الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

درس الشرق الأقصى فى الفن الشعبى

درس الشرق الأقصى فى الفن الشعبى
درس الشرق الأقصى فى الفن الشعبى




يكتب - د.حسام عطا

«عاصفة رعدية» هو عنوان الدراما الكلاسيكية الصينية التى عرضت على المسرح الكبير بدار الأوبرا الثلاثاء الماضى فى إطار فعاليات عام «مصر الصين» الثقافى، كعرض افتتاحى لمهرجان القاهرة الدولى لعرض المسرح المعاصر والتجريبى، وهو واحد من كلاسيكيات المسرح الصينى المعاصر، تم عرضه بالصين واليابان بالتزامن عام 1935، هكذا تحافظ الصين على تراثها المسرحى مستمرا، فى إطار استلهام المسرح الصينى المعاصر لروح مسرحه الشعبى القديم، مع وضعه فى القالب المسرحى الغربى الذى أصبح قالبا مسرحيا عالميا.
أما عملية المزج بين الغربى والشرقى الصينى الشعبى القديم، بصياغة مسرحية معاصرة فى عرض «عاصفة رعدية» فقد أيقظت فى عقلى ما كدنا ننساه من مشروعات مصرية مسرحية وفنية متنوعة، كانت تستهدف تطوير الفن الشعبى المصرى فى قالب معاصر، وتذكرت رأى توفيق الحكيم فى ضرورة تخصيص المسرح القومى بتقديم تراث المسرح المصرى على مدار العام، حتى يظل هذا التراث حيا حاضرا، هكذا تحرص الصين على أن يظل ماضيها فى الآداب والفنون حيا وتحرص على نقاء عروضها الكلاسيكية ماثلة فى برامج فرقها المسرحية.
وهكذا يجب علينا تذكر مسألة تطوير الأصول الفنية الشعبية، أولا بالحفاظ عليها ونشرها وتوثيقها وتخصيص أماكن وبرامج لعرضها على الجمهور العام فى داخل وخارج مصر، ثم تطوير ذلك التراث المسرحى والغنائى والراقص والتصويرى التشكيلى وغيره، ثم مزجه بالقوالب الفنية المعاصرة، وذلك لتحسين محتواه بما يتناسب مع الذائقة المعاصرة، لإنقاذ الفن الشعبى فى مصر، من الصياغات العشوائية التى تسمى نفسها زورا بالفن الشعبى، والشعبيات الفنية منها براء.
كما يمكن أن تلاحظ معى بتأمل هذا الدرس الصينى اهتمام الشرق الأقصى بتراثه الفنى وعاداته الاجتماعية اليومية الشرقية من طريقة طهى وتناول الطعام وارتداء الملابس التقليدية لفنون الرسم والموسيقى والمسرح، رغم كون الصين فى قلب العالم المعاصر تفهمه وتتفاعل معه وتستطيع استيعاب منجزاته الحضارية الفنية والفكرية والمادية، لكنها فى تفاعلها الإيجابى مع العالم والذى جعل منها ثانى أكبر اقتصاد الدنيا، تحافظ على هويتها الثقافية فى الفن والثقافة وأسلوب الحياة اليومية، وهكذا فعلت اليابان.
ففى زيارتى الحميمة لطوكيو بدعوة من الخارجية اليابانية والتى أتذكرها حية رغم مرور أكثر من عقد من الزمان عليها، بذاكرة حسية تستشعر الشرق الحى فى إيقاعه الخاص الذى يجعلك تتأمل الفنون التقليدية فى صياغات ما بعد حداثية، وتشم وتلمس وترى الماضى حاضرا فى كل الأحياء والمعابد والملابس اليابانية القديمة، رغم منجزات التكنولوجيا المذهلة.