
كمال عامر
أهدافنا الرياضية المفقودة
إذا ما نعيشه رياضيًا عبارة عن قضاء وقت ممتع، مفيد، أو قتل الوقت، بنشوف فريق ونشجع ونصرخ ونفرح أو نتألم.
ما نعيشه فى عالم الرياضة عبارة عن سراب.. أشبه بما يواجهنا فى قطاعات أخرى.
الرياضة عندنا فى مصر.. لا قيمة لها إلا لقتل الوقت.. وأيضًا استنزاف لموارد البلد ولو حققت ميدالية أو بطولة نقيم الأفراح ونعيش الحلم وكأننا غزونا «عكة» وأم دورمان!
فى دولة مثل مصر الإمكانيات موجودة حكومة ترضخ وتدفع للرياضة ولصوت الرياضيين وتصرف الملايين من الجنيهات سنويًا كإنفاق مباشر وآخر غير مباشر.. الاتحادات واللجنة الأوليمبية حصلا على 110 ملايين جنيه.. والملاعب والاستادات تم إنفاق ما يقرب من 220 مليون جنيه للتجديدات بخلاف 500 مليون جنيه مخصصة للمركز الأوليمبى ينفق منها 200 مليون دفعة أولى للتطوير والترميم.
الحكومة تتحمل تلك الأموال عن طيب خاطر، أولى إرضاءً للمنظومة الرياضية بما فيها الإعلام الرياضى.
فى المقابل نجد أن المنظومة الرياضية ارتضت أن تكون مهمتها إلهاء الناس ولو تحققت الانتصارات أهلاً وسهلا.. لكن بالتركيز الانتصارات محصورة بين فوز الأهلى أو تعادل سموحة وضربة جزاء للزمالك.. بينما الطريق إلى البطولات العالمية أوليمبية أو غيرها مازالت نتائج المصريين فى هذا الشأن متواضعة.. جدًا.
طيب هل يستمر الحال هكذا.. أو تحديدًا أن تكون الرياضة رسالة للتسلية وهو ما يجعلنا نصطدم بالواقع.
بعد مشوار من مراقبة ما يحدث فى الوسط الرياضى أرى أن الوقت الآن مهيأ لإعادة النظر فى ماهية ووظيفة الرياضة بشكل عام.. والمطلوب من القائمين عليها حتى لا تختلط الأوراق ما بين هدف تحقيق الميداليات.. ونشر المفاهيم الرياضية وجذب الناس لممارسة الرياضة.. وأيضًا التسلية أو المتعة العائدة من مشاهدة المباريات.
لو أننا حددنا المطلوب فى ضرورة تشجيع الشعب على ممارسة الرياضة.. هنا على الحكومة أن تركز فى هذا الشأن ثم نغلق ملف البطولات أو غيرها ونرفض الطلبات المالية المتداخلة فى الأهداف!
ولو أننا قلنا وأعلنا والتزمنا بأن الرياضة لها هدف تحقيق الميداليات يجب على الحكومة هنا أن تهتم بمن «وعد» وعليها المحاسبة وإن كنت أظن أنه لا أحد فى المنظومة الرياضية يمكن أن يخضع للمحاكمة أو حتى للفت نظر، والتجارب تقول أنه لا أحد تمت معاقبته لتقديمه بيانات مزورة فى بطولات كبرى.. حول الميداليات المتوقعة، واتضح أنها بيانات كان يسعى المسئول بالاتحادات من خلالها إلى الحصول على ميزانيات مالية أكبر مما يستحق، وأعتقد أن حكومات ما قبل يناير، وحتى الآن من الصعب جدًا أن تحاسب على تزوير التوقعات، ولو حدث سنجد ألف رد بأن الرياضة ممارسة.. والنتائج لا تفيد!!
الرياضة فى مصر أرى أنها تخلفت عن قطاعات أخرى بدأت تتعافى وتخطط للمستقبل.. ولو استمر الحال الرياضى هكذا.. ربما ستنهار.. أو ستؤمم مثل المشروعات الخاسرة.