الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«السعودية» تبدأ عصر جديد

«السعودية» تبدأ عصر جديد
«السعودية» تبدأ عصر جديد




كتب- صبحى شبانة


بتولى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز«٣١ عامًا»، النجل الأصغر للعاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، أصبح على مسافة خطوة واحدة من توليه عرش المملكة، بعد أن بايعه الشعب السعودى أمس وليًا للعهد، عقب صدور الأمر الملكى بإعفاء الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد ووزارة الداخلية، واختيار بن سلمان خلفًا له وليًا للعهد وتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، مع استمراره وزيرًا للدفاع.
وأنهت القرارات الملكية التى أصدرها العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز فجر أمس، حالة الترقب التى كان ينتظرها الشعب السعودى منذ فترة ليست بالقصيرة، التى تم خلالها تهيئة الرأى العام السعودى والعربى والدولى لمبايعة الأمير محمد بن سلمان، أحد أحفاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ليكون أول ولى للعهد من جيل الشباب، ومن خارج دائرة أبناء الملك عبدالعزيز، الذين لم يتبق منهم على قيد الحياة سوى والده الملك سلمان وأعمامه من الأمراء، «طلال وأحمد وبندر وعبدالرحمن ومتعب وتركى الثانى وممدوح وعبد الإله ومشهور ومقرن» من جملة عدد الأولاد الذين يبلغ عددهم ٣٤ ولدًا، فضلاً عن ٥٥ بنتًا، توفى معظمهم.
ونجح ولى العهد الجديد فى ترسيخ علاقات المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية «القوى العظمى فى العالم» بعد ترويضه للسياسة الأمريكية، ونجاحه فى إقناع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لأن تكون الرياض أولى محطاته خارج الولايات المتحدة الأمريكية بعد توليه الحكم فى يناير الماضى، كما نجح بن سلمان فى تمتين علاقات المملكة مع مصر الدولة العربية والإقليمية الكبرى، التى تشكل مع المملكة قوة عربية كبرى تسعى إلى إعادة استقرار العالم العربى بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، كما نجح فى تشكيل التحالف الدولى الإسلامى ضد الإرهاب، والتحالف العربى ضد الحوثيين فى اليمن.
وقوبلت القرارات الملكية التى تقضى بنقل السلطة فى المملكة بسلاسة وتدريجيًا، ترحيبًا واسعًا لدى الشعب السعودى الذى أعلن مبايعته لولى العهد الجديد فور صدور القرارات الملكية، ومن جانبه بادر ولى العهد السابق الأمير محمد بن نايف إلى مبايعة الأمير محمد بن سلمان فى رسالة خطية إلى الملك سلمان، كما بث التليفزيون السعودى وقناة العربية صورًا  للأميرين وهما يتعانقان فى رسالة تعكس حالة الرضا والأخوة والتعاضد التى تميز أسرة آل سعود.
كما أرضت القرارات الملكية التى صدرت أمس جميع أجنحة الأسرة بتوزيع أبنائها من الأجيال الشابة على أروقة الحكم فى المملكة، سواء فى إمارات المناطق أو الوزارات أو الهيئات المختلفة وفى الديوان الملكى، الذى احتضن عددًا منهم للعمل به فى وظيفة مستشار ليكونوا قريبين من دوائر الحكم ولتهيئتهم لتقلد مناصب جديدة فى المقبل من الأيام.
ونجح بن سلمان خلال الفترة الماضية التى تولى فيها منصب ولى ولى العهد، ووزير الدفاع والطيران، ورئيس مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية، ورئيس المجلس الأعلى لشئون البترول والمعادن المشرف على إدارة شركة أرامكو النفطية، ورئيس الديوان الملكى، والمستشار الخاص للعاهل السعودى إلى تطبيق إصلاحات اقتصادية واجتماعية في المملكة، وهو صاحب برنامج التحول الوطنى 2020، ورؤية المملكة 2030  الطموحة التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، وجذب الاستثمارات فى القطاعات الأخرى.
ومنذ اليوم الأول لتوليه منصبه وليًا لولى العهد اسفر محمد بن سلمان عن طموحاته فى تولى عرش المملكة، وأظهر قبضته الحديدية فى تحجيم الدور الإيرانى فى المنطقة من خلال إطلاقة عاصفة الحزم للقضاء على الحوثيين فى اليمن، الذين كانوا يمثلون تهديدًا حقيقيًا للحدود الجنوبية من المملكة، كما برزت مواقف بن سلمان القوية فى مواجهة الإرهاب القطرى عبر قيادة المملكة للتحالف الخليجى الذى فرض منذ أكثر من أسبوعين المقاطعة الاقتصادية على حكومة آل ثانى فى قطر الذى مارست الإرهاب لسنوات طويلة، وتدخلت فى الشئون الداخلية للدول الخليجية والعربية، لا شك أن أيامًا صعبة تنتظر الحوثيون وقطر والتنظيمات الإرهابية فى عهد الأمير الشاب العازم على تنقية حدود المملكة من آفة الإرهاب والقضاء على كل تنظيماته وأطيافه.
حقبة جديدة وعهد جديد يحل على المملكة والخليج فى ظل تحديات دولية وإقليمية صعبة، وفى ظل ظروف اقتصادية ضارية ناتجة عن انخفاض أسعار النفط، وارتفاع تكلفة المواجهات التى تخوضها المملكة دفاعًا عن حدودها ووجودها، وفى ظل انخفاض كبير للصادرات السعودية التى كان يشكل منها النفط ما نسبته ٧٠٪، لكن كل المؤشرات تدل على نجاح ولى العهد الجديد فى العبور بالمملكة والخليج إلى آفاق أرحب، ومستقبل أفضل نظرًا للتراكمات والخبرات الكبيرة التى اكتسبها من خلال المناصب التى تولاها، ومن خلال تواجده فى أروقة الحكم.