الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مبارك بين الانصاف والانتقام

مبارك بين الانصاف والانتقام





■ طالبت الرئيس مرسى ألا يكرر أخطاء الماضى للزعماء الذين حكموا مصر. عندما كتبوا التاريخ من وجهة نظرهم استبعدوا من بين  سطوره من يستحقون!!
 
 
عادة فرعونية قديمة بأن يأتى الحاكم الجديد وأول قراراته مسح آثار الحاكم السابق.. شاهدنا عبد الناصر مع فاروق والسادات مع عبد الناصر ومبارك وقع أيضًا فى أخطاء لكنها لم ترتق لأن يغير اسم مدينة السادات كما فعل السادات باستاد ناصر لكرة القدم.. لم نقرأ أن مبارك أمر باستبدال اسم شارع عبد الناصر أو السادات.. على الأقل أنا لم أسمع!
 
 
كنت أتمنى أن تكون نهاية تلك القضية غير الإنسانية على يد رئيس مصر الجديدة محمد مرسى وخاصة أنه رجل أصبح عنوانًا للإسلام وللإخوان المسلمين لكن مع الأسف أعطى توجيهات حتى لو غير مكتوبة بإسقاط اسم مبارك ورفعه حتى من المدارس التى كانت تحمل اسمه أو زوجته!!
 
 
■  كنت أتمنى أن يمنح الرئيس مرسى الرئيس مبارك حقه فى صناعة نصر أكتوبر.. مبارك فى هذا الشأن له حقوق لم ولن يجرده أحد منها وخاصة مشاركته الفاعلة فى حرب أكتوبر.. عدم الاعتراف  بها هى عملية مؤقتة والدليل ما فعله الرئيس مرسى ذاته مع السادات وسعد الدين..
 
 
 
■ عندهم حق كل من انزعج من الإهمال المتعمد من جانب مرسى لزعماء مثل ناصر والسادات ومبارك.. لا أعتقد أن رسالة مرسى فى هذا الشأن هى إعادة كتابة التاريخ مرة أخري.. لكن هذا أمر غير أخلاقى بالمرة واربأ بالرئيس أن يتورط فيه.
 
 
 
مبارك زعيم عسكرى أعطى عمره لمصر حارب من أجلها وبذل جهدًا من أجل تنميتها.. لكل حاكم فى العالم أخطاء وخصوم هكذا يقول لنا التاريخ.. حتى الأنبياء  والرسل لهم من الأعداء الكثيرين وقد دفع مبارك ثمناً باهظاً لأخطاء ارتكبها غيره. لكن لأنه كان الرئيس فهو أب العائلة والمسئول.. مبارك لم يقتل الثوار.. لم يأمر بسفك الدماء.. ولحماية أبناء مصر والحفاظ على سلامتهم قرر التنحى!!
 
 
هذه هى الحكاية الوثائقية!
 
 
أسأل إلى متى سنظل نسوق للثورة مبررات كاذبة..؟  وإلى متى سيتم خداع الناس والشباب.. صدقونى سوف يجىء يوم - وهو فى ظل الفيس بوك وتويتر وجوجل - قريبًا يعيد التاريخ كتابة نفسه بصدق وأمانة.. وقتها سيأتى قائد بعد مرسى ويعيد الاعتبار لمبارك.. وقتها قد يكون الرئيس موجوداً أو غير موجود فى الحياة وسيهاجم الأبناء والأحفاد من ظلم مبارك.
لذا كنت أتوقع أن تكون مصر الجديدة غير مصر القديمة.. طبعًا ليس فى التنمية والمرور والحياة الكريمة والاستثمارات وحقوق المواطن.. فقط.. كنت أتوقع أن تقام على قواعد أخلاقية وليس خلافية.
 
 
■ أكثر من رد فعل معى وضدى  لدعوتى بالعفو عن الرئيس السابق مبارك.. عفوًا صحيًا أو غير ذلك.. مبارك ليس تجسيدًا لكل سلبيات الفترة السابقة.. لأن المحاكمات تدور  مع آخرين.. إن للرجل إيجابيات لا أعلم لماذا الإصرار على عدم رصدها..
 
 
وهناك وزراء حاليون ينسبون لأنفسهم كل ما هو موجود قبل يناير.. انهم يتعاملون بنفس المنطق السابق والأسبق.. والحكاية معقدة.. يظهر ان التغيير الذى وصلنا حتى الآن هو تغيير سطحي.. نفس المشاكل موجودة ونفس مبررات وجودها.. لا أحد لديه الشجاعة ليقول لنا أنا أخطأت..
 
 
البعض أيد دعوتى فى مناشدة الرئيس مرسى بالعفو عن مبارك.. وآخرون رفضوا..  كنت  أتمنى أن يتفهم العالم عمليًا بأن ثورتنا  بيضاء...
 
 
■ ليس بيننا حاقد أو منتقم. أعلم أنه لولا الثورة ما رأينا كل السياسيين الموجودين على المشهد.. ان وجودهم ارتبط بابتعاد مبارك.. وأعتقد أن دفعهم للأمور فى اتجاه تصعيد «الحقد» أو «الانتقام» ضد مبارك حق لهم لكنه حق ضد العدل والإنسانية والأخلاق. أغلقوا ملف الانتقام.. إن استمرار فتحه يعنى الإفلاس فى الاقتصاد والتنمية والمرور وغيره... وهو ما يحدث..
 
 
الرئيس مرسى هو رئيس كل المصريين.. وله عندنا حقوق وعليه أن يبرهن لى ولغيرى أنه بالفعل مواطن مصرى مسلم.. يطبق كل القيم الإسلامية الجميلة.. والعفو عند المقدرة إحداها..
 
 
■ مصر الجديدة لن يبنيها الإخوان المسلمون أو السلفيون.. أو القوى الثورية أو الجبهة الوطنية.. بل يمكن لكل هؤلاء أن يجدوا معالم المرحلة.. الاستبعاد أو  التهميش أمرًا يضر.. مرسى لن ينجح وحده.
 
 
يمكنه أن يحقق أداء أفضل لو منح الجميع الفرصة.. من حق الإخوان أن يديروا.. لقد نجحوا فى الانتخابات لكن التجربة تقول.. النجاح هنا محدود وبطىء. هناك من يحاول تعطيل المسيرة وهم شريحة تسعى للحصول على مكاسب.. ليس لها أى علاقة لا بالطرف  الثالث أو الرابع أو الخامس.. لكنها مجموعة ثورية صناعة الثورة عاوزة قطعة من التورتة الثورية فهل يبدأ الإخوان بالمصالحة ولم الشمل.. أتمنى!