الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هند الفلافلى تفك شفرة المرأة فى «صمت الأوتار»




الفنانة التشكيلية هند الفلافلى يشغلها المرأة وجوهرها وعالمها الخفى الذى تعيشه مع نفسها فى إيماءاتها وحركاتها ومشاعرها وأحاسيسها وإسرارها، وتعتبرها كائنًا رقيقًا جميلاً مما دفعها للاهتمام بالتفاصيل الدقيقة لإبراز الملامح الإنسانية للمرأة فى معارضها الفنية وآخرها معرض «صمت الأوتار» المقام فى  قاعة «سفر خان».
 
 
 
وجدت الفنانة فى المرأة مادة خصبة للتعبير، فاختارتها لتكون العنصر الاساسى فى تكوين لوحاتها التصويرية، هى تكوينات أنثوية على قدر من الواقعية، وتناولتها من خلال التعبير عن الحركة والانفعال، ورسمت المرأة فى عدة تكوينات حركية بسيطة حالمة معبرة وعميقة المضمون.
 
 
 
تعكس الإعمال العديد من الحالات الانفعالية الداخلية لعالم المرأة بين حلم وواقع، انتظار ويأس، أمل وترقب، تأمل وشرود حرماناً وضياع، غيرة وحيرة، غضب وسكون، وغيرها من اللحظات التى لا يدركها إلإ المرأة.
 
 
 
من اللحظة الأولى ينجذب المتلقى للعمل ويسمع صوت مشاعر المرأة، ويرصد سعيها للتحرر من القيود، ويظهر هذا المضمون بوضوح فى كل لوحاتها، ومن الطريف أن زوار المعرض كانوا كلهن من الفتيات والنساء، وكأن كل منهن جاءت تبحث عن حالة تشبه حالتها.
 
 
 
الاعمال تحمل على عاتقها تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عن المرأة منها أنها ليست مجرد كائن مثير، إنما هى كائن إنسانى ثرى العطاء، وتحمل بداخلها قدرا كبيرا من المعانى التى وضعها الخالق فى تكوينها.
 
 
 
اعتمدت الفنانة على لغة الجسد كفلسفة للتعبير عن الحالة الشعورية، ففى كل عمل اختارت حركة ولحظة تفصح عن حالة معينة، وفى خلفية العمل نجد تردد للحركة الأولية وحركة ما قبل الأخيرة للشخصية، واستخدمت الأسلوب الواقعى الكلاسكيى كاتجاه فنى تتميز به الفنانة فى كل أعمالها، مع استخدامها للمدرسة المستقبلية فى تردد الحركة والإحساس باستمرارية الحركة رغم قرب انتهاء الحركة.
 
 
 
أما من حيث التقنية فاختارت الرسم بالأقلام الرصاص على القماش مع استخدام الألوان الاكلريليك، فرغم أن الأقلام الرصاص كخامة تبدو بسيطة وسهله، إلا أنها تعاملت مع الخامة باعتبارها فلسفة رمزية للتعبير عن الحالة الانفعالية بخطوط ناعمة وعلاقات خطية متماسكة ومتراكمة، وتوزيع الاضاءه وتباين وتوافق الدرجات الظلية فى الظل والنور أضفى على العمل صفة درامية تدفع المتلقى لاطالة النظر والتدقيق فى العمل، كما أضافت اللون داخل العمل بحرص وحذر حتى تستكمل الموقف التعبيرى  للشخصية، والذى لا يؤثر بشكل كبير على فلسفة الحالة.
 
 
 

من لوحات المعرض
 
 
وتقول «الفلافلى»: المرأة لغز مازال يحير المجتمعات فى عالمنا الشرقى والإسلامى، ولكنى أراها من وجهة نظر شخصية بأنها أكثر من نصف المجتمع، فهى منبع كل شيء جميل فى هذه الحياة، وقد حاولت من خلال المعرض التعبير عن مشاعرها وأحاسيسها الرقيقة التى لا مثيل لها فى الوجود، فقد وجدت فى المرأة مفردة تشكيلية ولغة بصرية تستحق التأمل والدراسة والتعبير عنها لأنها تحمل مشاعر عظيمة أعظم من كونها كائن جميل الشكل، فمضمونها أجمل بكثير من مظهرها، فأنا أقدم المرأة فى أعمالى كالزجاجة الشفافة التى تذوب فى خلفية العمل تارة، وتارة أخرى يذوب كل ما حولها حتى ملابسها فى خلفية العمل.
 
 
 
وأضافت: احتلت لغة الجسد الصدارة فى أعمالى كى تكشف عن عوالم المرأة الداخلية وما يدور بخواطرها بمنتهى الدقة والسهولة، فكل تعبير أو حركة تصدرها  تعنى كلمة أو مجموعة كلمات يصل إليها المتلقى بسهولة ويسر، وبما أن لغة الجسد هى اقصر جملة مفيدة ممكن من خلالها إرسال رسائل عديدة فهى تحمل حركات وتعبيرات وإيماءات من خلال تعبير الوجه وحركة اليدين والقدمين.