الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيد حافظ.. عن الثورة والبحر

السيد حافظ.. عن الثورة والبحر
السيد حافظ.. عن الثورة والبحر




يكتب: د.حسام عطا
هو من مواليد 1948 بمحافظة الإسكندرية حيث تفتح وعيه على الثورة والبحر، طفولته بدأت ووعيه يستيقظ ومصر تمر بمراحل التغيير الشامل بعد 1952، هو من جيل التغيير و الحراك الاجتماعى عبر الكفاءة والتعليم، تعلم بمدارس الحكومة المصرية التى كانت ممتازة للغاية، عندما كانت فنون المسرح والخطابة والأدب جوهر أنشطتها اليومية، ولذلك كانت مدرسة شديدة الجاذبية، وكانت قادرة على فصل الطالب عن محيطة الاجتماعى وصناعة أهداف أخرى له، ولذلك كان هذا الجيل من الكتاب والعلماء والمفكرين المصريين الذين ينتمى إليهم السيد حافظ.
وهو جيل ثورة يوليو 1952 الذى انتقل إلى مهن جديدة وطبقة اجتماعية جديدة ولكنه ظل على انحيازه الدائم للعدالة الاجتماعية، وقد انعكس هذا الانحياز فى عمله الابداعى واضحا بدفاعه عن الفقراء وتبنى أسئلة الحرية، أمسك السيد حافظ بالقلم سيفا وفأسا ورمزا وبابا للرزق، ولذلك بقيت مسرحيته حكاية الفلاح عبدالمطيع 1982 دلالة محورية فى عمله الابداعى، وهو عندما يعود للتراث فى حرب الملوخية (2000) أو ملك الزبالة (2001) فهو يعود ليرصد أزمات الحكم فى وطننا العربى المأزوم دائما بالتفتيت وخيال القبيلة والخيمة والممالك الصغيرة، ولذلك فهو يعيد قراءة التاريخ، كما فعل فى قراقوش والأراجوز 1998، حيث يتأمل حكم قراقوش الغرائبى والذى كان بأسم صلاح الدين الايوبى.
هذا كما أن البحر والإسكندرية بمراكزها الثقافية النشطة وبحريتها الذاتية التاريخية تدفعة للتجريب فيبدأ بكبرياء التفاهة فى بلاد اللامعني1970، وغيرها من الأعمال، إلا أن سعيه للجمهور العام جعله يهتم بالمسرحية التقليدية ذات الطابع الساخر ، المتفق مع طبيعته الشخصية، يرحل للكويت الشقيق منذ 1977 حتى 1993 وهى فترة توهجه الابداعى، فقد منحته الكويت عزلة اجتماعية أعطته فرصة للإنتاج الغزير وهناك تأكد انحيازة الواضح للطفل الذى كان، فمنح الطفل المصرى والعربى كتابات مهمة فى المسرح منها سندريلا (1993)، كتب للتليفزيون وللإذاعة حيث الكتابة عمله الحر، بعد أن تخلص من أعباء الوظيفة الحكومية منذ السبعينيات، وهو يمارس الآن الكتابة عبر الرواية والقصص، بعد أن أصبحت اختياراته الفنية والفكرية خارج اهتمامات الإنتاج الفنى العام والخاص فى مصر، حيث حاصرتنا الاختيارات الغليظة، وحيث لا مفر لنا إلا أن نستعيد المدرسة التى تعلم فيها جيل السيد حافظ، الصديق العزيز صاحب الإنجاز الدرامى الوفير، هكذا تحدثت عنه فى حفل تكريمه الذى أقامه المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية الثلاثاء الماضى بمقر المجلس الأعلى للثقافة.