الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الريسونى: على الحكام مراعاة مقاصد الشريعة فى القوانين والدساتير والتخطيط المستقبلى




 
أكد د. أحمد الريسونى الخبير بمجمع الفقه الإسلامى أن مقاصد الشريعة ليست مذهبا ولا توجها وإنما الشريعة التى جاء بها القرآن والسنة، ولذلك كان منهج الصحابة الذين ربوا عليه ودربوا عليه هو السؤال عن المقاصد فى كل تكليف وأمر.
 
وقال «الريسونى» خلال لقائه الطلاب الوافدين بالأزهر فى مدينة البعوث الإسلامية أن كل عبادة لها مقصد، مؤكدا أن الدين ليس ابتلاء من أجل أن نصير إلى الجنة أو النار، حيث أن الأمة اجمعت على تعليل الشريعة ووجود المقاصد.
 
 وشدد على أن الشريعة رحمة وحكمة كلها يدل على ذلك قوله تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، ومن هنا يقول المفسرون من لا يكون رحمة فيه فلا مكان له فى الشريعة واستكمل قائلا: و«من ثم علينا تحرى الرحمة فى كل ما فى الشريعة باعتبار أن ذلك هو المرتكز الاول فى الإسلام».
 
ولفت «الريسونى» إلى أن أى حكم يستخلصه المفتى أو الفقيه يخلو من الرحمة ليس من الشريعة كما أن كل أمر ظالم وليس فيه حكمة لا يعد من الشريعة مؤكدًا أن كل ما فى الشريعة إما لجلب مصلحة أو درء مفسدة، فالشريعة نفع ودفع وأحكامها لا تخرج عن أن تكون نفعًا يجلب أو مفسدة تدفع.
 
وقال الريسونى: «إنه بالاستقراء التام والسنة تعد المحاور الأساسية الجامعة للشريعة هى المقاصد الخمسة حفظ الدين والعرض والمال والدين والنسل، ولابد على الدول أن تراعى تلك المقاصد الخمسة فى قوانينها وقراراتها وأفعالها، فإذا قام الحاكم بأداء تلك الضروريات فى الحكومة والخطة الاستراتيجية فقد أدى ما عليه».
 
وطالب الدعاة بالحفاظ على تلك الضرورات الخمسة، قائلا: على المفتى أيضا حين يريد أن يفتى الأمة أن يراعى تلك المقاصد لأنها أصول المصلحة وكل ما يؤدى لحفظها مصلحة جلبه واجب وكل ما يؤيد لتفويتها فهو مفسدة ودرؤه واجب.
 
وأشار »الريسونى» إلى أن مقاصد الشريعة فى عصرنا أصبحت الحاجة لها أكبر من أى وقت مضى لأنه بمضى العصور تظهر أشياء تؤذى المجتمع، لافتا إلى أن معرفة المقاصد لا تعنى ترك الحكم، حيث أنه ما من حكم إلا وله مقاصد متعددة بالاضافة إلى أن التعبد له مقاصد.