الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رسالة إلي د. السيد البدوي

رسالة إلي د. السيد البدوي




عندما تولي د. السيد البدوي رئاسة حزب الوفد استبشرنا خيرا .. فالرجل حصل علي المنصب بشفافية وديمقراطية وبرغبة أعضاء الوفد وقياداته .. تولي البدوي رئاسة الوفد في ظروف صعبة وكان من اللافت وقتها أن الحزب مهدد بالمشاكل والاتهامات المتبادلة والانقسام وهو ما كان يؤكد وجود «جُزر» منفصلة داخل الحزب تتمتع كل منها باستقلالية .. خصوم الوفد قالوا إن البدوي متعاون مع الوطني .. وحاولوا عرقلة مسيرة البرنامج الإصلاحي للبدوي والذي حاول ومازال يسعي لتطبيقه .. سفينة الوفد قد تعرضت لهزات قوية من داخل الحزب وخارجه وهي ليست مثل سفن الأحزاب الأخري نظرا لعراقة الحزب وسنوات خبرة وحنكة المنضمين إليه.. وقد نجح د.السيد البدوي في المحافظة علي سلامة سفينة الوفد.. وواجه رئيس الوفد وحزبه هجوما قاسيا من الأحزاب المنافسة وتعرض للطعنات من قيادات الحزب الوطني حيث أظهر رئيس الوفد غضبه لهم ورفض أن يكون مستأنسا.

وقد رفض رئيس الوفد الجديد صفقات الوطني وتحمل بشجاعة خياراته ودافع عن الوفد ضد محاولة تفخيخ الحزب من الداخل كعادة خصومه .. برغم أن المعارضين القدامي ومنهم الوفد تحمل «رذالة» قيادات الوطني وسخافات التصريحات والتلميحات والمطاردات السياسية والإعلامية ومحاولات الاغتيال المعنوي للبدوي وزملائه أعضاء الوفد  إلا أن الوفد خرج بأقل الخسائر .. لم يتحالف مع أحد وفضل المحافظة علي حزبه دون الالتفات لنجاح مؤقت.
بعد الثورة وبرغم أن الوفد تراجعت حصته المعنوية والسياسية.. وفي ظل ظهور الثوريين الجدد وغضب الشارع أو توتيره تجاه الأحزاب القديمة.. وانتقال حالة الغليان إلي كل الأحزاب عن طريق المجموعات الشبابية .. إلا أن البدوي نجح في المحافظة مرة أخري علي سفينة الوفد والتي تعرضت لتيارات سياسية عنيفة .. نجح الرجل في فرض الوفاق وحاول التواصل مع الشارع.. البدوي يحاول المواءمة ليظل وحزبه علي الساحة السياسية دون تصادم وهو أمر برغم صعوبته الآن.. حيث يراقب الشارع ويمنح صوته طبقا لنبرة صوت المعارضين وموضوعيته.
الوفد في حاجة للمراجعة .. وعلي البدوي الانتباه بأن اللعب من تحت لم يعد مقبولا لأن الأصدقاء يستغلون ما لديهم في الوقت المناسب.
عودة الوفد ليحتل مكانه الطبيعي علي الساحة السياسية بعد الثورة يواجه بعراقيل أراها من الداخل وهي ما تنعكس علي الشارع.. البدوي يرأس الوفد في لحظات تاريخية.. إما أن يكون أو لا يكون وهو مدرك لذلك.. وعلي الجميع مساعدته فيما لو أرادوا أن يكون للوفد مكان وصوت وتأثير كعادته.
الشارع السياسي الآن ملتهب.. وهناك كل الأطياف السياسية.. صاحب التاريخ، ومزور التاريخ.. شخصيات دفعت ثمنا في مقاومة النظام ومجموعات نشلت المشهد والبرواز.. هناك أحزاب فعلا تمتلك برامج وخطط، ورؤية.. لكنها تفتقد لمن يصل بما لديها للناس شارحا أو موضحًا.. إعلام يصنع من التلميذ أستاذًا.. والحشاش أسطي ومفكرًا.. الشارع السياسي في مصر الآن أشبه بسوق النصرية.. فيه وفيه وفيه.. وعلي الأحزاب التاريخية أو كبار الحزبيين التواصل.. الشباب في حاجة لخبرة الكبار.. والشباب في أشد الحاجة لما لدي الكبار من إمكانيات والكبار في حاجة إلي التجديد والشباب هم الحل.
بين الأحزاب التاريخية والجديدة سينشأ صراع بينهما وقد بدأ.. والجديد يكسب وحتي لو كان بلا أفكار.. فهو قادر علي فعل أي حاجة حتي لو كانت غير أخلاقية لأنه علي يقين بأن الدولة والشارع خير الغافرين.