
كمال عامر
أزمة الحل ودور الإخوان
▪ الشارع المصرى يواجه عدد من الأزمات.. وهو أمر طبيعي يواكب التغيرات السياسية المعقدة التى تواجه كل المصريين.
الفقراء غاضبون لأنه لم يتغير وضعهم.. مازالوا يعانون من مشاكل مزمنة.. والطبقة الوسطى أصيبت بأضرار كبيرة لانحسار مصادر الرزق.. حتى الأغنياء فى بلدنا أغلقوا مصانعهم. ومع تناقص فلوسهم أصبحوا يصرخون.. الحكومة بدورها هتجيب منين.. موارد مصر محدودة.. والفوران السياسى يطارد الحكومة وقد يدفعها لاتخاذ قرارات تزيد آلام الناس حتى لو كانت زيادات فى الرواتب يقابلها ارتفاع ضخم فى الأسعار!.
لا أحد فى مصر راضٍ عن حاله أو معيشته.. وهذه الحالة طبيعية لأن التغير السياسى ضخم فى نفس الوقت هناك اضطرابات مالية مؤلمة!
والحل.. العالم كله يترقب البوصلة المصرية وأعنى الدستور وخط سير الدولة المصرية.. عندما فشلوا فى إدخال تعديلات على مسار السياسة الخارجية المصرية قرروا المراقبة.. هل مصر ستصبح دولة على نمط أفغانستان أو إيران.. أى دولة مارقة أو جانحة.. أم ستسير على نهج تونس أو غيرها.. هناك خطط لمواجهة كل الظروف المصرية تبدأ بالحصار وتنتهى بالتعاون والمناطق الحرة وضخ الأموال.. الشروط لكلا الاتجاهين معروفة.
كل ما أخشاه ألا يلتفت الرئيس مرسى للمؤامرة أو للاتجاهات العالمية ونجد أنفسنا فى مأزق مثل إيران.. نعم نحن نسير على خطى إيران.. إن لم نلتفت وننتبه.
فى حالة دستور مصرى لا يعبر عن نسيج المجتمع المصرى سنجد أنفسنا وحدنا ممكن دولة أو اثنتين معنا لكن مجلس إدارة العالم سيحاصرنا لأننا نشكل تهديداً على الأمن والسلم العالميين.
بالتالى الحصار قد يقع والنموذج الإيرانى موجود.. إذاً الحل بوضوح أن يتدخل رئيس الجمهورية وحزب الحرية والعدالة للضغط على الصقور الإسلامية للتنازل للغير.. مصر الجديدة تحتاج إلى أن تكون قدوة وتبعث برسالة للعالم.. رسالة سلام ومحبة وتنمية.. الحروب لا تفيد.. لم يعد هناك من يسوق للحروب.. العالم لم يعد يتقبل الاضطرابات أو الاعتداءات على الغير.. وهذا يضعنا فى مأزق.. أما حكام مصر يتعلمون السيناريو وتفاصيله أو يجهلون.. وإن كنت مع الرأى الأول.. مرسى درس فى أمريكا.. ويعلم جيداً كيف يفكر الأمريكان وهو يحاول جاهداً عمل «طبخة» متوازنة بما يوضح تمرير الرؤية الأمريكية مع إصلاحات مصرية حتى لا يخسر الشارع ويمنح أعداءه فرصة أو أوراقاً للهجوم عليه.
سيظل الشارع غاضباً.. وستظل الرئيس مرسى يحاول وسيظل مجموعة ترصد سلبيات العمل الرئاسى والحكومي.. وسيظل الإنتاج معطلاً.. والتنمية ضرورة.. وأرقام المسئولين لا تتوافق مع الواقع المؤلم.. سيظل المرور كارثة ولو استمر هكذا سنجد أنفسنا محاصرين فى سيارات بالشوارع والأهم أن المواطن بدأ يشعر باليأس والإحباط أمام طلبات مالية غير قادر على تلبيتها.
والحل:
الكل يقدم تنازلات ولو بسيطة.. على الأقل لنظهر أنفسنا بأننا شعب متضامن.. الإخوان المسلمين هم الآن فى سدة الحكم إذا عليهم العبء الأكبر فى عملية اقتسام السلطة.. التاريخ يقول فى حالة الاستحواذ تنشأ الصراعات والحروب وكل الحلول كانت باقتسام السلطة.
وأتصور أن الإخوان عليهم تفهم تلك العملية.. التأخير فيها يعنى أننا سنصل لنقطة ثورة الجياع، لأن المتنافسين معهم سيظلون يطاردونهم بالإشاعات ولن يتركوا فرصة إلا واستخدموها للنيل منهم.. صراع معروف وأطرافه معروفون ومن الذكاء أن يتم حل تلك المسألة مبكراً قبل أن تتفاقم ويتم إجبار الإخوان على الدولة فى مشاركة مع منافسيهم.
على القوى الثورية احترام مصر والمصريين.. على الأقل بتقصير وتضييق مساحة الاختلاف مع غيرهم.. أتمنى أن أرى هذا الحل الآن.. ولو لم يحدث ستنشأ حرب قد ندفع ثمناً لها والغرب يسعده ذلك.
[email protected]