الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أوباما»: أنتم أيضا تتجسسون علينا.. ألمانيا والبرازيل تعدان قرارًا للأمم المتحدة حول حماية الحريات الفردية




عواصم العالم - وكالات الأنباء
رد الرئيس الأمريكى باراك أوباما على الانتقادات التى تواجهها بلاده، فى أعقاب الكشف عن تقارير أفادت باحتمال قيام الولايات المتحدة بالتجسس على حلفائها فى أوروبا وأمريكا اللاتينية، بعدم نفى أو تأكيد تلك التقارير.
وقال أوباما: «أنتم أيضاً تتجسسون»، قبل أن يتابع بقوله: «دعونا نتحاور.. وسوف نقوم ببعض التغييرات».
وكشفت آلاف الوثائق السرية التى قام الموظف السابق بوكالة الاستخبارات الأمريكية NSA، إدوارد سنودن  بتسريبها عن عمليات تجسس قامت بها الوكالة على العديد من دول العالم، بما فيها دول حليفة للولايات المتحدة، فى مقدمتها فرنسا وألمانيا، إضافة إلى المكسيك.

ولم تقتصر عمليات التنصت الأمريكية على الاتصالات الهاتفية، بحسب ما كشفت الوثائق السرية، التى نُشرت مؤخراً فى صحيفتى «جارديان» البريطانية و«دير شبيجل» الألمانية، إضافة إلى صحف أخرى، بل امتدت أيضاً لتشمل مواقع الإنترنت والبريد الإلكترونى.
وذكرت مستشارة الرئيس الأمريكى للأمن القومى ومكافحة الإرهاب، ليزا موناكو: «أن الرئيس أوباما أمر بمراجعة برامج التجسس».
من جانبه أعلن رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبى أن فرنسا وألمانيا أطلقتا مبادرة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة قبل نهاية العام حول عمليات التجسس الأمريكى على مسئولين أوروبيين.
وقال رومبى خلال مؤتمر صحفى فى ختام اليوم الأول من القمة الأوروبية ببروكسل التى هيمنت عليها عمليات التجسس الأمريكية على أوروبا: «لنا علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وموقفنا هو أن الشراكة يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل والثقة».
وذكر رومبى أيضا أن القادة الأوروبيين أشاروا إلى أى حد أصبحت المخابرات عنصرا حيويا فى التصدى للإرهاب، وهذا الأمر يطبق على العلاقات بين الدول الأوروبية وعلى العلاقات مع الولايات المتحدة»، موضحا أن أى فقدان للثقة من شأنه أن يضر بالتعاون فى مجال المخابرات.
فى سياق متصل تسعى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى توصل دول الاتحاد الأوروبى إلى اتفاق بعدم التجسس مماثل لاتفاق تسعى فرنسا وألمانيا للتوصل إليه مع الولايات المتحدة بعد مزاعم عن تنصت واشنطن على التليفون المحمول لميركل.
وكان دبلوماسيون أمميون ،قد أعلنوا امس الأول أن ألمانيا والبرازيل تعملان على إعداد قرار فى الأمم المتحدة حول حماية الحريات الفردية فى غمرة المعلومات التى كشفت عن برنامج التجسس الأمريكى على العديد من الدول بينها دول حليفة، وذلك عقب كشف المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومى الأمريكى إدوارد سنودن عن وثائق بشأن برامج التنصت التى تقوم بها الوكالة.
وأفاد دبلوماسى أوروبى أن دبلوماسيين برازيليين وأوروبيين ومن ألمانيا وأمريكا اللاتينية التقوا امس الأول لمناقشة مشروع القرار.
وأضاف المصدر نفسه طالبا عدم الكشف عن هويته أن فرنسا والسويد والنروج والنمسا تدعم بقوة هذا القرار.
وسيهدف القرار إلى توسيع الشرعة الدولية المتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية التى أقرتها الأمم المتحدة عام 1966 ودخلت حيز التطبيق عام 1976 لحماية الحقوق الفردية، بحيث تشمل الأنشطة على الإنترنت.
وتأمل برلين وبرازيليا فى أن تشير المادة الـ17 إلى موضوع الإنترنت، علما بأنها تورد بألا يتعرض أى شخص لتدخل تعسفى أو غير قانونى فى حياته الخاصة وعائلته ومنزله أو بريده، ولأى مساس غير قانونى بكرامته أو سمعته.
وأبدت ألمانيا والبرازيل استياءً كبيرا من المعلومات الأخيرة عن تجسس الأمريكيين على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيسة البرازيلية ديلما روسيف.
وقالت ألمانيا أمس إنها سترسل كبار قادة مخابراتها إلى واشنطن خلال أيام سعيا للحصول على إجابات من البيت الأبيض حول مسألة التجسس على مسئولين ألمان.
من ناحية أخرى نفت وكالة الأمن القومى الأمريكية تعرض موقعها الإلكترونى لأى هجوم معلوماتي، موضحة: «أن خطأ تقنيا وقع خلال عملية تحديث أدى إلى توقفه عدة ساعات، الجمعة، وجعل الدخول إليه متعذرا».
واكتفت الوكالة التى أثارت جدلا واسعا مؤخرا بشأن اختراقها أجهزة الحواسيب والشبكات الرقمية للقيام بعمليات تعقب وتجسس، بإعلان أنها تتحرى سبب العطل.
وقالت المتحدثة باسم الوكالة إن عملية التحرى عن العطل مستمرة، دون أن تخوض بالمزيد من التفاصيل.
وبرزت ممارسات الوكالة إلى السطح بعد كشف مستخدمها السابق  إدوارد سنودن وثائق تكشف تجسس الوكالة على أشخاص وهيئات أمريكية، وقد نشرت الوثائق التى سربها سنودن بصحيفة جارديان البريطانية فى وقت سابق من العام، بينما هرب سنودن إلى هونج كونج ومن ثم إلى روسيا حيث منح حق اللجوء المؤقت.