الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أثريو سوهاج يكتشفون كنز مخطوطات فى حماية «رفاعة الطهطاوى»

أثريو سوهاج يكتشفون كنز مخطوطات فى حماية «رفاعة الطهطاوى»
أثريو سوهاج يكتشفون كنز مخطوطات فى حماية «رفاعة الطهطاوى»





كتب - علاء الدين ظاهر 

إذا كان قدر رفاعة الطهطاوى «1801م-1873م» أن يكون من قادة النهضة العلمية فى مصر، فإن هذا القدر كتب له فى وقتنا الحالى أن يكون حامى كنز ثمين يضم عشرات المخطوطات الأثرية فى مكتبة «رفاعة الطهطاوى» بقصر ثقافة طهطا فى سوهاج التابع لوزارة الثقافة.

البداية كانت فى معلومات كشفتها مصادر بوزارة الآثار عن وجود المخطوطات وعددها 118 مخطوطا، ورغم أنها ترجع للعصر العثمانى إلا أنها فى مفاجأة مثيرة ليست مسجلة فى وزارة الآثار، وتتنوع موضوعاتها ما بين الدين والأدب والعلوم والفقه والتفسير.
وعلى ذلك شكل محمد عبدالرسول الرئيس السابق للإدارة المركزية للآثار الإسلامية بجنوب الصعيد مطلع أكتوبر الماضى لجنة لفحص المخطوطات وإبداء الرأى فيها، وقام محمود الأمير صالح المشرف على إدارة المسح الاثرى بفحص المخطوطات.
من جانبه ولمزيد من التدقيق والتوثيق العلمى للمخطوطات، كلف طارق عبد الفتاح مدير عام آثار سوهاج لجنة أخرى والتى كشفت عن مدى أهمية المخطوطات المحفوظة بقصر ثقافة طهطا، وأوصت بعرض الموضوع على د.محمد عبداللطيف مساعد وزير الآثار ورئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية للاطلاع والتوجيه.
وأشار الأثرى محمود الأمير عبدالرحمن، مفتش آثار بوزارة الآثار إلى أن هذه المخطوطات تتناول موضوعات متنوعة كالتفسير والفقه والأحاديث والأدب، وترجع إلى فترات زمنية متعاقبة، ومنها ما يرجع إلى العصر المملوكى وأخرى إلى العصر العثمانى المبكر وعصر أسرة محمد على.
وكشف الأمير أن أقدم مخطوط فيها يرجع الى عام 898 هجرى وأحدثها مؤرخ بعام 1319هجرى، كما احتوى بعضها على اختام لمن امتلكوها فى فترات لاحقة وثمن الشراء واسم البائع، ومنها ما هو مدون بمقدمة مخطوط شذور الذهب حيث تم شراؤه بقرش ونصف القرش.
كما أن هناك مخطوطات تم تجليدها كاملة بالجلد، وزينت دفوف التجليد بجامات مفصصة داخلها زخارف نبانية على الطراز العثمانى، فيما عدا مخطوط وحيد زخرف بجامة مفصصة بداخلها صليب قبطى وعبارة نصها «شفاء القلوب.. لقاء المحبوب»، وربما كان صانع هذا المخطوط قبطى مسيحى.
وقال محمد عبدالعظيم الباحث الأثرى بوزارة الآثار إن المخطوطات مختلفة فى احجامها، مشيرا إلى أن أصغرها مخطوط أبعاده 7سم×10سم ونفذت كتابات هذه المخطوطات بالحبر والمداد الأحمر بخطى الثلث والنسخ.
وأشار إلى أن أقدمها مخطوط مملوكى مؤرخ 3 شوال 898 هجرى، وهو مخطوط كاشف القناع شرح على قواعد الأعراب، والذى ينسب إلى مؤلفه خالد بن عبدالله الأزهرى الجرجاوى، وكان يعمل وقادا، ثم صار من علماء النحو وولد بجرجا بصعيد مصر سنة 838 هجرى وتوفى عام 903هجرى وله مؤلفات كثيرة.
وقال الآثرى عمر زين العابدين إن المخطوطات بحالة جيدة، وأكبرها يضم 74 كراسة «707 ورقات» وأصغرها 6 كراسات «30 ورقة»، فيما أشارت د.أهداب حسنى مدرس التصوير الإسلامى بكلية الآثار جامعة أسوان إلى أن المخطوطات تمثل إرثا حضاريا مهما، وتستحق التسجيل والعناية واعداد مشروع لتوثيقها وتحقيقها وفهرستها ورقمنتها بطريقة علمية دقيقة.