
كمال عامر
مبروك.. وفاق سطيف
مبروك لفريق وفاق سطيف الجزائرى كأس السوبر الأفريقية لفوزه على الأهلى بضربات الجزاء بعد تعادل 1/1.
الأشقاء بالجزائر فازوا بالبطولة بجدارة واستحقاق وروح رياضية واضحة.. الأهلى بدوره وإدارته أيقنوا تماما بأن المباراة مهمة سياسيا أكثر من كونها بطولة للفريقين.. وأعتقد أنه من الذكاء أن تزور بعثة الأهلى قبر شهداء الجزائر الشقيق ممن قدموا أرواحهم فداء للوطن فى حرب التحرير.. والإعلام الجزائرى بدوره اقترب من بعثة الأهلى وساهم فى حوار وتفاهم.
الطرفان الأشقاء بالجزائر وبعثة الأهلى كانا على قدر المسئولية تماما.. وأعتقد أن وجود محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائرى لكرة القدم مع بعثة الأهلى مرافقا ترك بصمة جيدة فى تراجع درجة التوتر.. وجفف مصادر الخروج عن الروح الرياضية للمباراة.
رئيس الاتحاد والمسئولون بالبلد الشقيق الجزائر كان لديهم إصرار واضح على ضرورة أن تكون المباراة بين الوفاق الجزائرى والأهلى المصرى بمثابة وسيلة للم الشمل واحتفالية تليق بعلاقة بين أشقاء وأيضا مسئولين وأعتقد أن شبح تداعيات مباريات تصفيات كأس العالم فى مصر والسودان مازالت عالقة وأرى أن الطرفين حرصا على التخلص من أى آثار ضارة موجودة كنتيجة لها.
المسئولون عن الرياضة بالجزائر يتقدمهم محمد روراوة رئيس الكونفيدرالية الجزائرية لكرة القدم والمسئولون بنادى وفاق سطيف ومعهم أيضا بعثة الأهلى برئاسة محمود طاهر نجح هؤلاء فى ترطيب الأجواء وخروج المباراة بصورة تليق بالأخوة التى تربط بين الشعبين المصرى والجزائرى.
أنا شخصيا كنت مرعوبا من أى ديفوهات قد تحدث فى تلك المباراة.. وخوفى الأكبر كان فى إعادة شريط الأحداث المؤلمة لمباراتى مصر والجزائر فى مصر والسودان للعرض مرة أخرى بعد المحاولات المتعددة من الطرفين وخاصة الرسمية لمسحها من ذاكرتنا والحمد لله.. لاعبو الفريقين على مستوى المسئولية والروح الرياضية واضحة.. والجمهور أدرك التداخل بين السياسة والرياضة فامتنع عن تشويه صورة المباراة.
الصحافة والإعلام بشكل عام فى الجزائر ومصر تعلما الدرس وبرغم أنهما أكثر الجهات مسئولية عن الأحداث المؤسفة بين جماهير اللعبة بالبلدين.. فإن الوضع اختلف هذه المرة.. كل من الأطراف قدم مساعدات مهمة فى عملية خروج اللقاء بصورة مشرفة ويظهر أن الإعلام فى البلدين أيقن أن الأخطاء التى ارتكبت لصناعة المشهد المؤلم إياه هو صانعها.. لذا كان الحرص من الإعلام المصرى تحديدا واضحا ومؤكدا.. بل تسابق فى ترطيب أجواء لقاء الوفاق والأهلى.
أنا سعيد بالشكل الحضارى الذى خرجت به المباراة وبالتزام الفريقين بالقيم والأخلاق الرياضية.. والتأكيد على أن اللقاءات الرياضية وسيلة للتقارب بين الشعوب والأشقاء.
نجح الأهلى ووفاق سطيف الجزائرى فى تصحيح المسار وتدعيم العلاقة بين الشعبين.
مبروك وفاق سطيف
هارد لك.. أهلى