قرار الرئيس ورأي المستشار.. جيش مصر لن يحارب سوريا

■ كنت أول من لفت الأنظار إلي الاقتراح القطري الذي تم طرحه في الأمم المتحدة بتشكيل جيش عربي لتحرير سوريا.. أوضحت أن هذا الاقتراح جريمة في حق العرب.. ونوهت إلي الفخ الأمريكي الصهيوني للجيش المصري تحديدا حيث إنه لا قوة لجيش عربي دون جنود مصر.. إذا الدعوة القطرية وإن كانت تتواءم مع الطرح الأمريكي والهدف الإسرائيلي محدد في «جر» الجيش المصري وتوريطه في المستنقع السوري.. كشفت أيضا أن هناك 12 مليار دولار مكافأة لمصر في حالة الموافقة علي المشاركة وحزمة استثمارات متنوعة.. وقد كتبت ذلك بوضوح.. وحذرت الإخوان المسلمين قبل غيرهم لأنهم هم الذين يديرون البلاد كحزب أغلبية لأن توريط جيش وجنود مصر في الحرب الأهلية في سوريا أمر يلحق الضرر بالأمن القومي العربي ويحرق سوريا والقاتل والقتيل هنا عربيا.. سوريا تختلف عن ليبيا، في الأخيرة قوات الغرب بمساعدة قطرية حسمت الثورة أما الأمر في سوريا مختلف وهو لن يعجل بانتصار طرف علي آخر.. التضاريس هناك والخريطة السكانية معقدة.. والحسم عسكريا من الخارج عن طريق جيش عربي أمر صعب حتي لو كانت هناك مساعدات تسليح أو مخابراتية من أمريكا ودول العالم الغربي وإسرائيل بالطبع.
 
مصر في حاجة ملحة إلي استثمارات وأموال والعرض القطري بمشاركة جيش مصر في الحرب علي سوريا يتضمن حصول مصر علي 12 مليار دولار وحزمة مساعدات متنوعة، وفتح الاسواق المصرية أمام رجال أعمال عرب وأجانب وهو ما يؤكد أن أمريكا وإسرائيل وبعض الدول لجأت إلي تجويع مصر أو ابتزازها.. وقد جاء رد الرئيس مرسي علي ما كتبته واضحا حيث أعلن من أمريكا علي هامش اجتماعات الأمم المتحدة أن مصر ترفض التدخل العسكري في شئون سوريا.. وهو ما يوضح رفض مرسي بالتالي لمشاركة مصر عسكريا في الأزمة السورية وهو ما أدي الي تقويض الطرح القطري حيث كان يعتمد علي موافقة مصر ضمانا لنجاح الاقتراح، فخ واضح للعسكرية المصرية لتمزيقها وزرع انشقاقات بينها والشارع.. وأيضا لاستدراجها لمستنقع لا يعلم كيف تخرج منه.
 
الرئيس مرسي من أمريكا جاء رده واضحا وبدون لف أو دوران.. وكتبت مشيدا بموقفه كونه يمثل كل الشعب المصري وليس الإخوان فقط، لكن في تصريح صادم خرج علينا د.سيف عبدالفتاح بأن مصر تدرس المقترح القطري بشأن التدخل العسكري في سوريا لإنهاء الازمة وستجري مباحثات مع الدوحة وأنقرة قريبا طبعا هذا التصريح يلغي تصريح الرئيس مرسي تماما ولا أعلم هل هذا تكتيك سياسي أم أن المستشار السياسي لم يقرأ تصريحات مرسي.. شروط المستشار هي نفس الشروط ومصوغات المشروع القطري وتتوافق مع كيفية الاعلان وهو ما يصيبنا بالانزعاج.
 
تصريح سيف وبهذه الطريقة يؤكد لي أن تصريح مرسي برفض مشاركة مصر في الحرب علي سوريا وأيضا أي تدخل عسكري ضدها ليس دقيقا ولا حقيقيا بدليل رأي مستشاره السياسي والذي يروج لفكرة ليست من صنعه، الرجل يمثل مؤسسة رئاسة.. وقد يكون هذا التصريح بغرض جس النبض.
 
إذا كانت مصر في حاجة ماسة إلي أي مساعدات مالية للخروج من عثرتها، أكرر دماء الجنود المصريين أهم ألف مرة من 12 مليار جنيه، حرق سوريا وخروجها من الخريطة وإنهاء أي تهديد منها ضد إسرائيل وأمريكا يصب في صالح إسرائيل وليس الشعب السوري أو العربي.. وادرسوا حكاية العراق لنتعلم منها ولكن يظهر أن هناك بيننا من لا يتعلم ويصر علي أن تدفع مصر ضريبة باهظة الثمن، الحرب علي سوريا أمر مرفوض ومشاركة مصر في جيش ضدها جريمة، يتحملها مرسي شخصيا فهو رئيس للبلد كله.