الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

استعادة طابا.. ملحمة مصرية تضىء التاريخ




كتب ــ السيد الشورى
  25 عاما مرت على ذكرى  ملحمة استعادة طابا التى تعتبر من أبرز الملاحم المصرية فى العصر الحديث والتى فرضت نفسها على الوجدان المصرى القومى.
لقد جاءت ملحمة استرداد طابا تأكيدا لصلابة الإرادة المصرية وقدرتها على صيانة التراب المصرى، ونموذج للأداء المصرى المقتدر فى الساحة السياسية مثلما كان الأداء الخالد فى الساحة العسكرية،.وبدأت مشكلة طابا فى مارس 1982 قبل شهر واحد من إتمام الانسحاب الإسرائيلى من سيناء بناء على اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عندما أعلن رئيس الجانب العسكرى المصرى فى اللجنة المصرية الإسرائيلية أن هناك خلافا جذريا حول بعض النقاط الحدودية خاصة العلامة 91، وحرصاً من مصر على اتمام الانسحاب اتفق الجانبان على تأجيل الانسحاب من طابا وحل النزاع طبقا لقواعد القانون الدولى وبنود اتفاقية السلام وبالتحديد المادة السابعة التى تنص على أن تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير المعاهدة عن طريق المفاوضات واذا لم يتيسر حل هذه الخلافات عن طريق المفاوضات تحل بالتوفيق أو تحال الى التحكيم.
وقد كان الموقف المصرى شديد الوضوح، وهو اللجوء إلى التحكيم الدولى بينما كانت ترى إسرائيل أن يتم حل الخلاف أولاً بالتوفيق.
وقد مثلت الوثائق المصرية 61% من الأدلة المادية وقسمت إلى مجموعات، تناولت الفترة من قبل عام 1892 واعتراف الباب العالى العثمانى بتحديد الفاصل بين الولاية المحروسة وبقية الأملاك العثمانية، مرورا بعام 1922 وقيام دولة مصرية ذات سيادة والانتداب البريطانى على وفلسطين وإعطاء الحد الفاصل صفة الحدود الدولية، وانتهاء بوجود قوات الطوارئ الدولية على الحدود بعد العدوان الثلاثى عام 1956 حتى يونيو 67، وزعمت إسرائيل أن علامات الحدود أزيلت بفعل العوامل الطبيعية حيث عوامل التعرية والحقيقة انها هى التى أزالتها بنفسها وادعت عكس ذلك وبعد تقديم الكثير من الأدلة والبراهين والحجج التى تؤكد أن هذه البقعة كانت دائما تحت سيطرة وسيادة مصر ..أعلنت هيئة التحكيم الدولية فى 30 سبتمبر عام1988 فى الجلسة التى عقدت ببرلمان جنيف حكمها فى قضية طابا حيث حكمت بالإجماع أن طابا أرض مصرية .. وفى 19 مارس 1989 تم رفع علم مصر على طابا المصرية.
والغريب أنه بعد النطق بالحكم لصالح مصر ذكر أحد أعضاء الفريق الإسرائيلى بقوله: «إننا كنا نعرف أن طابا مصرية منذ البداية، ولكننا كنا نشك فى إرادة المفاوض المصرى واستمراره حتى النهاية بهذا الإصرار والعناد».