الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الطريق إلى أوبك

الطريق إلى أوبك
الطريق إلى أوبك




إعداد - سمر العربى

يخطئ من يظن أن الطريق كان ممهدًا بالورود فدائما الوصول إلى قمة النجاح يكون محفوفًا بالمخاطر والتحديات..  فها هى مصر التى توقفت فيها عجلة البحث عن البترول والغاز فى أعقاب ثورة يناير 2011بسبب ارتفاع مديونية الدولة للشركاء الأجانب لأكثر من 6 مليارات دولار..  جاءت الإرادة السياسية على يد الرئيس عبد الفتاح السيسى لتبدأ صفحة جديدة فى تاريخ الغاز والبترول فى مصر بدأت بسداد مديونية الشركات الاجنبية وتوقيع 88  اتفاقية فى مجال البحث عن البترول والغاز باستثمارات تقترب من الـ20مليار دولار.. والنتيجة اكتشافات ضخمة فى مجال الغاز وعلى رأسها حقل ظهر واكتشافات البترول فى الصحراء الغربية لتحقق بذلك مصر اكتفاءها الذاتى من الغاز لأول مرة وتبدأ مرحلة التصدير. ويصبح الطريق ممهدًا إلى أوبك للانضمام لأكبر 13 دولة إنتاجا للنفط والغاز فى العالم حيث تسيطر تلك الدول على نحو 50٪ من انتاج الطاقة فى العالم. «روزاليوسف» تفتح ملف  اكتشافات الغاز والبترول وتأثيرها على المواطن والاقتصاد

مصر تقترب من الانضمام لأكبر الدول إنتاجًا للبترول والغاز فى العالم
قدرت هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية فى 2010 مخزون الغاز فى حوض شرق البحر المتوسط بحوالى 345 تريليون قدم. وهى كميات يمكن أن تتجاوز الاحتياطات الأمريكية المؤكدة.. وتملك مصر عددا من اكتشافات الغاز فى البحر المتوسط سواء فى المياه الضحلة أو العميقة، ويعد أبرز هذه الحقول حقل ظهر الذى أعلنت شركة إينى الإيطالية عن اكتشافه  فى 30 أغسطس 2015، ويقع على مسافة 190 كيلو متراً من سواحل مدينة بورسعيد وفى عمق مياه يصل إلى 4100 متر فى منطقة امتياز شروق بالمياه العميقة بالبحر المتوسط على مساحة تصل إلى 100كيلو متر مربع، وتقدر احتياطيات الحقل بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، جعلته الأضخم فى البحر المتوسط، بما يوازى 135% من احتياطيات مصر من الزيت الخام.
وبدأ الإنتاج التجريبى من مرحلة الإنتاج المبكر من حقل ظهر منتصف شهر ديسمبر 2017 بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 350 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعى، قبل أن يصل إنتاج هذا الحقل إلى نحو 1.6 مليار قدم مكعب فى الأسبوع الأخير من شهر يوليو الماضى، ووصل الإنتاج إلى 2 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعى.

345 تريليون قدم مكعب حجم الاحتياطيات فى حوض شرق البحر المتوسط

أحد أهم حقول الغاز المصرية فى البحر المتوسط ، حيث يقع المشروع على بعد 65 كيلو مترا من ساحل مدينتى إدكو ورشيد، ويمتد المشروع على عمق يتراوح ما بين 350 -850 مترا من سطح البحر، وتبلغ احتياطيات المشروع نحو 5 تريليونات قدم مكعب من الغاز، وبدأ الإنتاج منه فى شهر مايو 2017 بطاقة إنتاجية تزيد عن 600 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز من المرحلة الاولى من المشروع فى حقلى تورس وليبرا ، ومن المقرر ان يتم ربط المرحلة الثانية من المشروع الممثلة فى حقلى جيزة وفيوم فى شهر اكتوبر المقبل بطاقة 500 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز.

يعد حقل آتول الذى  تم اكتشافه فى مارس 2015، واحداً من أهم الاكتشافات الغازية التى حققها قطاع البترول ويقع على بعد 90 كم شمال مدينة دمياط و 50 كم، من تسهيلات الإنتاج الخاصة بحقل التمساح بمنطقة امتياز شمال دمياط البحرية التابعة لشركة بى بى الإنجليزية فى شرق دلتا النيل بالبحر المتوسط فى مياه عمقها 923 متراً، ويضم حقل أتول ثلاث آبار بحرية بالمياه العميقة لإنتاج 350 مليون قدم مكعب غاز و10 آلاف برميل متكثفات يومياً.
وبدأ الإنتاج المبكر من الحقل فى نهاية نوفمبر 2017 قبل موعده المخطط بـ7  أشهر، فى إطار توجه وزارة البترول للإسراع بمشروعات تنمية حقول الغاز الجديدة ووضعها على الإنتاج قبل التوقيتات المحددة، حيث تم الانتهاء من تنفيذ مشروع لتنمية حقل آتول بتكلفة استثمارية بلغت للمرحلة الأولى من المشروع مايقرب من مليار دولار.

