الثلاثاء 29 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أمام الاتحادية

أمام الاتحادية






■ فى المجتمعات الديمقراطية.. لا أحد يمكنه أن ينأى بنفسه عن المعارضة لو كان مسئولا.. لا يمكن أن يكون هناك اتفاق تام حول الرسميين.. فى المقابل المسئولون لدينا.. مازالت لديهم ارتكاريا من المعارضة.. من علامات التغيير أن يبتسم المسئول فى وجه المعارضة حتى لو كانت عنيفة.
■ فى مصر: الأغلبية ترفض النظر أو التوقف عند أى انجاز.. لا تعرف حكمة شكراً ولا تعترف بها.. السلبيات دائما هى الجاذبة للمؤيد لو أراد استمرار شعبيته أو المعارضة الذى يطمع فى حجز مكان له!!
■ بعد صلاة الجمعة فى مسجد عمر بن عبدالعزيز المواجه لقصر الاتحادية ناحية الغرب وشارع الميرغنى.. أعادت ذاكرتى شريط أحداث الاتحادية وتفاصيل الضرب والحرق والقنابل والغاز والمولوتوف والبلاك بلوك.. والأسوار الخرسانية بخصوص الحماية من اقتحام القصر فى زمن حكم الإخوان.. الآن تم توسيع شارع الميرغنى بإضافة مساحة 60٪ من مساحته السابقة.. تم هدم السور الخرسانى وإقامة سور حديدى بسيط لا يمنع تفاصيل سور القصر وشكله الجمالى.. لم تعد هناك ميليشيات ولا تشديد أمنى.. ولا قناصة تحمى أشخاصاً.. ساكن الاتحادية يتمتع بشعبية كبيرة.. يتحرك بسهولة وبساطة والرجل أو ضيوفه لا يزعجون أحداً من الجيران.. حتى أثناء زيارات الضيوف.. قطع الطريق يستمر لأقل من عشر دقائق.
طبعا هناك تغيير كبير فى كل الأمور.. يكفى أن حياة السكان المحيطين بقصر الاتحادية كانت مهددة طوال فترة حكم الإخوان.. كان من الممكن أن يقتل ابنى أو صديقى أو أنا فى أى وقت حتى لو كنت فى منزلك.. وليس فى وسط الأحداث كما كنت سرحت بعد صلاة الجمعة وأنا جالس بجوار سور المسجد مستندا بيدى وعيناى على القصر الجمهورى وشارع الميرغنى.. وظل سؤال يراودنى مضمونه: ماذا لو استمر الإخوان.. فى حكم مصر؟ الإجابة ليست كما قرأناها سواء بالقلم أو بالكلام.. لكن أضيف.. كفاية أنك تشعر بأن حياتك انتهت بقرار ظالم من مسئول فى شارع الأهرام شمال سور قصر الاتحادية المحلات كانت قد أغلقت وتم سرقة ما بداخلها.. حتى أنطوان «الحلاق» الوحيد بالمنطقة أغلق محله وكان يحرسه بالجلوس على كرسى أمامه.. الجراجات بالمنطقة شهدت اعتداءات.. واشتباكات وضحايا.
عدت بالذاكرة لسيناريو 30 يونيو وكيف تجمع المصريون؟ لماذا صرخوا وهم يهتفون «ارحل..» أغان وطنية.. صلاة ومصلون ودوائر لحماية المصلين.
تذكرت كيف قطعت مسافة 600 متر هى طول السور الغربى لقصر الاتحادية فى ثلاث ساعات وقد كدت أن أموت.. وقتها علمت وتعلمت وعرفت.. يعنى إيه ناس بتموت من الزحمة.
أملك أسرار أدق تفاصيل ما حدث فى محيط قصر الاتحادية منذ يناير 2010 لأننى شاركت فى كل الاحداث واقتربت منها لمسافة سنتيمترات.. لم أكتف باستجوابات لكننى شاهد عيان على عمليات الاغتيالات وهندسة المواقف.
■ سرحت مع منظر لرؤساء أحزاب وهم يقفون فى الاطراف خوفا من الجماهير.. ويحيط بهم مجموعة مؤجرة لحمايتهم.. ما يؤكد أن 30 يونيو صناعة شعب.. ليس للسياسيين دور فيها.
استيقظت على صوت الحاج محمود قنبير رجل الأعمال وهو يقول لى «حرما.. جمعة مباركة» كان ردى.. علينا وكل المصريين.. وعلى كل من سقط منه نقطة دماء طاهرة فوق رصيف الشارع أو غيره.. وهو يدافع عن بلده.. يارب أنت سبحانك الأعلم بحالنا والبلد.. امنحنا الخير.. بارك لنا فى بلدنا وأهلنا.
أمين..