فنجان شاى.. وصباح أخضر

كتب- صلاح أحمد نويرة

فنجان من الشاى الأخضر يستدعى عبق حضارة تعود لأربعة آلاف سنة من تاريخ الإنسان قدمته حضارة الصين للعالم فانتشر فى كل البلاد.
هل هناك أفضل من فنجان من الشاى الأخضر يحفز عمليات التمثيل الغذائى فى الجسم وتربط دراسات غذائية علمية حديثة بينه ومقاومة السرطان وتخفيف حدة آلام التهاب المفاصل بل ومقاومة تسوس الأسنان من بداية لصباحك أو ختاما ليومك.
الواقع ان فوائد الشاى الأخضر لا تتوقف عند ذلك الحد، فقد استخدمه القدماء كثيرا فى العلاجات الشعبية بدءا من تناوله للتحكم فى نزف الدم إلى دعم مناعة الجسم فى مواجهة الأمراض والتحكم فى درجة حرارة الجسم ونسبة السكر فى الدم وعلاج مشاكل الهضم. كلها صفات تنسب إلى الشاى الأخضر ويأتى ذكرها فى كتاب قيم عن الشاى الأخضر كتب فى عام 1191م.
إحدى الدراسات الغذائية العلمية التى نشرتها الجريدة الدورية العلمية للتغذية الطبية عن فوائد الشاى الأخضر.
وجاءت نتائجها لتؤكد وجود انخفاض ملحوظ فى نسبة الكوليستيرول الكلى (مجموع نسبتى الكولسترول الجيد والردىء HDL + LDL) خاصة لدى من تناولوه فى صورته التقليدية من الأوراق بعد غليها وليس لدى من تناولوه فى شكل كبسولات أو أقراص.
أوراق الشاى الأخضر تجمع من شجرة دائمة الخضرة على مدار فصول السنة هى ذات الشجرة التى منها تجمع أوراق الشاى الأسود الذى نعرفه ثم تخمر وتجفف بعدها.
فائدة الشاى الأخضر تعود إلى النسبة الفعالة من مضادات الأكسدة التى تحتويها الورقة خاصة مادة الكتاشين (Catachins) والتى تشير الدراسة إلى أنها قد تكون السبب فى إعاقة عملية تصنيع الكوليستيرول فى الكبد إلى جانب تدخلها بالسلب فى عملية امتصاصه من الأمعاء.
تفيد الدراسة ان تلك النتائج جاءت مع تناول من 2ــ5 أكواب من الشاى الأخضر بصورة مستمرة يوميًا لستة أشهر كانت تسجل فيها معدلات الكوليستيرول فى الدم إلى جانب قياسات أخرى بانتظام.
لم ينس القائمون على الدراسة أن يضمنوا نتائجهم الطريقة الصحيحة لتحضير فنجان مكتمل الفائدة من أوراق الشاى الأخضر:
يجب تسخين البراد أو الكوب الذى سيعد فيه الشاى بملئه بالماء الساخن لمدة دقائق ثم يتم التخلص من الماء.. تضاف أوراق الشاى الأخضر للبراد أو الكوب «ملعقة كبيرة منه فى مصفاة خاصة للشاى» ويصب عليها الماء المغلى بعد أن يترك دقيقتين ليهدأ قليلا ولا يحدث ذلك الطعم المر الذى قد يتكون من استعمال الماء المغلى بشدة.. وجود مادة الكاتشين «Catachins» فى الشاى الأخضر تجعل منه مضادا للأكسدة فعال يقاوم أثر الشوارد الحرة «free radicales» التى تهاجم حمض الخلية النووى «DNA»  الأمر الذى ينجم عنه تصلب الشرايين، وتجلط الدم أيضا وعمليات بيولوجية أخرى تسهم فى ظهور آثار الشيخوخة على الإنسان.
وهناك دراسات جادة وان كانت محدودة تشير إلى أن أربعة أكواب من الشاى الأخضر تؤدى إلى انخفاض نسبة احتمالات الإصابة بسرطان الرئة وتصلب الشرايين. هناك أيضا دراسات تشير إلى علاقة تربط بين تناول الشاى الأخضر بانتظام وخاصية سيولة الدم، الأمر الذى قد تنخفض معه احتمالات حدوث جلطة فى شرايين المخ أو شرايين القلب التاجية.