الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى مذكراتها.. رتيبة الحفنى: أعتز بمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية أكثر من أعمالى الفنية




احتفى مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الثانية والعشرين بالراحلة الدكتورة رتيبة الحفنى، حيث قررت الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيسة دار الأوبرا ورئيس المهرجان أن تطلق اسم الدكتورة رتيبة الحفنى على هذه الدورة كما قررت أيضا إطلاق اسمها على جائزة مسابقة المهرجان التى تصاحب فعالياته مدى الحياة .

الدكتورة رتيبة الحفنى هى أول من تولى منصب رئيس دار الأوبرا منذ افتتاحها عام 1988 وأول عميد للمعهد العالى للموسيقى العربية منذ عام 1952 وحتى عام 1962، وهى من أسست أول كورال أطفال فى الشرق الأوسط عام 1961 وأسست فرقة أم كلثوم للموسيقى العربية كما أسست فرقة الإنشاد الدينى، وفرقة الغناء الشعبى التابعة للمعهد العالى للموسيقى العربية، والفرقة العربية للموسيقى، كان المهرجان فى دورته السابقة قد انفرد بنشر أجزاء من مذكراتها بخط يدها قبل وفاتها، والتى جاء بها على لسانها:
عدت بذاكرتى إلى الوراء وعلى الرغم من المعاناة التى صادفتنى طوال فترة عملى غير أننى أجد فيها متعة لأنها كلها توجت بالنجاح، عملت فى أكثر من مجال، أعمال إدارية ومكتبية، توليت فيها أعلى المناصب، وأعمال فنية توجت بعملى فى مصر وعواصم الدول الغربية بأدائى لأدوار البطولة فى الأوبرات العالمية ومن بين ما أعتز به من أعمال فنية إقامتى لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية فى دار الأوبرا منذ عام 1992 ومنذ أن توفى والدى عام 1973 وفكرة إقامة مؤتمر للموسيقى العربية تراودنى .
وتقول: فالوالد لعب دورا هاما فى انجاح المؤتمر الأول الذى اقيم بالقاهرة عام 1932 وأخذت على نفسى العهد فى اكمال طريقه خاصة أنه كان رائداً للموسيقى العربية والتربية الموسيقية، ادخل الموسيقى فى المدارس وأنشأ المعاهد الفنية .
وعن رحلة كفاحها لإقامة المهرجان قالت:
طرقت أبوابا عديدة على أمل أن أجد المساعدة فى إقامة مهرجان ومؤتمر للموسيقى العربية يساهم معى فيه رواد الموسيقى فى العالم العربى والمستشرقون إلا أننى لم أجد أى استجابة لدعوتى إلى أن تقدمت فرقة الموسيقى العربية بطلب عن رغبتها فى إقامة احتفال كبير بمناسبة الإحتفال باليوبيل الفضى 25 عاما للفرقة، فوجدتها فرصة للعمل على  إقامة مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية خاصة بعد أن وجدت مساندة من المسئولين فى وزارة الثقافة ورئيس الأوبرا وقدمت وقتها الوزارة الدعم المالى لإقامة هذا الحدث.
وتواصل: وفى أول مهرجان دعت الأوبرا عدداً من فرق الموسيقى العربية من بعض الدول العربية كما قامت الأوبرا بتكريم العناصر الفنية التى شاركت فى أولى حفلات فرقة الموسيقى العربية، وبداية من العام الثانى للمهرجان بدأنا فى تقديم بعض العناصر الغنائية الشهيرة من العرب، ومع المهرجان الثانى بدأت بعض المشاكل فلم تكن القنوات الفضائية التليفزيونية قد انتشرت بعد، وكانت مهمتى الوصول إلى كبار الفنانين للتعاقد معهم وكان على أن أعتمد على اتصالاتى الشخصية بالفنانين والاستماع إلى التسجيلات المرسلة من قبل الراغبين فى المشاركة بالمهرجان، كانت مهمة صعبة وتلاشت هذه الصعوبة مع السنوات بعد انتشار القنوات الفضائية واستضافتها للفنانين، خرج المهرجان باعماله الفنية إلى المحافظات، وأصبحت له مكانة كبيرة فى العالم العربى والغربى وتتراءى لى كواليس مهرجان الموسيقى العربية عام 1992 وكانها تتحدث أمامى الآن.
أما عن رحلتها مع الموسيقى والدراسة قالت الحفنى فى مذكراتها: كانت دراستى العملية فى المعهد بالقاهرة هى العزف على البيانو وآلة العود التى كنت أعشقها، تفوقت فى العزف على البيانو ووصلت إلى مستوى يؤهلنى أن أقدم بعض الحفلات على المسرح وبالنسبة للعود كان لى الحظ أن أتتلمذ على يد الأستاذ القدير عبد المنعم عرفة الذى قام بتأسيسى فى العزف ثم جاء من بعده الموسيقار محمد القصبجى الذى شرفت بالتتلمذ على يديه مدة ثلاثة أعوام، وتخرجت فى المعهد واستطعت أن أحصل على منحة للسفر إلى ألمانيا لدراسة البيانو وبالطبع كنت اتقن اللغة الألمانية نسبة إلى والدتى مما سهل لى الحصول على المنحة .
