الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ساحات العيد» بين سيطرة «السلفية» وردع «الأوقاف»

«ساحات العيد» بين سيطرة «السلفية» وردع «الأوقاف»
«ساحات العيد» بين سيطرة «السلفية» وردع «الأوقاف»




كتب ـ محمود محرم

 

تواصل الدعوة السلفية محاولات السيطرة على عدد من ساحات صلاة عيد الأضحى بعد فشلها فى السيطرة عليها بعيد الفطر، وذلك بعد اتخاذ الدولة ووزارة الأوقاف إجراءات مشددة، لمنع غير حاملى تصاريح الخطابة من الوزارة من اعتلاء منابر الصلاة.
وفى الوقت الذى تحاول فيه وزارة الأوقاف السيطرة على ساحات عيد الأضحى، تلتف الدعوة السلفية وجماعة الإخوان الإرهابية للسيطرة على هذه الساحات والتى اعتادت تنظيمات مثل الإخوان والتيار السلفى من استغلالها خاصة فى الأعياد والمواسم الدينية، واتضح ذلك من خلال تقديم الدعوة السلفية بالإسكندرية بطلبات للحصول على تصاريح لإقامة صلاة العيد بساحات خاصة بالدعوة بعدد من المناطق، إلا أن مديرية الأوقاف بالإسكندرية أعلنت عن أنها لن تسمح لإقامة الصلاة فى أى ساحات أخرى غير التابعة لها، مهددة على لسان وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية الشيخ صبرى عبادة بتطبيق الضبطية القضائية على أى شخص يصعد إلى المنبر للخطابة دون تصريح وتحرير محاضر ضد أى ساحات مخالفة.
ومن جانبه قال د. عبدالناصر نسيم عطيان وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية: «إن تنظيم ساحات صلاة العيد بجميع المناطق وتوفير كل سبل الراحة للمواطنين هو حق أصيل للوزارة ولا يحق لأى تنطيم أو جمعية أو فصيل تنظيم هذه الساحات دون تصريح من وزراة الأوقاف، كاشفًا عن أن الوزراة تعمل على إظهار الصورة الحقيقية لروح الإسلام ووسطيته واعتداله أمام الجميع.
وأشار نسيم إلى أن الوزراة وفرت إمامين بكل ساحة لآداء خطبة العيد «أصلى واحتياطى»، مطالبة المواطنين بإبعاد أى شخص غير متخصص، وليس حاملاً لترخيص خطابة رسمى ومعتمد من وزارة الأوقاف من إلقاء خطبة العيد، وضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية وتطبيق الضبطية القضائية ضد كل من يخالف تعليمات الوزارة فى هذا الشأن.
وحذر وكيل أوقاف الإسكندرية من استغلال صلاة العيد سياسيًا أو حزبيًا، مشددًا على مواجهة المخالفين فورًا وتوجيه رسالة للجميع بأن المديرية لن تسمح بإقامة أى ساحة مخالفة وساتم إزالتها فورًا بالتنسيق مع الجهات المعنية وإزالة أى دعاية حزبية لأى فصيل أو جماعة.
وأكدت مصادر مطلعة من داخل الدعوة السلفية عن مفاوضات جادة مع قيادات بوزارة الأوقاف للسماح لهم بإقامة ساحات للصلاة تابعة للدعوة بعدد من المناطق بالمحافظة بمنطقة سيدى بشر والترام وشارع 45 وأبوسليمان والسيوف، وكذلك إصدار تصاريح خطابة مؤقتة لعدد من أئمة الدعوة للخطابة بتلك الساحات، مشيرة إلى أن البدء فى إقامة ساحات الصلاة سيتم قبل العيد بيومين.
وقال سامح عبدالحميد القيادى بالدعوة السلفية: إن الدعوة تجهز من الآن لساحات صلاة العيد، مشيرًا إلى أن أعضاء الدعوة يقيمون ساحات خاصة ولديهم بالفعل تصاريح تسمح لهم بالخطابة خلال الصلاة فى جميع المساجد التابعة لوزارة الأوقاف.
