الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إلى لقاء




بقلم: عيسى جاد الكريم

إن العين لتدمع وان القلب ليحزن لفراقك.. كنت أستاذا وزميلا وأخا وصديقاً يا أستاذ عبدالله كمال.. كنا بقربك على مدى سنوات  كنت رئيسًا لتحرير جريدتنا «روزاليوسف».. كنا نجد منك كل الحب والمودة تنصح برشد وتسأل عنا بإخلاص، كنت مخلصًا بصدق لوطنك تحمل هموم أمتك العربية مدفعا عنها وعن ثقافتها وحضارة أبنائها وتراثهم  وسيظل الكثيرون لسنوات قادمة يتمعنون فى مقالاتك وما كتبت لوجه الله ومن أجل هذا الوطن من أجل أجيال مقبلة تحلم بوطن كريم حر القرار يحترم حقوق المرأة وكل فئات المجتمع معاقين وذوى احتياجات خاصة، اذكر انك كنت الوحيد من بين الصحف القومية الذى خصصت صفحات أسبوعية تهتم بذوى الاحتياجات الخاصة والمعاقين والمرأة.. صفحات تحارب التطرف الدينى بشتى أشكاله مستعيناً بأهل الفقه وشيوخ الأزهر فكانت شيوخ ودعاة وقساوسة ورهبان فى الصحيفة «روزاليوسف» اليومية التى أعدت إصدارها من جديد بعد توقفها عشرات الأعوام حاربت الجهل وزارعى الفتنة بين أبناء الوطن الواحد مسلميه ومسيحيه، فكانت صفحة تظهر الوجه الآخر لعلاقة أبناء الوطن الواحد؛ كنت سبباً  فى أن يعمل العشرات من شباب الصحفيين فى مؤسسة «روزاليوسف» ووقتها كان  الحلم فى أن يعمل خريجو الإعلام والصحافة والموهوبون فى صحيفة قومية بمثابة حلم صعب لا يتحقق إلا بالواسطة والمحسوبية ولكن أنت كسرت ذلك تركت للموهوبين أن يثبتوا جدارتهم بدون واسطة فكان جيل من الصحفيين الشبان  يحملون لك كل الود والمحبة حتى أولئك الذين تركوا الصحيفة ولم يحالفهم الحظ فى الاستمرار  فى العمل معك  لايزالوا يذكرونك بخير ويذكرون نصائحك التى ساعدتهم على تخطى الصعاب ومواصلة العمل، كنت أول من يأتى للعمل وآخر من يغادر.. تراعى مشاعر الناس الصغير والكبير متواضعا   كنت مخلصاً لمهنة القلم، صلداً  ثابتاً فى أصعب المواقف مسامحاً فى حقك لأبعد الحدود بنفس راضية وقلب محب للناس؛ سيظل الجدل والاختلاف والاتفاق مع آرائك ربما سنوات وستظل كلماتك وكتبك ونصائحك ميراثًا لنا، لن نخاف من إرهاب من يريدون أن تصمت أقلامنا لتنطفئ مشاعل النور التى نحاول أن ننيرها للناس قدر المستطاع متمنين أن تكون قول حق وصدق يكتبها لنا ربنا سبحانه وتعالى فى ميزان حسناتنا، فما نحن إلا عابرى سبيل ننتظر الموت  جئنا بقدر ونرحل بموعد وكتاب، رحلت عنا يا أستاذ عبد الله كمال.. فجعتنا برحيلك وحزنت قلوبنا على فراقك ولا نجد بيدنا سبيلاً إلا أن ندعو الله متمنين  منه سبحانه وتعالى كما فرق بيننا وبينك فى الدنيا أن يجمعنا فى لقاء بك فى جنة الخلد والنعيم، ونسال الله سبحانه وتعالى أن يرحمك ويغفر لك ويبدل سيئاتك حسنات ويتجاوز عن خطاياك ويضاعف حسناتك ويلهم اهلك وأصدقاءك ومحبيك الصبر على فراقك. اللهم أمين.