
كمال عامر
علام.. والمدرب الأجنبى
آه لو نجح جمال علام رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم فى التعاقد مع المدرب هيكتور كوبر لقيادة المنتخب الوطنى المصرى يبقى علام كده دخل التاريخ من أوسع أبوابه لأن كوبر يملك سيرة ذاتية هى الأفضل والأقوى بين كل الأجانب الذين حضروا لمصر للتدريب أندية أو منتخبات منذ دخول اللعبة فى مصر.
كوبر قاد عدداً من الفرق العالمية التى لم يقترب منها كل من تولى التدريب فى مصر من الأجانب فى إيطاليا وأسبانيا وغيرها.. المفاوضات مع كوبر بدأت بأن طلب المدرب 145 ألف دولار شهريا.. علام قال هروح السجن واقترح 50 ألف دولار فقط، وبعد مارثون من التفاوض تمت الموافقة على 65 ألف دولار للمدير الفنى + مدرب أحمال + مترجم بخلاف الضرائب والسكن.
طيب لو عرفنا أن الأهلى بيدفع 48 ألف يورو شهريا لمدربين والزمالك يدفع 74 ألف يورو شهريا لمدربين ولو عرفنا حسن شحاتة المدير الفنى لمصر كان يحصل على 320 ألف جنيه شهريا وشوقى غريب على 130 ألف جنيه وحمادة صدقى على 100 ألف وأحمد سليمان وسمير عدلى على 88 ألف جنيه شهريا.
وهو ما يجعل الفروق مع الطاقم الأجنبى الجديد متواضعة.
أمر آخر اتحاد الكرة كمجلس إدارة التصويت كان 8 أصوات لصالح كوبر وصوته واحدًا لصالح حسن شحاتة لنائب رئيس الاتحاد حسن فريد وصوت للمدرب الوطنى دون تحديد الاسم لصاحبه خالد لطيف، إذا كوبر جاء بالإجماع وأن جمال علام رئيس الاتحاد كان قد غير رأيه فى تأييد جريس أولا ثم حول صوته لصالح كوبر.
الملاحظة الثانية أيضا أن طرح مدرب وطنى لقيادة منتخب مصر كانت فكرة لم يلتق حولها مجلس إدارة اتحاد اللعبة وهو هنا محق نظرا لانقسام الشارع والإعلام حول الاسم فقد اتضح أن هناك «لوبى» مع حسن شحاتة «ولوبى» مع اسم حسام البدرى ومجموعة مع طارق العشرى وأخرى مع حسام حسن ولو تم اختيار أحدهم لن يتوقف المرفوضون من صناعة القلق والتوتر.. ثم نعكس السؤال: لماذا تستعين الأندية مثل الأهلى والزمالك والمصرى وسموحة وغيرها بالأجانب.. ثمة أمر آخر هل امكانيات الاتحاد المصرى لكرة القدم المادية تتيح له تحمل فاتورة الجهاز الفنى الجديد بما فيها الضرائب والإقامة والانتقالات والتى قد تصل إلى 16 ألف دولار شهريا أى 80 ألف جنيه شهريا خاصة أن وزارة الشباب أو الحكومة جهات تعانى أزمات.
الإجابة نعم يمكن لاتحاد الكرة أن يتغلب على تلك المعضلة.. هى المرة الأولى التى ينجح فيها اتحاد الكرة فى توفير راتب لطاقم أجنبى وبتلك القيمة لمدة سنتين من الآن! وحتى تصل موارد جديدة.
اتحاد الكرة برئاسة جمال علام فى خزينته 1.7 مليون دولار وينتظر حصة من 30 مليون جنيه ديون دورى هذا الموسم لدى تليفزيون مصر و5 ملايين جنيه من التيفزيون المصرى لعقد الدور الـ32 لافريقيا.. و6.5 مليون و250 ألف جنيه لدى شركة بريزنتيشن كدفعة من حقوق الدعاية للأندية.
إذا لو نجح جمال علام رئيس الاتحاد المصرى فى انهاء التعاقد مع كوبر سيكون الرجل قد حقق عددًا من النجاحات من العيار الثقيل.
رئيس الاتحاد المصرى للعبة يقود سفينة كرة القدم المصرية بهدوء وعقلانية وشفافية وبرغم الأمواج الهائجة التى تحيط بها.
بالفعل الناس مصدومة من علام لأنه خلق حالة جديدة لم نتعود عليها وهى التعاقد مع كبار مدربى العالم بأسعار تتلاءم مع ظروفنا.. بالطبع ستظهر عوائق.. وسيهاجم كوبر وفى النهاية لن ينجح كوبر فى مصر إلا باصطفاف المنظومة الكروية حوله وتقديم الإعلام المساندة المطلوبة.
فيما لو أنه بالفعل يسعى لأن تصل الكرة فى مصر إلى مكانة وسط الكبار.