وأضاف عبدالحميد أن الدعوة السلفية قامت بالتنسق بشكل شبه تام مع وزارة الأوقاف لعدم مخالفة القوانين الصادرة عن الوزارة، مضيفًا أن الدعوة حريصة كل الحرص على عدم الدخول فى خلافات مع المؤسسة الدينية الرسمية، موضحًا أن الدعوة قامت بتقنين أوضاعها وذلك من خلال تقدم السلفى الحاصل على شهادة من قبل الأزهر الشريف بطلب تصريح من وزارة الأوقاف للخطابة فى صلاة العيد، والساحات التى ليس بها خطباء من الدعوة السلفية سيطلبون من وزارة الأوقاف بإرسال شيخ من الوزارة للخطابة فيها.
وأوضح عبدالحميد أن الدعوة حريصة على إقامة سنة النبى - صلى الله عليه وسلم- فى إقامة صلاة العيد بالتعاون مع أشخاص فى إقامة الساحات، وتوزيع هدايا للأطفال خلال الصلاة.
أما جماعة أنصار السنة السلفية فيخطب مشايخها فى المساجد التابعة لها بموافقة الأوقاف، وقال ياسر مرزوق الأمين العام للجمعية لـ»روزاليوسف»: إن خطباء الجماعة يخطبون فى مساجدها بعد الحصول على التصاريح اللازمة، مضيفًا نحن كجماعة دعوية نتبع الجهات المعنية بالدعوة ولا نخرج على شروطها.
ومن جانبه قال مصطفى حمزة الباحث في شئون الحركات الإسلامية: إن الصراع على ساحات العيد صراع قديم بين جميع التيارات الإسلامية، لاسيما الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية، ووصلت درجة الصراع بين الجماعة الإسلامية والإخوان فى الثمانينيات والتسعينات إلى الاقتتال فى المنيا وأسيوط بسبب النزاع على إمامة المصلين فى مصلى العيد، مشيرًا إلى أن الأمر بالنسبة للسلفيين الآن أصبح سهل، لاسيما سلفيو حزب النور وجمعية أنصار السنة، لأنهم يحصلون على موافقات بإقامة مصلى العيد من وزراة الأوقاف.
وأشار حمزة إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية يقومون بتنظيم الصلاة فى ساحات خاصة بجمعيات خيرية اخترقوها منذ نشأتها، ويقوم بإمامة المصلين أحد عناصرهم من خريجى الأزهر الشريف، مثلما يحدث فى مدينة مغاغة.
وأضاف حمزة: «ربما يقل ظهور جماعة الإخوان هذا العام أكثر من الأعوام السابقة بسبب الملاحقات الأمنية إلا أن عناصرها لن تختفى»، أما الدعوة السلفية التى يتبعها حزب النور فلها أنصارها فى العديد من المحافظات وهم الذين سينظمون الساحات التى تقام فيها صلاة العيد، متابعًا: فى تقديرى أن هذا سيتم بالتنسيق مع إدارات الأوقاف، مثلما هو الحال فى خطبة الجمعة، على أن يقوم بالخطابة أحد الأزهريين من أبناء الدعوة السلفية.
ومن جانبه أكد ماهر فرغلى الباحث شئون الحركات الإسلامية، أن الأصرار السلفى على تحدى الأوقاف، وتحديد ساحات خاصة بهم لصلاة العيد لأن الساحات ملعب لأى دعوة، ووسيلة للتواصل مع الجماهير، متسائلاً كيف لتنظيم وجماعة جماهيرية أن تتخلى عن وسيلة توصلها بالناس، حين تغفل الدولة ولا تستطيع مواجهتهم ويدخل الآخرون ويحتلوا مكانها، مؤكدًا أن السلفيون يفعلون ذلك والأوقاف تحاول إيقافهم، مضيفًا إن من حق السلفيين أن يتواصلوا، ومن حق الدولة أن تمنعهم.
