الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مبارك بين التسامح والتاريخ

مبارك بين التسامح والتاريخ







■ الحياة تعلمنا منها وفيها أن التاريخ يعاد تصحيحه فيما لو تم إدخال تغيير في قصة يحتويها بصفحاته.. العملية تحتاج وقتًا فقط لكشف المزورين..
هذه العملية مكررة ولا تتوقف علي دولة دون أخري لكن يمكن أن تكون زائدة في البلاد النامية وبدرجة أقل في البلدان المتقدمة ذات الديمقراطية العريقة!
■ في مصر أعدنا الاعتبار للملك فاروق بعد ثلاثين عامًا.. ولمحمد نجيب بعد خمسين عامًا وللسادات والشاذلي وغيرهم..
وهو ما يؤكد أن العملية عندنا زائدة حبتين.. بمعني أدق تزوير التاريخ في مصر يرجع إلي التدخل الشخصي في مجريات الأمور والاتهام هنا لا يقتصر علي زعيم دون غيره!
■ الرئيس مرسي حاول تصحيح وضع مهم  بتكريمه للسادات وسعد الشاذلي.. وهي رسالة مهمة أراها تأتي.. ضمن قاعدة واضحة بضرورة احترام صاحب العطاء مهما كان.. لو لم يتم التكريم بيدك سيتم بيد غيرك..
■  في هذا الشأن أجد أن الرئيس السابق مبارك يستحق أيضًا أن يشار إليه بالتكريم.. إذا كنا نسعي لتطبيق قواعد عادلة.. الرجل كان قائدًا للقوات الجوية.. ولا يمكن أن نكرم الشاذلي ثم نهمل قائدًا بحجم مبارك..
لدي يقين أن هناك ممنوعات أمام الرئيس مرسي فيما لو أقدم علي هذه الخطوة من داخل حزبه قبل غيره وقد يترك هذا لغيره.. لكن كنت أتصور أن هناك تغييرًا..
■ هدم التماثيل وتحطيم اللوحات الرخامية التي تتضمن اسم من قام بالعمل أمور نعرفها في مصر منذ الحقبة الفرعونية.. ويظهر أننا لن نتخلص منها.. الافراج الصحي عن الرئيس مبارك هو رسالة بأننا أغلقنا صفحة الانتقام..
■ وبدأنا بناء مصر الجديدة.. مبارك في السجن وهو رجل قدم لمصر الكثير حتي لو وقع في أخطاء لكن من الظلم أن نصف عهد مبارك كله بأنه أخطاء.. كما فعلنا مع السادات وقبله ناصر وقبلها الملك فاروق! هي عادة ويظهر أنها لن تنتهي الآن علي الأقل..
■ مبارك أحد الذين شاركوا بقوة في حرب أكتوبر.. ولا يمكن أن نلغي دوره بجرة قلم.. التاريخ ينصف صاحب العطاء الرجل تمت محاكمته وقد دفع ثمنًا غاليًا من حياته علي أخطاء ودعوتي للإفراج الصحي عنه تعني رسالة للخارج بأن مصر الجديدة تقام علي أركان العدل والحرية.. وليس الحقد والكراهية..
نعم هناك بعض التجاوزات وأيضًا انتقام من جانب عدد من الذين تعرضوا للظلم سواء في الحياة أو السجون.. لكن لا يوجد نظام حكم يخلو من التجاوزات إذا كانت هناك بالفعل رغبة في أن نقدم أنفسنا للعالم بأن ثورتنا بيضاء ناصعة علينا أن نبرهن علي ذلك.
■ العفو عن مبارك قد يكون له صدي سلبي لمجموعة غاضبة.. لكنه بمثابة رسالة للعالم.. رسالة تسامح.. تعني أن هناك تغييرًا في الفكر والرؤية التغيير في مصر أتمني أن يكون علي طريقة مانديلا وليس العراق.. انفلات الشارع يحتاج وقتًا.. وتوفير فرص عمل حقيقية مرتبط بدوران عجلة الإنتاج.. مفيش فلوس ولا استثمارات إذاً يجب علي الأقل الآن حل المشاكل الموجودة ليبدأ العمل علي نظافة.. مصر الحرة أصبحت تمثل مشكلة للعالم.. وهي أمام خيارات. وأعتقد أن عددًا من الدوائر المهمة يحاول «جر» مصر إلي التصادم.. ليتم بعد ذلك حصارها وهناك نسخ مكررة في افغانستان - العراق وايران.. القيادة المصرية تتفهم ما يدور حولها من مؤامرات عالمية.. والحل هو توحيد الصف ومشاركة الجميع في القرار لتفويت الفرصة علي المتربصين.. حالة الاستنفار التي تعيشها القوي السياسية أمر يلحق الضرر بمصر.. والحل قليل من التنازلات لا يمكن لفصيل أن يفوز وحده.. إهمال الآخرين سيدفعهم للغضب والثورة.. الاحتواء والتسامح هو الحل والأمر في «يد» الرئيس مرسي وحزب الأغلبية والقوي المدنية تحديدًا.
■ حوار آخر حول ضرورة تصفية الخلافات مع رجال الأعمال العرب والأجانب أولاً وهي ضرورة ملحة.. من له حقوق امنحوها له ومن عليه شيء يدفعه!
الحوار والنقاش هو الصيغة الأفضل..  رأس المال لا يسمح بأن تصادره الحكومة وخاصة المال الأجنبي عربيًا كان  أو  دوليًا رجال الأعمال من السعودية والكويت والإمارات يتابعون تصرفات الحكومة تجاه مشروعاتهم المعطلة..