الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

والد قتيل البدارى: قتلوا سـَندى فى الدنيا

والد قتيل البدارى: قتلوا سـَندى فى الدنيا
والد قتيل البدارى: قتلوا سـَندى فى الدنيا




بوجه يكسوه الحزن.. ودموع مكتومة.. وصوت ينطق بكلمات متقطعة تنطقها نفس مكسورة.. بدا عليها علامات القهر.. لخص لنا الحاج «عامر سيد حسين - 57 عاما - فاجعة قتل ابنه الأكبر – قتلوا سندى فى الدنيا بدم بارد، ونَكلوا بنا» على بعد نحو 10 كيلومتر تقع قرية - عرب مطير - التابعة لمركز البدارى جنوب محافظة أسيوط، المتاخم لحدود محافظة سوهاج، حيث وقعت الحادثة.. لم يستغرق الأمر 70 دقيقة لنصل من محافظة أسيوط إلى القرية التى تتشح بالحزن، وتلتحف بالقهر، منذ مقتل هذا الشاب، ذهبنا لنلتقى الحاج عامر الذى يتهم الشرطة بقتل ابنه على عصر يوم الجمعة الموافق 3 فبراير- لنستمع لروايته، بعد أن قرأنا رواية الشرطة.. فى كلمات موجزة، لخص الحاج عامر سيد حسين الواقعة قائلا: «قتلوا ابنى الأكبر وسندى فى هذه الدنيا، ولا أعلم لما هذا الغل والانتقام، منه رغم أنه لم يؤذ أحدا، أو يتجاوز فى حق أى شخص، اسألوا عنه كل من تلتقونه.. وواصل الحاج عامر حديثه: بعد عصر يوم الجمعة، كعادتنا ذهبنا للمزرعة للعمل، وكنت فى جانب من الأرض، وابنى على فى ناحية أخري، وأثناء انشغال كلا منا بعمله، سمعت صوت سيارة، وأصواتاً مرتفعة، ولكننى لم أشك فى الأمر، فهذا طريق وتمر منه سيارات كثيرة، أعقب ذلك  صوت إطلاق نار، فتحركت من مكاني، لأرى مجموعة الملثمين - بعضهم يرتدى ملابس عادية «بنطال وقميص» وآخرين يرتدون جلبابا صعيديا عادياً، يقفون فى الناحية المتواجد بها على، مدججين بالأسلحة، توجهت إليهم، لاستكشف الأمر، وهنا كانت الفاجعة، وجدت ابنى مصابا ومُلقى على الأرض، ويجره اثنان منهم، نحو سيارة ميكروباص صغيرة – ماركة سوزوكي- فصرخت فيهم، ولكنهم عاجلونى بتوجيه أسلحتهم نحوي، والقول إنهم شرطة.
ويتابع: «هددونى بالقتل إن لم ابتعد- ولا أعرف من أين جاءوا بهذه القلوب المتحجرة- يقتلون ابنى ويهددونى بالقتل، ويمنعوننى من حمله، أو الذهاب معه للمستشفي، إنها ليست مصيبة، بل مصائب عدة، لم تمردقائق إلا وأخذوا ابنى سريعا وانصرفوا، دون أن يبلغوني، أين يمكننى أن أجده؟ ويضيف الحاج عامر: ذهبنا لمستشفى البدارى المركزي، وعلمنا أن الشرطة، أحضرته، هنا، حاولت أن ادخل لأراه أنا وأبناء عمومته، ولكننا عُوملنا أسوأ معاملة.. عندما ذهبنا لنستعلم بمستشفى البداري، عن ابني، أخبرونا، بأن الشخص الذى دخل المستشفى اسمه – عبدالله – فقلت لهم ابنى اسمه على - فقالوا لنا إن الشرطة قالت إن اسمه عبدالله وهو هارب من حكم، وهو نفس الاسم الذى أبلغته الشرطة للمسئولين بمستشفى قصر العيني، وهو اسم غير صحيح - فأخبرتهم بأن ابنى اسمه على.. يتابع الحاج عامر: «بعد كل ماحدث قررنا الذهاب لنيابة البداري، لتحرير محضر بالواقعة، وبالفعل حررنا المحضر 703 إدارى البدارى لسنة  2017- يوم الجمعة الموافق 3 فبراير- اثبتنا فيه الواقعة، ووجهنا الاتهام لاثنين من المخبرين السريين، وأثبت اسم ابنى الصحيح على عامروأنه ليس لديه أى أسماء شهرة، وأكدت أن ابنى ليس عليه أى أحكام، وليس مطلوبا، على ذمة أى قضايا، وطلبنا من النيابة استخراج صحيفة حالة جنائية، للتأكد مما نقول.. فى اليوم التالى لوقوع الحادثة، وهو يوم السبت، ذهبت وعمه، لنتابع إجراءات استخراج تصريح الدفن، ففوجئنا بأن الإشارة التى تم إبلاغها لمستشفى قصر العيني، هى باسم – عبدالله عامر أحمد حسين- وهنا رفضنا استلام التصريح، لأن ذلك يعنى ضياع حق ابني، وبعدها عُدنا للنيابة وطلبنا تصحيح الاسم، وإرسال إشارة بالاسم الصحيح الموجود بالبطاقة، وهو ماتم بالفعل، لنتسلم بعدها ابننا، لدفنه.. أنهى الحاج عامر حديثه معنا بمناشدة النائب العام باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، لوقف المتهمين عن العمل، واتخاذ الإجراءات اللازمة  لضمان عدم العبث بأى مستندات لضمان نزاهة سير التحقيقات، مؤكدا أنه يثق بأن القانون سيقتص لابنه.