
كمال عامر
موقعة الحجارة
▪ موقعة الحجارة التي جرت أحداثها في ميدان التحرير أول أمس.. يجب أن يتم التحقيق فيها.. علي الأقل لتظهر هيبة الدولة.. دفاعات قيادات الإخوان المسلمين عما حدث من جانب شباب الإخوان بميدان التحرير ضد المتواجدين من القوي الثورية دفاعات ضعيفة وغير موثقة، لم يكن المفروض تواجد شباب الإخوان بالميدان بين شباب القوي المنافسة لهم.. تعالوا نلعب علي المكشوف ونتحدث بصوت عالٍ.. نحن لم نصل بعدإلي مرحلة الاقتناع بالديمقراطية.. حتي لو كنا نحاول تقديم أنفسنا كمؤمنين بها فإن بيننا من يرفض حتي الآن وجود قوي سياسية تعبر عن نفسها بسلام.. مع أن المفروض أننا جميعًا نؤمن به ونقره.. ومظاهرة 12 أغسطس معروفة موعدها منذ ثلاثة أسابيع للإخوان وغيرهم.. إذا نزول الإخوان إلي الميدان في هذا اليوم لم يكن قرارًا صائبًا.. حتي لو تم تسويق مبررات لها مثل الحكم القضائي علي المتهمين في موقعة الجمل.
▪ الانفلات الأمني أمر مرفوضًة، والاعتداء أو البلطجة في الحوار وغيره أيضًا إجرام.. استعراض القوة من جانب الإخوان أو غيرهم عملية مظهرية.. والشعب المصري بطبيعته لا يؤمن بالضعف.. والناس وصلت إلي مرحلة من الغضب لم تعد فيها تهتم ولا تخشي بلطجية الحوار.. قالوا لنا العنف يولد العنف.. ولا أعرف لماذا يصر الإخوان المسلمون علي تكميم أفواه خصومهم بطرق هي أقرب للممارسات التي رفضناها تمامًا.. نفس السيناريو ونفس المبررات ونفس الاعتداءات علي الخصوم.. بل أتوقع تصوير أفلام للمعارضين.. وعمل سيناريوهات للاغتيال المعنوي للمختلفين معهم.
▪ الإخوان المسلمون من خلال تصرفاتهم وردود أفعال قياداتهم بشأن موقعة الحجارة أري أنهم «مهتزون» جدًا ويشعرون بالخوف من اتحاد قوي الثورة المختلفة معهم.. ولأن الطعنة من الصديق مؤلمة وقاتلة علي عكس طعنة العدو واضحة متوقعة ويمكن الهروب منها.
▪ شركاء الأمس وأخص كل قوي الثورة المشاركين فيها أو الذين سرقوها أو الحالمين بها.. دب بينهم الخلاف فظهرت الحقيقة.. إنهم لا يؤمنون بديمقراطية الحوار.. ولا بالديمقراطية أصلاً كنهج وأسلوب حياة.
▪ موقعة الحجارة أشبه بموقعة الجمل الجاني فيها واحد وهو معروف للجميع.. لكن في الجمل تم اتهام أبرياء.. عودوا إلي ما نشر من أوهام بالصحف خلال وبعد الحادث.. نالوا براءة القاضي لعدم وجود أدلة.. في موقعة الحجارة كله بالصوت والصورة مسجل.
▪ والخلاصة أن مصر تتجه إلي نشر ثقافة الميليشيات.. كل فيصل سياسي عليه أن يجند مجموعة ميليشيات لحمايته والدفاع عنه والنيل من خصومه.. هذه فلسفة جديدة علينا وهو ما يصب في تحطيم الدولة.
▪ بدون شك الإخوان المسلمون لا يريدون أن تتحول مصر إلي لبنان وقت الحرب الأهلية.. ولا يمكن لعاقل منهم أن يفكر في هذا الأمر.. هم فقط يخشون علي أنفسهم.. في المقابل القوي السياسية الأخري درست خطة الإخوان. وبدأت في تطبيق أفكارها وأصبح لديهم مليشيات لحماية أنفسهم.. ولو لم يتم التحقيق في هذه الموقعة وتوجيه الاتهام إلي أبطالها.. أعتقد أن الأمر قد يفلت منا وقتها سنجد ألف ميليشيا وميليشيا.. الضحايا نحن غير المنضمين لأي منها فهل نلجأ لتسليح أنفسنا لحماية بيوتنا أم أن هيبة الدولة لن تسقطها ميليشيات الإخوان أو غيرها.. علي حكماء الحزب الحاكم الحرية والعدالة، والإخوان عدم إحراج الرئيس مرسي أكثر من اللازم.. إنه وحده يدفع ثمن الغطرسة والتخطيط السيئ.. هو في المقدمة يستقبل دائمًا كل الهجوم وحده وكل الأخطاء وحده وحتي الذين يدافعون عنه لم ينجحوا حتي في تسويق أفكار الرئيس.