يقع بمنطقة دلتا النيل وتم الإعلان عن اكتشاف الحقل فى يوليو 2015، ويصل معدل إنتاجه حاليا إلى 1.2 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعى  فيما يبلغ إجمالى احتياطى الحقل إلى نحو 2 تريليون قدم مكعب من الغاز.

يقع كشف القطامية الضحلة على بعد 60 كم شمال مدينة دمياط.فى منطقة امتياز شمال دمياط البحرية بمنطقة شرق دلتا النيل، وتم حفر البئر الاستكشافية «القطامية الضحلة-1» حتى عمق إجمالى بلغ 1961 فى  مياه عمقها 108 أمتار تقريبا، ليكشف عن وجود طبقة حاملة للغاز سمكها 37 مترا فى صخور رملية عالية الجودة فى تكوين البليوسين.

ويبلغ إنتاجية الكشف الجديد 2100 برميل زيت يوميًا، وتهدف وزارة البترول إلى الوصول بالإنتاج إلى 8 آلاف برميل زيت يوميا.

أبوسنان بالصحراء الغربية، ويقدر بنحو 2.2 مليون برميل زيت من رمال طبقة البحرية العلوية، ونحو 11 بليون قدم مكعب غاز من رمال طبقة أبو رواش «G».

تصل احتياطياته إلى 15 مليار متر مكعب من الغاز والمتكثفات فى منطقة الدلتا.

ووفقا لتقارير رسمية صادرة من البترول، فإن إنتاج الصحراء الغربية من الزيت الخام يمثل 57% من الإجمالى الكلي، وبحسب الإحصائيات فإنه لم يتم استغلال سوى 30% من مساحة الصحراء الغربية فى عمليات البحث والتنقيب، وتتطلع وزارة البترول خلال الفترة المقبلة إلى تكثيف أنشطة البحث والتنقيب بها عن الزيت الخام حتى تصل الرقعة المستغلة بالصحراء الغربية إلى 65%، ما يسهم فى رفع الإنتاج اليومى إلى مليون برميل زيت خام يوميا.
ويمكن وصف الصحراء الغربية بالبحيرة العائمة على الزيت الخام و أنه تم خلال العامين الماضيين إضافة 100 ألف برميل زيت خام على الإنتاج اليومى الكلى ليرتفع من 560 إلى 660 ألف برميل يوميا، وتخطط وزارة البترول خلال نهاية العام الحالى للوصول بالإنتاج اليومى من 750 ألفا حتى 900 ألف برميل وذلك من خلال تكثيف أعمال الشركات الأجنبية فى مناطق الامتياز بالصحراء الغربية.
واتخذت الشركات الإنتاجية خطوات جادة لزيادة الإنتاج اليومى للزيت الخام وفقا للمخطط له، وذلك بالإعلان مؤخرا عن إجراءات تنفذها مع شركائها الأجانب للقيام بعمليات البحث والتنقيب وتضمنت حفر «شركة «أباتشي» الأمريكية 50 بئرا تنمويا بالصحراء الغربية، وذلك لزيادة معدلات الإنتاج باستخدام أحدث التكنولوجيات لمواجهة التناقص الطبيعى فى إنتاجية الآبار فى مناطق امتيازها.

