الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رشاد كامل يكتب: إيقاف مذيع «بى.بى.سى» الذى يشاهده ثلث مليار مشاهد!

رشاد كامل يكتب:  إيقاف مذيع «بى.بى.سى» الذى يشاهده ثلث مليار مشاهد!
رشاد كامل يكتب: إيقاف مذيع «بى.بى.سى» الذى يشاهده ثلث مليار مشاهد!




لست من هواة مشاهدة برامج السيارات، سباقاتها، أنواعها، أسعارها، نجومها، رغم أن عشاق هذه البرامج بالملايين حول العالم وربما فى العالم العربى!!
ولعل أشهر مذيع عالمى تخصص فى مثل هذه النوعية من البرامج هو المذيع البريطانى «جيرمى كلاركسون» نجم محطة وفضائية الـ«بى.بى.سى» البريطانية.
هذا المذيع ــ وامسكوا الخشب ــ تم بيع برنامجه لفضائيات 214 دولة حول العالم، ويشاهده على اليوتيوب نحو أربعة ملايين مشاهد شهريًا، وعدد مشاهديه 350 مليون مشاهد (ثلاثمائة وخمسون مليونًا)!!
رغم كل هذه الشهرة والنجومية قررت «بى.بى.سى» إيقافه عن العمل وأيضًا إيقاف برنامجه الشهير الذى كان قد تم تصوير عدة حلقات جاهزة للعرض.
أما السبب لذلك كله، فهو سبب يدعو للدهشة والعجب خاصة عندنا نحن فى دنيا فضائيات الفهلوة والهمبكة وبرامج الثلاث ورقات الشهيرة بالتوك شو!!
 قيل إن سبب هذا الإجراء هو مشاجرة بين المذيع الشهير ومنتج برنامجه!
حيث قام بتسديد لكمة قوية له، وقيل أيضًا إن المذيع اعتدى باللفظ على منتج البرنامج لأنه لم يحضر له شريحة لحم أثناء إقامة فريق عمل البرنامج بأحد الفنادق بعد الانتهاء من تصوير البرنامج، ولم يقدم له سوى وجبة باردة!
نعم خلاف بسيط وربما يراه أهل الفضائيات فى عالمنا العربى ــ خلافًا تافهًا ــ لا يستحق هذا العقاب من الـ«بى.بى.سى» خلافات تحدث فى أحسن العائلات الفضائية.
بل يحدث فى كواليس فضائياتنا ما يندى له الجبين، وكله بيعدى!!
مذيعة تصفع مخرجًا بالقلم!! (وإيه يعنى) مذيع يشتم مشاهديه يتهمهم بأنهم حمير وبهايم (وفيها إيه) مذيعة تتهم نساء دولة عربية شقيقة بالدعارة (معلهش مكانش قصدها).. ومذيع يستضيف طبيبة ليتحدثا عن أدق تفاصيل ما يحدث فى غرفة النوم (ثقافة ولا حياء فى العلم).. وهكذا.
ولا أحد يجرؤ على إيقاف مثل هذا العبث، فالمذيع أو المذيعة تتقاضى الملايين، وهناك حصيلة الإعلانات بالملايين وطظ فى المشاهد واللى جابوا المشاهد، وطظ فى المهنية وميثاق الشرف الإعلامى ووجع الدماغ بشأن احترام المشاهدين!
وفى حالة المذيع البريطانى صاحب برنامج «توب جير» فوجئت الـ«بى.بى.سى» بمفاجأة لم تكن فى حسبانها أو لم تتوقعها، فقد نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تؤكد انخفاض عدد مشاهدى «بى.بى.سى» بنحو أربعة ملايين مشاهد بعد إيقاف البرنامج، أما من الناحية المالية فالمتوقع أن تخسر نحو 70.1 مليون جنيه إسترلينى سنويًا (سبعين مليونًا) قيمة الإعلانات!!
وجاءت المفاجأة الثانية من مشاهدى وعشاق المذيع وبرنامجه عندما تلقت المحطة التماسًا من 350 ألفًا (ثلاثمائة وخمسين ألفا) من المشاهدين يطالبون بعودة المذيع وبرنامجه، سرعان ما وصلوا إلى مليون شخص يطالبون إدارة المحطة بضرورة عودة المذيع على وجه السرعة.
هذه هى الحكاية العجيبة والغريبة التى شغلت مساحات كبيرة من النقاش والكلام بين مؤيد ومعارض!!
حدث هذا فى الخارج، دون أن تنتفض البرامج والأقلام، وتتهم محطة «بى.بى.سى» بانتهاك حرية الإعلام، وكبت الحريات، وتسير المظاهرات المشاهدين يريدون عودة «توب جير» أو «يسقط يسقط حكم الـ«بى.بى.سى».
هل تجرؤ فضائية عربية واحدة على إيقاف برنامج أو مذيع أو مذيعة قدم وبث لمشاهديه ما يتنافى مع الأخلاق والأدب والاحترام؟!
الإجابة: لا، وهل تجرؤ محطة على إيقاف مذيعة تجاوزت فى حق مشاهديها بالكلمة والإيحاء ولا أقول تشاجرت مع مساعد المخرج؟!
الإجابة لا، هل تجرؤ محطة على لفت انتباه مذيع يصف مذيعًا زميلاً له على فضائية أخرى بأنه عميل وفلول وأمنجى؟!
الإجابة: لا وألف لا!! وهل سمعتم عن فضائية حاسبت أو وبخت مذيعًا لديها لأنه طالب الناس بالاستحمام يوميًا لأن رائحتهم لا تطاق؟!
الإجابة لا أيضًا!! هل سمع أحدكم عن فضائية قامت بلفت النظر ــ ولا أقول إيقاف ــ مقدم ومذيع يتمادى فى طرح الأسئلة الجنسية على ضيفته الطبيبة سواء كانت الأسئلة مقبولة أو لا؟!
بصراحة الحكاية فيها إن، ويبدو أن قرار «بى.بى.سى» لم يكن بشأن خناقة على «شريحة لحم» لا أحد يعرف إذا كانت مشوية أو مسلوقة أو محمرة، يبدو أن الحكاية والمشاجرة كانت لسبب أعمق وأكبر وأخطر، ربما كانت الخناقة بين المذيع ومنتج برنامجه بسبب حلة محشى ورق عنب أو طاجن عكاوى معتبر أو فتة كوارع مش حتة لحمة لا راحت ولا جات!
رغم أن الـ«بى.بى.سى» غير محايدة على الإطلاق فى كل القضايا العربية القديمة والمعاصرة، إلا أنها موضوعية وعقلانية وحقانية وتطبق المعايير المهنية الصارمة على مذيعيها ومذيعاتها، حتى لو كان مذيعها يشاهده ثلث مليار مشاهد، وحتى لو كان سبب إيقاف المذيع «حتة لحمة»!!
هذا هو ميثاق «الشرف» الإعلامي!! لا زيادة ولا نقصان!!
وإذا تساءلت: كل ده كان ليه؟! فالإجابة: حتة لحمة يا عزيزى المشاهد!!