الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كتاب «لمحات من رحلة المرأة المصرية» الطريق من التهميش للمشاركة

كتاب «لمحات من رحلة المرأة المصرية» الطريق من التهميش للمشاركة
كتاب «لمحات من رحلة المرأة المصرية» الطريق من التهميش للمشاركة




فى كتابه «لمحات من رحلة المرأة المصرية» يتتبع الدكتور طارق على حسين مسيرة المرأة المصرية على مدر القرن العشرين، ورحلتها من التهميش إلى المشاركة المجتمعية الفعالة.
«من الصعب تصور تاريخ ليس بالبعيد كان فيه تعليم الأنثى غير مطلوب وغير متصور وغير وارد، ولولا ضغط حركة التطور الجارفة وشجاعة رعيل رائد من الأبطال والبطلات، لربما ظل الحال على ما هو عليه، وظل هذا الحائط السميك ضد تعليم المرأة يدعم الوضع القائم بجمود كامل رغم بديهيات أن المرأة عصب المجتمع وأم الأجيال، فرفعة المجتمع من رفعتها، وانحطاطه من تدنى مكانتها».
بهذه الكلمات يفتتح حسين كتابه راصدًا معاناة المرأة المصرية ونضالها لنيل حقها المشروع فى التعليم والمشاركة المجتمعية، مشيرًا إلى أن التعليم كان البوابة الرئيسية لحصول المرأة على حقوقها وتأكيد دورها الفعال فى تطور ونهضة المجتمع.
يرصد الكتاب رحلة العديد من النساء رائدات التنوير بدءًا من «جشم آفت هانم»، الزوجة الثالثة للخديوى إسماعيل «1830-1907»، وتأسيسها أول مدرسة لتعليم البنات «السيوفية» عام 1873، مرورًا بملك حفنى ناصف، وزينب كامل حسن، وفاطمة اليوسف، ومفيدة عبدالرحمن وغيرهن.
يوضح الكتاب أن رحلة نضال وتحرر المرأة المصرية واجهت العديد من الصعوبات، إلا أن التضحيات الكبيرة لرائدات التنوير ومعهن العديد من الشخصيات المثقفة ساهموا فى دعم المرأة مسيرتها للحصول على حقها فى التعليم والعمل والمشاركة فى المجال العام. «ارتفعت صيحات الذين ينكرون على المرأة حقوقها فى العمل، وردّ عليهم المدافعون موضحين لهم الفائدة المرجوة من وراء هذا العمل من الناحية الاقتصادية سواء كانت المرأة غير متزوجة أو متزوجة أو مطلقة أو أرملة، ومن الناحية الأدبية فى علو المرأة وتغذية عقلها. رغم هذا التطور الكبير الذى أثر تأثيرًا واضحًا فى تغيير وضع المرأة إلا أن معارضيها لم يهدأوا وظلوا شاهرين السلاح ضدها».
ويضيف: «صاحب الحملة التى شنت ضد التعليم الجامعى للفتيات تلك الضجة التى أنكرت الاختلاط فى عام1937، ورأت فصل الجنسين، واشترك فيها بعض الطلبة، وأيدتها بعض الصحف وغذتها العناصر الرجعية التى أساءت وما فتئت تسيء فهم الدين واستعماله للأهواء والمصالح، وماجت المناقشات الحادة والجدل، لكن تصدى رجال الجامعة للحركة وأصروا على التمسك بحق المرأة يساندهم حزب المؤيدين، وعلى رأسهم الدكتور طه حسين الذى انبرى للدفاع عن الاختلاط فى التعليم الجامعى والرد على من يريد إلغاءه والتصريح بأن الماضى لن يعود».
يؤكد الكاتب فى خاتمة بحثه أنه من السذاجة اعتبار كفاح المرأة قد انتهى بتأكيد حقها فى التعليم والدخول إلى الجامعة  ومعظم مجالات العمل، وتأكيد حقوقها الاجتماعية والسياسية، ويكمل: «الثقافة الذكورية المتغلغلة لا تزال منغلقة فى أعماق الكثيرين بطريقة تشد المجتمع إلى البدائية والتخلف، ولا تزال بعض المفاهيم المضادة للمرأة تلبس لبس الدين على خلاف جوهره ومقاصده».