بالأرقام كيف استفاد المواطن من الاكتشافات البترولية الأخيرة ؟

مع تزايد الاكتشافات البترولية تزايدت التساؤلات بين المواطنين أين يتجه الغاز الذى يتم اكتشافه من الحقول العديدة «روزاليوسف» تجيب عن تساؤلات المواطنين بالأرقام... حيث توفير الغاز لكافة القطاعات الاقتصادية بالسوق المحلية بكميات بلغت 2.1 تريليون قدم مكعب على مدار العام حيث تمت زيادة كميات الغاز لمحطات الكهرباء والتوسعات الجديدة بها ليصل استهلاك هذا القطاع إلى 63% من الاستهلاك المحلى للغاز، موضحاً أنه تمت زيادة الكميات التى يتم توجيهها لمحطات الكهرباء العملاقة التى نفذتها الدولة فى العاصمة الإدارية والبرلس وبنى سويف بخلاف المحطات والتوسعات الأخرى الجديدة على مستوى الجمهورية كما بلغ استهلاك القطاع الصناعى نسبة 22% من إجمالى الاستهلاك ، وأشار إلى أنه تم الانتهاء من حزمة من المشروعات الجديدة لخطوط نقل الغاز وتدفيعه لتدعيم الشبكة القومية للغازات الطبيعية على مستوى الجمهورية وخدمة توسعات محطات الكهرباء ليصل إجمالى أطوالها إلى حوالى 51 ألف كم.
وبالنسبة لأعمال توصيل الغاز الطبيعى أوضح البقلى أن العام شهد توصيل الغاز إلى حوالى 600 ألف وحدة سكنية ليصل الإجمالى منذ بدء النشاط حتى نهاية يونيو 2018 إلى حوالى 8ر8 مليون وحدة سكنية منها مدن جديدة يدخلها الغاز لأول مرة، كما تم توصيل الغاز إلى 1911 عميلاً تجارياً منهم 576 مخبزاً جديداً ليصل إجمالى المستهلكين التجاريين إلى حوالى 19 ألف مستهلك فيما تم التوصيل الى 91 مستهلكاً صناعياً ليرتفع عدد المستهلكين الصناعيين إلى حوالى 2500 مستهلك ما ساهم فى توفير وتخفيض الدعم الموجه إلى الوقود السائل والحفاظ على البيئة، كما تم خلال العام تحويل حوالى 14 ألف سيارة جديدة للعمل بالغاز الطبيعى بما يمثل أكثر من ضعف العدد الذى تم تحويله العام السابق إلى جانب إنشاء 4 محطات جديدة لتموين السيارات بالغاز ليرتفع إجمالى عدد السيارات المحولة إلى 244 ألف سيارة منذ بدء النشاط وحتى الآن من خلال 71 مركز تحويل ويتم تموينها من خلال 187 محطة تموين تتبع 6 شركات عاملة بالمجال فى 22 محافظة.

88اتفاقية بترولية باستثمارات تقترب من 20 مليار دولار

وصل عدد الاتفاقيات البترولية التى وقعتها مصر مع شركات النفط العالمية من2014 إلى نحو  88 اتفاقية بترولية باستثمارات تقترب من الـ20 مليار دولار.
ومنذ منتصف 2015 وحتى نهاية أغسطس 2017 وقع وزير البترول المهندس طارق الملا نحو 19 اتفاقية بترولية مع العديد من الشركاء الأجانب مثل  التوقيع مع شركة إديسون الإيطالية للبحث عن الغاز الطبيعى والبترول وإنتاجهما فى منطقة شمال شرق حابى البحرية بالبحر المتوسط، باستثمارات 86 مليون دولار ، بالإضافة إلى شركات أباتشى الأمريكية، وأبيكس إنترناشيونال إنرجى الأمريكية، وشركة شل الهولندية الإنجليزية.
وعلى مدار الأشهر الثلاثة الماضية وقعت وزارة البترول العديد من الاتفاقيات البترولية مع العديد من الشركات العالمية العاملة فى مجال النفط والغاز على رأسهم بى بى الإنجليزية وإينى الإيطالية وشل العالمية.
فى منتصف سبتمبر الحالى أعلنت الوزارة عن توقيع هيئة البترول وشركتى «شل» العالمية وبتروناس الماليزية أحدث الاتفاقيات البترولية فى منطقة غرب الدلتا البحرية العميقة بالبحر المتوسط باستثمارات حوالى مليار دولار، لحفر 8 آبار جديدة فى المياه العميقة ويأتى توقيع الوزارة مع شركة شل استكمالا لعمل الأخيرة وشريكتها بتروناس الماليزية بالعمل فى منطقة امتياز غرب الدلتا العميق الذى شهد بدء العمل فيه المرحلة الاولى منه فى 2014.
ووقعت هيئة البترول مع شركات كويت إنرجى ودوفر الكندية وروكهوبر البريطانية فى منطقة أبوسنان بالصحراء الغربية باستثمارات 10 ملايين دولار ومنحة توقيع مليونى دولار، لحفر 4 آبار.
وفى مطلع شهر يوليو الماضى أعلنت وزارة البترول عن توقيع 3 اتفاقيات بترولية جديدة للبحث عن البترول والغاز الطبيعى فى مناطق البحر المتوسط والصحراء الغربية ودلتا النيل باستثمارات حوالى 139.2 مليون دولار و55 مليون دولار منح توقيع لحفر 15 بئراً جديدة.