رسالة إلي مرسي؟

 
▪ بالطبع لا يوجد في الدنيا من حصل علي تأييد الجميع.. هناك دائما معارضون.. وقد عشنا سنوات نراقب ونكتب ونرصد النتائج.. ونحاول الإصلاح والتصحيح.. نجحنا وفشلنا وهي أمور عادية.. وبعد يناير.. سمعنا مبررات الحدث.. ودققنا.. وحدث اجماع علي الأهداف والمبادئ وبدأنا نحلم مع الثوار بغد أكثر اشراقا.
ونجحت الثورة وبدأ الثوار في ترتيب البيت بعد اختيار الإخوان المسلمين كمندوبين عن كل الميادين.. الرئيس مرسي نجح أيضا بمنصب رئيس الجمهورية.
وبدأنا نحلم بتطبيق الشعارات المرفوعة.. ولكن بمرور الأيام بدأت الألوان تتضح.. دخلت علينا الألوان الأسود والأحمر والبني بعدما كنا نحلم بالأبيض والأخضر.. وبدأنا نسمع كلمات التبرير للسقوط والفشل.. نغمة لم تتغير.. وبمرور الوقت زادت الفجوة بين الرفاق.. بعد أن انفرد الإخوان وتعاملوا مع البلد كأنهم الفصيل الوحيد صاحب الثورة وهو موقف مغلوط.. بمرور الوقت وعند أي اخفاق أو عدم تحقيق شعار يزداد غضب الرئيس مرسي والإخوان.. والآن الناس بدأت تتضايق وتشعر بالخنقة من الثورة والثوريين وأنها لم تعد عليهم إلا بالفقر خاصة بين البسطاء.
▪ الرئيس مرسي هو رئيس كل المصريين.. ولكنه مازال يتصرف علي أنه ضد المصريين باستثناء الإخوان المسلمين.. ولقد كنت أول من رفض خطابه الأخير أمام قصر الاتحادية وسط عدد من أنصاره، ثم تصرفات الرئيس عصبية.. وراجعة إلي عدم تحقيقه لما يدور في ذهنه من أجل المصريين.. المشاكل متنوعة.. والامكانيات قليلة.. والاحلام أكبر.
▪ سيادة الرئيس.. أنت لست وحدك قد تكون الوحيد صاحب كرسي الرئاسة.. لكن هناك شركاء دفعوا ضريبة وثمنا باهظا لكي تجلس فوق هذا الكرسي.. من حقهم عليك أن تسمع لهم وتوافقهم وتتقاسم معهم السلطة.
سيادة الرئيس.. لا انفراد بالسلطة.. لقد كنت والإخوان أول من اتهموا مبارك والمجموعة الوزارية بأنهم انفرودا بالسلطة.. وها أنت تعيد المشهد وتنفرد بها بل أكثر مما كان مبارك، أبوالفتوح وحمدين والبرادعي ومعهم جورج اسحاق وإبراهيم عيسي وأيمن نور ومحمد عبدالعليم وجمال زهران بجانب الكتاتني والشاطر وغيرهم لا يمكن أن تجردهم من نضالهم سواء كان صحيحا أو غير ذلك.. دفعوا ثمنا باهظاً.. الآن يا سيادة الرئيس هناك من يتهم هؤلاء - بدون الإخوان - أنهم عملاء وعلمانيون وسارقو سلطة.. هذا شيء مؤلم ومشين.
ثم أنت الذي حاولت تزرع لنا أملًا جديدًا في ديمقراطية جديدة.. شعارات جميلة رفعتها وسوقتها.. لكنك تصرفاتك كانت صادمة ومؤلمة.. عودة مجلس الشعب وعزل النائب العام.. وغيرها من الأمور التي تؤكد أن لك قصة شخصية مع تلك الجهات.
هاجمت الشرطة يا سيادة الرئيس.. وأنت خارج القصر الجمهوري.. والآن تدافع عنهم.. دفعت بالشباب لحرق وزارة الداخلية واشعال شارع محمد محمود في الانتفاضة الأولي.. وبعد ذلك وصفت المشهد بأنهم مخربون عندك حق وهذا رأيك.
لكن يا سيادة الرئيس لك شركاء.. ولا يمكن بأي حال أن تحصل لنفسك علي الشركة كلها وتطرد الجميع.. الثورة قام بها مجموعة وعليك ألا تهمش أيًا منهم.. لهم عليك حقوق وليس لك عندهم أي حقوق.
▪ سيادة الرئيس.. الجيش والقضاء والشرطة أضلاع مثلث الأمن القومي المصري.. الإعلان الدستوري الأخير عدوان علي السلطة القضائية.. واضعافها وتأميمها لصالح فصيل سياسي وهو أمر لا يخدم طموحاتك وأهدافك.. لأن الفائدة من قراراتك كما أظن فرض الهدوء لكي تتاح لك فرصة للعمل والانجاز.. لكن أيضا مشكلة لأنك سلبت أهم عنصر في الحياة السياسية الآن وهو الأمن.
الإعلان الدستوري الأخير صادر حقوق الآخرين عندك وأكد حقوقك وحدك وهو أمر لا يستقيم مع شعاراتك المرفوعة منذ بدء ترشيحك لمنصب الرئيس.
سيادة الرئيس لا تغضب ممن أطلق عليك صفقة فرعون.. فلم نر رئيسا لمصر جمع بين كل السلطات ولا تغضب ممن يهاجمك فهذا أقل رد فعل علي تهديد حياة الناس، ولا تغضب ممن يتنبأ لك بالاخفاق في صناعة نهضة حقيقية لمصر.. لأن الواقع يقول إن هناك فروقًا بين الشعارات التي ترفعها والحقائق علي الأرض.. لسنا ضدك.. لكن تحلم بأن تكون لنا القدوة.. خطأ مرسي بألف خطأ أنه الرئيس.. والحكاية أنه لم يعد يتحمل آلام المصريين والواقع أيضا يؤكد أنه ضاق بنا.. وبمشاكلنا.
سيادة الرئيس.. تذكر أن حالة الغضب أو المظاهرات المضادة لم تخرج من نفسها.. لقد كانت رد فعل لقرارات أصدرتها أنت.. إذا أنت الملام.. وحتي حالات الجدل التي أراها مؤخرة ومعطلة للعمل كانت صناعة الإخوان.. وأذكرك بتسجيل مكالمات ضيوفك للسيطرة عليهم.
▪ أنا شخصيا أكرر عندما أسير بجوار قصر الاتحادية اللهم ساعده في حل مشاكلنا وألهمه الصبر والقرار الصحيح، في نفس الوقت لا أخفي سراً بأن حالة الغضب بالشارع قد انتقلت لي.. من حقنا يا سيادة الرئيس أن نغضب منك ومن ممارسات غير مفيدة للإخوان أو غيرهم.
سيادة الرئيس.. لا أحد منا خالداً.. أمامك فرصة تاريخية للم الشمل مصر منقسمة.. اقتلع جذور الفتنة والتي يرويها خصوم وأعداء الوطن بالشعارات والدولارات والتحركات السرية.. الأمر بيدك.
 [email protected] kamal