الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عدى النهار.. الدرس انتهى.. حنحارب من صحبجية المنيرة إلى الجبهة

عدى النهار.. الدرس انتهى.. حنحارب من صحبجية المنيرة إلى الجبهة
عدى النهار.. الدرس انتهى.. حنحارب من صحبجية المنيرة إلى الجبهة




كتبت- مروة مظلوم
جاهين ومكاوى والأبنودى صحبجية مقهى «النشاط» بحى المنيرة والذى شهد أول لقاء جمع بين المبدعين الثلاثة، ففى يومِ ذهب جاهين ليبحث عن المطرب والملحن الذى تُذاع أغنيته فى الراديو دائمًا: «آخر حلاوة ما فيش كده، ما تيالا يا مسعدة نروح السيدة»، إلى أن وجده على المقهى، فما إن دخل جاهين، إلى المقهى وقابل سيد مكاوى، حتى داعبه الأخير بأغنية: «أنا فى انتظارك ملّيت».
ومنذ ذلك اللقاء استمر تعاون الثنائى الفنى فى شكل أقرب بـ«توأم الروح»، فكان جاهين يكتُب ومكاوى يُترجم الكلمات إلى ألحان، فكتب جاهين أغنية «حنحارب» ولحنها مكاوى، كما واجه الاثنان وجع الهزيمة وقصف مدرسة بحر البقر بـ«الدرس انتهى»، وقصف مصنع أبوزعبل بأغنية «إحنا العمال اللى اتقتلوا»، كما حلما بالانتصار وعبرا القناة مع الجنود بأغنياتهما، التى ختموها بـ«صدقت يا ابنى أنت وهو، بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، بالإضافة إلى ملحمة «الليلة الكبيرة» والرباعيات التى لحنها لصلاح جاهين سيد مكاوى، وسجلها أيضًا بصوته.
فترة النكسة مرت على كل من جاهين ومكاوى والرفيق الثالث الذى انضم إلى صحبجية المنيرة «عبدالرحمن الأبنودى»  تنفسوا فيها الألم فكتب الأبنودى لحليم «عدى النهار» واعتزل جاهين الحياة فى منفاه بالإسكندرية ومن أبرز المواقف الكوميدية التى جمعت بين عبدالحليم حافظ وصلاح جاهين، الرسالة التى وجهها حليم إلى جاهين: «ارجع يا صلاح أهلك بيدوروا عليك»، ونشرت هذه الرسالة كمانشيت رئيسى على صفحات جريدة الأهرام، وذلك عندما تغيب جاهين عن منزله شهرًا كاملًا دون أن يعرف أحد مكانه، وذهبت أخت جاهين لتستنجد بعبدالحليم فقال لها: «اذهبى وسوف يعود صلاح غدًا»، وبالفعل بعد أن نشر عبدالحليم رسالته فى جريدة «الأهرام»، عاد جاهين من عزلته الاختيارية فى الإسكندرية.
وقد حول جاهين صداقتهما إلى أغنية «الصحبجية»، والتى تعد من أشهر أعماله الغنائية، والتى داعب بها رفيق مشواره سيد مكاوى: قائلاً: «يا منورنى فى القعدة تملى.. آه يالالى»، فكان مكاوى يمُسك العود ويدندن وجاهين يجلس أمامه، لتتحول «قعدة الهزار» إلى واحدة من أشهر أغانى الصُحبة والأصدقاء.
وعن «لمة الأصدقاء والصحبجية» قال صلاح جاهين، فى لقاء نادر مع الإعلامى طارق حبيب: «أنا تلاقينى نشيط جدًا فى الكلام الفاضى، أقعد لحد الصبح اتناقش فى كلام فاضى، وأروح أزور أصحابى واحد واحد وألف عليهم، عشان كده «منى قطان» مراتى أكدتلى إنى قبل ما أكتب أى حاجة بقعد أتكلم مع صحابى وأعمل أى حاجة زى عبث الأطفال».
وكان من مفارقات القدر أن جمع بين الرفقاء الثلاثة الموت حيث جمعهم يوم واحد وهو يوم 21 إبريل ليكون ذكرى وفاة جيل الحرب والسلام قبل عيد تحرير سيناء بأربعة أيام.