الإثنين 28 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الملاعب فى انتظار الكرة

الملاعب فى انتظار الكرة






كالعادة حاول استغلال الموقف المؤلم الذى يواجه المنظومة الرياضية والمصريين لسقوط ضحايا من جماهير الزمالك أمام ستاد 30 يونيو فى لقاء الزمالك والأهلى نتيجة الزحام الشديد الناتج من تكدس الجماهير أمام بابى الدخول.
أعتقد أن هناك من اتجه إلى كرة القدم ليعطلها وليحرقها وليزيد من استهداف شريحة أكبر لجذبها فى الصراع مع تيار إرهابى حدد موقفه فى إلحاق الضرر بالبلد.
بالطبع هناك من استفاد وهناك من يعمل على تعظيم تلك الاستفادة من هؤلاء تجار الدم والمتربحون من الألم.
وأؤكد مرة أخيرة أن قرار عودة الجماهير للمدرجات هو قرار سياسى أمنى.. شارك فى صياغته كل أطياف المجتمع سياسيون ومثقفون ووزراء وإعلام وبسطاء من المواطنين وأن التشكيك فيه لصالح توجبه اتهام لوزير الداخلية لواء محمد إبراهيم مؤامرة من هؤلاء الذين وجدوا الحادث فرصة لمهاجمته.
الشرطة تحمى البلد كلها من قنابل الإرهابيين وأيضًا تتحمل وتدفع ثمنًا باهظًا من حياة أفرادها وضباطها وعدد شهداء الشرطة أمر يوضح مدى التضحية التى تقدمها هذه الوزارة.
فى المقابل بالفعل هناك أخطاء وممارسات وراء الحادث وعلينا جميعًا أن نتعامل فى عملية البحث عن الأسباب بتجرد من الأهواء الشخصية والصراعات السياسية لى رؤية فى هذا الأمر.. الآن:
أولاً: على رئيس الزمالك أن يقوم بدوره بشأن توفير أفضل رعاية لأسر الضحايا.. سرادق عزاء يليق وصندوق للتبرع ومجموعة قانونية فى البحث عن حقوق لهم لدى الغير.
ثانيًا: عودة مباريات الدورى فورًا وعدم الانتظار حتى لا تتداخل مواعيد بطولات إفريقيا بالتعارض مع مباريات الدورى.. خاصة أن تبريرات التوقف انتهت والتحقيقات جارية ولا علاقة بها بعودة المباريات.
ثالثًا: دراسة إقامة المباريات فى ساعات الظهيرة.. يعنى ممكن مباراتين فى اليوم.. الأولى تبدأ فى الثانية عشرة والثانية فى الثالثة مثلاً.. على أن يتم البحث فى عودة الجمهور للمدرجات وبهدوء وبالتدريج.
رابعًا: ضرورة استمرار الحوار بين شباب المدرجات من روابط الأندية والحكومة.. وأعتقد أن خالد عبدالعزيز يتحمل الجزء الأهم فى هذا الحوار المفروض أن يتم.
خامسًا: يجب توقف حالة الاحتقان مع جماهير اللعبة.. وعلى الإعلام تدارك مدى توسيع دائرة الغضب بين طرفيه الدولة والشباب.
سادسًا: من المهم أن نستفيد مما حدث.. وننظر للمشهد من منطقة أعلى وهى أن فى مصر ضحايا للإرهاب  من ضباط الجيش والشرطة والمدنيين.. وهؤلاء دفعوا حياتهم ثمنًا للمحافظة على سلامة البلد والمصريين.. وكرة القدم يجب ألا تكون إحدى جبهات المعركة، لو حدث ذلك، لدفعنا ثمنًا مضاعفًا ولسقطت أعداد أكثر فى عملية الإرهاب.
سابعًا: جماهير الكرة تمثل الشارع، وهناك خروقات واندساس لمجموعات من الشباب المتحزبين من مصلحتهم أن تشتعل مدرجات الكرة ويسقط الضحايا.
إذًا مدرجات كرة القدم مستهدفة وكل الملاعب.. والذين يمنعون ذلك هم الجماهير أنفسهم.. وعليهم مسئولية استمرار المحافظة على طهارة المدرجات من المندسين أو الإرهابيين.