الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سوريا.. التغيير من الداخل لا الخارج

سوريا.. التغيير من الداخل لا الخارج




■ في قضية اقتراح تشكيل جيش عربي للتدخل في سوريا وإمكانية مشاركة الجيش المصري ضمن صفوفه.. كان الرئيس مرسي واضحاً.. لا للتدخل العسكري في سوريا، وبالتالي جيش مصر لن يحارب سوريا.. وقد استقبل المصريون تصريح مرسي بجانب من الرضا.. التصريح تأكيد واضح بكشف مخطط توريط الجيش المصري في حرب القاتل والقتيل عربيان.. والأهم أن ليبيا تختلف عن سوريا.. في الأولي القوات العربية التي شاركت في القضاء علي نظام الرئيس السابق معمر القذافي كانت مجموعة من خمسين جندياً قطرياً أي مشاركة رمزية.. سوريا دولة معقدة والقضية مختلفة وإذا كان الشعب السورييريد التغيير فيجب أن يقوم به هو لا غيره.. التوكيل هنا مرفوض والعملية لن تكون نزهة.. تعالوا ندقق بعض الشيء في الأزمة.. العالم الغربي لن يبكي من أجل شعب عربييطمع في الحرية.. هم يريدون النموذج العراقي لسوريا.. دولة تخرج من الخريطة المؤثرة للعالم العربي.. علي الأقل لتقليل الضغط علي إسرائيل.. العراق الآن تمزقه الخلافات والانقسامات التي زرعتها أمريكا ومازالت الراعي الرسمي.. بالطبع هناك تغييرات يجب أن تشمل المنطقة العربية، وهي تغييرات تتم بمساعدة خارجية.. أو تعتمد علي قوي الداخل فقط أو خليط بينهما.. العراق مثال واضح علي التغيير من الخارج.. وليبيا للنظام المختلط وتونس ومصر واليمن حدث فيها التغيير من الداخل.
 
سوريا تركوها للتغيير من الداخل.. خوفاً من الخسائر التييتكبدها الخارج.. سوريا دولة معقدة التركيبة السكانية والتضاريس الجغرافية والعلاقات مع الدول الأخري. حاول مجلس إدارة العالم برئاسة أمريكا تعزيز موقف القوة الرافضة للرئيس بشار ونظام حكمه، لكنهم حتي الآن فشلوا في تحقيق خطة التغيير وتواجه المعارضة الكثير من الأخطار التي تهددها، في ليبيا عندما فشل زعماء التغيير في حسم الصراع لصالحهم تدخلت الدول الغربية ومعها قطر للمساندة ونجحت تلك الدول في الحسم لصالح معارضي العقيد.. الغرب هنا تدخل عندما كادت المعارضة الليبية أن تخسر بل إن العقيد القذافي وقواته كادت أن تهزم الثوار.
 
في سوريا مع فشل معارضي النظام السوري في تحقيق الحسم لصالحهم وبدأ القلق في الغرب، وبالتالي جاء الاقتراح القطري بتشكيل جيش عربي للحسم أو ليكون غطاء لدخول غربي أشبه بالتدخل الغربي ضد يوغسلافيا، حيث تم تدمير كل البنية التحتية ليوغسلافيا بعدها تم تسهيل تغيير النظام وتقسيم يوغسلافيا، سوريا الآن أصبحت مشكلة لأمريكا والغرب.. هم يحاولون تمرير التغيير بسهولة.. لكن قوات الرئيس الأسد ونظامه لم ينهار.. ويسبب الكثير من المشاكل للحكومات الغربية بعد تساقط عدد كبير من القتلي ولأن الغرب مهتم بسقوط سوريا وإدخال تعديلات سياسية وتفكيك النظام السوري برئاسة بشار وخروجاً من هذا المأزق تم تقديم اقتراح عن طريق قطر بتشكيل جيش عربي وهو ما يعني غطاء شعبياً قد يتضمن مشاركة قوات أخري من دول أوروبية مثل انجلترا، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، وأمريكا وإسرائيل بطريقة غير مباشرة مراعاة للمشاعر العربية.
 
التغيير قادم سواء أرادت سوريا أو رفضت، لكن يجب أن يكون من الداخل وليس علي طريقة يوغسلافيا أو ليبيا والعراق، وأعتقد أن الرئيس مرسي لن يوافق علي إرسال جنود مصر للمشاركة في حرق سوريا، إذا كانت هناك معارضة حقيقية عليها أن تستلهم التجربة التونسية أو المصرية أي أن يكون التغيير من الداخل وليس بمساعدة الخارج.
 
■ وعلي مستشاري مرسي أو مساعديه الامتناع عن التدخل من خلال وجهات نظر شخصية أو غيرها من الملفات الساخنة.. الأمر غير قابل لبالونات اختبار.. أعلم جيداً أن هناك عرضاً مالياً لمصر بقيمة 13 مليار دولار منها وديعة بـ5 مليارات من دول عربية مع تركيا فيما لو وافقت علي السماح للجنود المصريين بالمشاركة في الجيش العربي ضد سوريا.. أنهم يحاولون استغلال الظروف الاقتصادية المصرية الصعبة لصالح تمرير الاقتراح.
 
13 مليار دولار مبلغ كبير ثمناً للتورط في الحرب علي سوريا أو حرقها.. لكن مصر حتي وقت الأزمات تراعي