
كمال عامر
الثورة.. وكرة القدم
كرة القدم فى مصر ليست اللعبة الشعبية الأولى فقط.. بل تشكل المزاج العام لمعظمنا.. قد لا يشكل الخبز أو أنبوبة بوتاجاز الخبر الأول فى مشاكلنا.. لكن أزمة غياب متعب ووصول المنتخب لتصفيات كأس العالم وأزمة شيكابالا.. هى الخبر الأول فى قائمة المشاكل.
المواطن المصرى لو حمل خمسة جنيهات يتجه أولاً لشراء تذكرة لمشاهدة مباراة فريقه ثم يأكل سندوتش «شحاتة» من أى صديق.. كرة القدم فى مصر نجحت فى أن تدفع كل المصريين للخروج إلى الشوارع فى وقت محدد فى ساعة محددة رافعين الأعلام فى عدد غير مسبوق حتى فى المظاهرات.. حدث ذلك بعد أن فاز منتخب مصر بكأس أمم أفريقيا.
إذاً الكرة وأزماتها تتساوى فى الأهمية إن لم تسبق أزمات المواطن بكل حياته.
بعد الثورة أجد أن كرة القدم تحررت من سلاسل كانت تحد من تطورها مثل تدخل وزارة الإعلام مثلاً فى تحديد سعر الدورى ومنع تسويق الدورى مع عدد من القنوات مثل الجزيرة الرياضية أو الـART قبل بيعها.. وزير الإعلام الأسبق أنس الفقى كان يتدخل أيضاً لتحديد سعر الدوري، ليضمن لتليفزيون مصر الأرباح.. الآن كرة القدم تحررت، مما يعنى أنها مقبلة على مرحلة تحقق فيها المليارات، والأمر هنا يدعونا إلى التدقيق فى الأشخاص التى سيقودها فى المرحلة المقبلة.
فى تشجيع كرة القدم لا فرق بين رئيس جمهورية وعامل بوفيه.. طبيب أو مدرس.. متعلم أو لا يعرف القراءة أو الكتابة.. الأهلى أو الزمالك أو المنتخب فرق كرة قدم «وَحّدت» الناس.. انظروا بعد تسجيل هدف.. المواطن يحضن من يجلس بجواره.. مشهد مكرر فى المقاهى أو المنازل أو غيرهما.. من هنا بدأ البعض فى السعى لتولى مناصب بمنظومة كرة القدم.. إن صاحبها يحصل على حصانة.. الأبواب تُفتح له.. فى المقصورة يجلس بجوار الرئيس أو الوزير أو سياسى كبير.. والشخص المنضم للمنظومة الكروية يتمتع بسفريات وعلاقات وبزنس.
رئيس اتحاد كرة القدم فى مصر هو أقوى من وزير أو رئيس وزراء.. إنه يحكم أقوى تنظيم فى مصر وهو حزب كرة القدم.. وعدد المنضمين له يساوى كل المنضمين إلى الأحزاب عشرات المرات.
اليوم انتخاب رئيس جديد لاتحاد الكرة.. أرى بعد استبعاد أبوريدة وإعادة القضاء الإدارى لمحمد عبدالسلام ثم استبعاده من سباق الانتخابات أن الرجل هو الأفضل لقيادة الاتحاد فى الفترة المقبلة.. خاصة أن الترشيحات لم تجئ بخبراء أو أشخاص لديهم تجارب فى هذا الشأن.
كنت أتمنى أن يفوز محمد عبدالسلام برئاسة الاتحاد ومعه مجموعة تتسم بالنزاهة والأهم عنده فِكر أو إمكانيات لأن النزاهة وحدها لا تكفى.
< هانى أبوريدة أهم شخصية كروية فى مصر.. عضو الفيفا وعملية اغتياله معنوياً أمر يلحق الضرر بالمواطن المصرى هانى أبوريدة.. الذين يحاولون إبعاده عن منصبه عليهم الانتباه أن هذا المنصب لن يكون لمصرى على الأقل لسنوات.. فى المقابل أبوريدة يمثل الكرة المصرية فى الفيفا.. عليه أن يبتعد عن الصراع والانتخابات.. هو أخ أكبر للجميع.
< الانتخابات فى الاتحادات الرياضية جرت بشكل طبيعى نسبة التغيير فى الوجوه لم تتعد 20٪ لكن المهم أن الأمور تبدلت.. أعضاء الجمعيات العمومية لم تعد ترضيهم أكلة كباب!!
كل ما أتمناه أن يكون حالنا الرياضى إلى الأفضل والبداية التمويل الذاتى.. الحكومة لم يعد لديها فائض مالى للصرف على الرياضة حتى لو ثار العاملون الرسميون فيها.. العملية مش ناقصة توفير الملايين للكرة أو للعبات الرياضية.
فى نفس الوقت الظروف الاقتصادية لم تعد مهيأة لجذب رجال الأعمال لعمل بزنس رياضى.. إذاً الناجحون فى الاتحادات الرياضية تقع عليهم مسئولية كبيرة ومهمة، كان الله فى عونهم.
< أسامة ياسين وزير الدولة للشباب يحاول أن يخلخل الأسوار المضروبة حول أفكار الشباب.. الحوار واللقاءات والنقاش أحد أهم المحاور لإذابة تلك السدود.. وأرى تحركاته مع شباب الجامعات مفيدة.. إدارة الجامعات لم تكن تسمح لأحد من المسئولين عن قطاع الشباب أن يحاور الطلاب قرار المنع بدأ منذ أيام عبدالمنعم عمارة واستمر حتى خربوش، وأسامة ياسين يحمل على عاتقه عودة الحياة لتواصل ما تم منذ عشرة أعوام.. المهمة ثقيلة.. لكن من خلال تحركاته حقق نتائج طيبة.. شباب مصر هم أفضل ما فيها.. والتواصل معهم يمنعهم من التطرق لأى اتجاه وهم الثروة والثورة والأمن والتنمية.