة والمخلفات، إلى جانب أن التوابيت محطمة ومعرضة للسرقة.
تمثل قرية دندرة التى تحتضن المعبد أكثر القرى بحثا عن الكنز أو«اللقية» كما يسمونها، فهناك اعتقاد راسخ فى أذهان أبناء القرية بأنه لا يوجد منزل بالقرية إلا وبه قطع أثرية أو كنز فرعونى.
تمارس النسوة اللاتى لم يحملن والفتيات العوانس بالقرية والقرى المجاورة عادة توارثوها من الأجداد يستغلها الخفر العاملون بالمعبد فى التربح المادى، حيث يذهبن للمعبد ويدخلون أحد السراديب المظلمة بالمعبد حتى يحدث لهم نوع من «الخضة» ويمرون على عدد من الأعتاب بالمعبد.