وتواصل: فى ألمانيا وافق معهد ميونخ على إلحاقى بقسم البيانو وبدأت فى تلقى الدروس على يد أكبر أستاذ بها وتقدمت فى الدروس وفوجئت بالمعهد يطلب منى اختيار مادة إضافية، اخترت الغناء لأنى أعرف أن صوتى جميل فى الغناء الأوبرالى الذى ورثته عن جدتى لوالدتى الألمانية التى كانت إحدى مغنيات الأوبرا فى ألمانيا .
جدير بالذكر أن الدكتورة رتيبة الحفنى نشأت فى أسرة موسيقية فوالدها هو المرحوم الدكتور محمود أحمد الحفنى، وهو أول عربى درس الموسيقى وحصل على شهادة الدكتوراه فى تاريخ الموسيقى والفلسفة من جامعة برلين، وتزوج الوالد من فتاة ألمانية تنتمى إلى أسرة موسيقية أيضا، وولدت رتيبة الحفنى فى برلين فى 10 ديسمبر 1929، ثم انتقلت الأسرة للإقامة فى القاهرة عام 1930 بعد حصول والدها على درجة الدكتوراه وإنهائه دراسته فى ألمانيا، وفى الخامسة من عمرها بدأت تتلقى أول دروس العزف على البيانو، وكانت أستاذتها الأولى هى والدتها ثم عهدت بها إلى أستاذ للبيانو هو د.هانز هكمان، ثم تخرجت الحفنى عام 1950 من المعهد العالى لمعلمات الموسيقى وعينت لمدة ستة أشهر مدرسة موسيقى فى مدرسة «الحوياتى الثانوية»، وإلى جانب عملها فى تلك المدرسة انتدبت فى النصف الثانى من العام الدراسى للتدريس بالمعهد الذى تخرجت فيه وفى العام التالى عينت معيدة بالمعهد، وفى عام 1952 بدأت مرحلة جديدة فى حياتها، حيث انتدبت بعض الوقت للإشراف على الفرع المدرسى لمعهد الموسيقى العربية قسم البنات إلى جانب عملها معيدة بالمعهد العالى لمعلمات الموسيقى، مكثت ست سنوات تعمل مديرا للفرع المدرسى انتدابا ثم إعارة حتى تم نقلها لمعهد الموسيقى العربية بعد ضم قسميه البنين والبنات معا، ومنذ عام 1952 بذلت قصارى جهدها لتحويل هذا المعهد الخاص إلى مؤسسة تربوية متكاملة المراحل، وقد أثمرت جهودها وألحقته بوزارة الثقافة، وأصبح اليوم يمنح الماجستير والدكتوراه بعد أن كان تابعا لمعاهد أكاديمية الفنون.
شهدت دورات مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية منذ أسسته الدكتورة رتيبة الحفنى وحتى اليوم مشاركة متميزة لنجوم الغناء المصرى والعربى حيث شارك على مدار دوراته وسنواته عدد غير قليل من نجوم الغناء على رأسهم الفنانة هدى سلطان، وشهرزاد، ومحمد رشدي، وديع الصافى، وماجدة الرومى، ومارسيل خليفة، وغسان صليبا، وسعاد محمد، وصباح فخرى، وأصالة نصرى، وديانا كرازون، وكريمة الصقلى وكارول سماحة، وسمية قيصر، وحياة الأدريسي، وفؤاد زبادى، ولطفى بوشناق، وصفوان بهلوان، وصابر الرباعى، وجنات، ومحمد عبده وماجد المهندس، وصوفيا صادق، ونجاح سلام، وشهد برمدا،  ونور مهنا، ومجد القاسم، ورجاء بلمليح ، وذكرى، وإيناس السمار، ومحمد الجبالي، وأنغام، وسوزان عطية، ومدحت صالح، وهانى شاكر، وخالد سليم، وعلى الحجار، ومحمد الحلو، وغادة رجب، وسيد مكاوى، ومحمد العزبى، ونيفين علوبة، ومحسن فاروق، ومحمد ثروت، ونادية مصطفى،  وعفاف راضى،  وشريفة فاضل، وأحمد السنباطى، وسعاد مكاوى وإبراهيم الحفناوي، وشفيق جلال، وأجفان الأمير، وسميحة القرشى، ونيللى زيدان، وآمال ماهر، وأمجد العطافى، ومى فاروق، وريهام عبد الحكيم .