الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مجلس الأمن يبحث ملف اللاجئين و«لافروف»: لن نسمح لتركيا بغزو سوريا

مجلس الأمن يبحث ملف اللاجئين و«لافروف»: لن نسمح لتركيا بغزو سوريا
مجلس الأمن يبحث ملف اللاجئين و«لافروف»: لن نسمح لتركيا بغزو سوريا




عواصم العالم - وكالات الأنباء


فى ظل الوضع المتردى للاجئين السوريين، عقد مجلس الأمن، أمس الأربعاء، جلسة لمناقشة الوضع الإنسانى فى سوريا، خاصة فى حلب، وما ينتج عنها من آلاف النازحين إلى الحدود التركية بسبب الهجوم المكثف من قبل قوات النظام والمدعوم بالقصف الروسي.
وطالبت نيوزيلندا وإسبانيا بعقد الجلسة. وقال مندوب نيوزيلندا إن الأزمة وصلت إلى نقطة لا يمكن لمجلس الأمن أن يتجاهلها.
ورغم إعلان رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أمس الأول أن بلاده لن تغلق حدودها أمام اللاجئين المتدفقين هرباً من القصف الروسى إلا أن قرابة 50 ألف نازح ما زالوا على الحدود ينتظرون، أكثر من نصفهم بدون مأوى، فى ظل الظروف المناخية الصعبة، حيث قتل البرد حتى الآن نازحين اثنين.
من جانبه قال جيرارد فان بوهيمن سفير نيوزيلندا لدى الأمم المتحدة إنه «ثمة تقارير عن 30 ألف شخص على الأقل نزحوا من حلب ونحن فى منتصف الشتاء، واعتبرت نيوزيلندا واسبانيا هذا وضعاً لا يمكن أن يتجاهله مجلس الأمن».
وتأتى جلسة المجلس قبيل اجتماع حاسم لقوى كبرى فى ألمانيا.
ومن المقرر أن تجتمع قوى دولية تشمل روسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران اليوم الخميس فى ميونيخ فى محاولة لإحياء المحادثات، لكن دبلوماسيين لا يعلقون آمالا تذكر على المفاوضات ما دام الهجوم مستمرا. وتقول فصائل المعارضة المسلحة إنها لن تحضر ما لم يتوقف القصف.
من جانبها قالت الولايات المتحدة، إنها تأمل فى أن يظهر الحلفاء استعدادهم لزيادة المساهمة فى الحرب على تنظيم داعش، ولردع روسيا فى أوروبا الشرقية، خلال محادثات دفاعية رفيعة المستوى فى بروكسل هذا الأسبوع.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، أنه يعتزم تحديد الخطوط العريضة لخطة الولايات المتحدة لتسريع الحملة ضد داعش، لوزراء دفاع أكثر 24 دولة حليفة، فى محادثات اليوم الخميس.
وأشار كارتر للصحفيين المسافرين معه: «لا أعتقد أن أى شخص راضٍ عن وتيرة (الحملة)، لهذا السبب نحن نبحث عن تسريعها، من المؤكد أن الرئيس غير (راض)».
ولفتت واشنطن إلى الحاجة لمدربين للجيش والشرطة، فضلاً عن مساهمات من قوات العمليات الخاصة بما فى ذلك من الحلفاء العرب السنة الذين يعبرون الآن عن رغبة جديدة فى المساهمة.
ومن المرجح أن تتعرض الاستراتيجية الأمريكية فى سوريا لتدقيق شديد، بعدما رجحت الغارات الجوية الروسية المستمرة منذ أربعة أشهر كفة الرئيس بشار الأسد، فى الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات فى سوريا.
ومن المتوقع أن يناقش وزراء الدفاع هجوماً رئيسياً تشنه الحكومة السورية بدعم من روسيا وإيران، قرب حلب، تقول فصائل المعارضة المسلحة إنه يهدد مستقبل انتفاضتهم.
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أن بعض الدول لا تخفى نيتها المراهنة على الحلول العسكرية فى سوريا، فى حال فشل المفاوضات السلمية.
وقال لافروف فى مقابلة مع صحيفة «موسكوفسكى كومسوموليتس» أمس: «يبدو أن هناك المراهنة على الحل العسكرى، فى حال فشل المفاوضات أو منع انطلاقها. وتؤكد ذلك بشكل علنى بعض الدول التى تنطلق، كما أتفهم، من الكراهية الشخصية تجاه الرئيس السورى بشار الأسد».
وشدد وزير الخارجية الروسى على أنه من غير الممكن أن يسمح التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لتركيا بغزو أراضى سوريا.
وتحدثت الأنباء مؤخرا عن أن تركيا تخطط وتستعد لغزو سوريا.
وقال لافروف وزير الخارجية الروسى فى تصريح لصحيفة «موسكوفسكى كومسوموليتس: «لا أظن أن التحالف الذى يقوده الأمريكيون وتنتمى إليه تركيا سيسمح بتنفيذ مثل هذه الخطط المتهورة».
وعبر لافروف عن استنكاره للتحرشات التركية على الحدود التركية السورية، لافتا إلى «أنها ليست غزوا عسكريا واسعا».
فى المقابل حذر رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، روسيا من عواقب تحركاتها فى سوريا، مذكرا بانسحابها «الذليل» من أفغانستان الذى ساعد على إسقاط الاتحاد السوفيتى، وتوقع مغادرة موسكو الأراضى السورية بـ«الذل» نفسه، وذلك خلال كلمة ألقاها أمام اجتماع حزب العدالة والتنمية البرلماني.
وقال أوغلو: « لا تقلقوا على الإطلاق، فإن الطغاة الذين حوّلوا سوريا وحلب الغالية إلى نهر من الدم سيدفعون بالتأكيد يوما ما ثمن ما فعلوه.. ولا يجب على أحد أن ينسى كيف دخلت القوات السوفيتية، التى كانت قوة عظمى خلال الحرب الباردة، إلى أفغانستان، وغادرتها مذللة.. ومن دخل سوريا اليوم سيغادرها أيضا مذللا».
وأضاف أوغلو: «تواصل روسيا قصف أهداف مدنية لا علاقة لها بالإرهاب بلا رحمة. ولدينا معلومات عن مواقع كل تلك القنابل التى أسقطتها روسيا، واحدة تلو الأخرى. استهدفت 90 فى المئة من أكثر من ستة آلاف غارة جوية المدنيين والمعارضة المعتدلة وكان نصيب تنظيم داعش فقط 10 فى المئة.»
وأشاد أوغلو بجهود دولته فى استقبال اللاجئين السوريين، مقابل ما يفعله نظام الرئيس السوري، بشار الأسد وحليفته روسيا، قائلا إنهم «يمطرون القنابل على منازل المظلومين والأبرياء فى سوريا يوميا»، ومشددًا على عدم استسلام الشعب السورى «فى وجه جيش نظامى يمارس الظلم عليهم، بواسطة البراميل المتفجرة، وأسلحة القتل الجماعى».