وأضاف فرغلى السلفيون يحاولون القفز على قرارات الأوقاف، مشيرًا إلى أن حصول قيادات التيار السلفى على تراخيص خطابة بصلاة العيد من وزارة الأوقاف عبر تنسيق كامل مع الوزارة، يطرح تساؤلاً حول هدف التيار السلفى خاصةً مدرسة الإسكندرية السيطرة على الساحات بالمحافظات؟، ولماذا تسمح وزارة الأوقاف للسلفيين بالخطابة رغم أنها تدعى أنها احتكرت الخطابة للدعاة الرسميين؟، موضحًا أن هناك أكثر من 50 ألف زاوية ومسجد غير منضمة للأوقاف، تحت سيطرة الجماعة الإسلامية وجماعة التبليغ والدعوة.
ومن جانبه قال عوض الحطاب القيادى المنشق عن الجماعة الإسلامية: «إن هناك مساجد لاتزال تابعة لقيادات الجماعة الإسلامية، ولهم خطباء وبالطبع سيصلون فيها وستكون فى محافظات الصعيد، مشيرًا إلى أن الجماعة والإخوان لايزالون خطباء فى الأوقاف ومعهم تصريح خطابة.
فيما أنتقد وليد البرش المنسق العام لحركة تمرد الجماعة الإسلامية، موقف وزارة الأوقاف تجاه التيار السلفى، وعدم تقديمها أى خطة للتصدى لسيطرة السلفيين على ساحات المساجد فى صلاة العيد.
وأضاف البرش: «فشل سيطرة وزارة الأوقاف على المساجد، أعطى للسلفيين مساحة لفرض سيطرة أكبر على الكثير من المساجد، مطالبًا الوزراة بالتصدى لما أسماه بالفكر السلفى ووضع خطة محكمة التنفيذ من خلال ضبط الخطاب الدينى لمن يعتلى المنابر، حتى يمكن منع تمدد الفكر السلفى بين المصريين.
وقال جمال قاسم القيادى بجماعة أنصار السنة السلفية: إن أنصار السنة فى إجازه عن الدعوة وعن مشاركة الناس فى رفع المعانه عنهم، موضحًا أنه للأسف لا يوجد أضاحى بالمركز العام أو الفروع ألا بصفه شخصية ضعيفة للغاية.
وأشار قاسم لـ«روزاليوسف» إلى أن حزب النور يقوم باستغلال المساجد للترويج لسلفيته المزعومة بعد فشله الزريع فى التواجد الجماهيرى، وأكبر دليل هو التخبط مؤخرًا فى الفتاوى، خاصةً برهامى ومحاولته المستميتة لاعتلاء المنابر لإثبات الوجود فقط وليس للدعوة لدين الله، مشيرًا إلى أنهم أساءوا للسلفية وليسوا من السلفية فى شىء، مؤكدًا أن السياسة شغلتهم وفشلوا فيها وفى الدعوة، وتركوا أثرًا سيئَا بين الناس حتى أصبحوا ليس لديهم أى ثقه تذكر لبرهامى وجماعته.
وأضاف قاسم أن قيادات الدعوة ستستخدم الأضاحى وجلودها فى دعم وترويج الحزب خلال الفترة المقبلة فى ظل تدنى شعبيته، مضيفًا: «نسمع من وقت لأخر أصوات من داخل الدعوة السلفية تطالب بالتوقف فورًا عن ممارسة السياسة وحل حزب النور والعوده من جديد للدعوة، وأنا آرى أن يعتزلوا السياسة والدعوة أيضًا لأنهم تركوا آثرًا سيئًا بين الناس».
وتابع قاسم: الآن الدعوة تحاول أن تتواجد بين الجماهير بشتى الطرق بإستغلال أنهم حزب سياسى مرة، وبتوزيع ملابس العيد واللحوم على الفقراء مرة أخرى، موضحًا أن غرضهم معروف هو محاولة مغازلة الجماهير من جديد والإختراق، ولكنها محاولة فاشلة لأثبات الوجود وإنقاذ ما يمكن إنقاذه باستغلال حاجه الناس لإحياء حزبهم ونشاطهم المشبوه، مؤكدًا أن سلفية برهامى وبكار توفيت إكلينيكيًا.