
صبحي مجاهد
الأزهر ومؤسسة القرن الأمريكية
كان الأزهر على مر التاريخ رافضا للتعاون مع كل ما من شأنه يدعم الوجود الإسرائيلى أو التعاون مع أى مؤسسة تدعم الكيان الصهيونى وقضاياه الخاصة، ولكن منذ أيام طالعنا الأزهر عن قبوله التعاون مع مؤسسة القرن الأمريكية فى نشر افكاره المواجهة للتطرف.
إلا أن المفاجأة التى ظهرت أن تلك المؤسسة ذات ميول داعمة للأمن الإسرائيلى وهى مؤسسة مدعومة من مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، وتركز أنشطتها فى منطقة الشرق الأوسط وبالقضايا المرتبطة بإسرائيل ولها مقرات ومكاتب فى لندن وتل أبيب وبغداد وأمريكا.. ومن أهم الأعمال التى تقوم بها المؤسسة تدريب الإعلاميين العرب، حيث كان لها دور مهم ومؤثر فيما سمى بـ«الثورات العربية»، ووفقا للتقارير الصحفية المعلنة عن المؤسسة فإن رئيس المنظمة هو الصحفى البريطانى ويليام موريس المعروف بميوله اليهودية، وله علاقات شخصية وقوية مع حسين الصدر وعمار الحكيم، ويزورهما فى العراق باستمرار، ومن أعضائها المؤسسين آرى راث وهو صحفى إسرائيلى نمساوى مقرب من شيمون بيريز، وديفيد ساسون وهو تاجر إسرائيلى من أصل عراقي، ولورد ديفيد إليانس إيراني-إسرائيلي، ويونى ياكوب رئيسة الجمعية العالمية للمرأة اليهودية، ويتضمن مجلس الأمناء عددًا من الحاخامات اليهود أبرزهم الحاخام هيرشيل غلوك. وتكرم المؤسسة مجموعة من الصحفيين كل عام، والذى يعتقد بأنهم ينفذون مشروعاتها وأفكارها المنبثقة عن مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط (الخارجية الأمريكية).
الغريب أن عرض المؤسسة التعاون لاقى قبولا من قبل وكيل الأزهر د. عباس شومان دون أن يدرى ماهية المؤسسة ويتعرف على اهدافها وقام الأزهر على الفور بإصدار بيانه المعتاد عقب اللقاء ليعلن وبكل فخر بحث هذا التعاون، وأن المؤسسة عرضت العمل على نشر الجهود التى يبذلها الأزهر الشريف فى مواجهة الجماعات والأفكار المتطرفة دون أن يدرى كيفية استخدام هذه المؤسسة لجهود الأزهر.. ولم يكن مستغربا فى اللقاء الذى تم فى الأزهر توجيه دعوة الإمام الأكبر دأحمد الطيب شيخ الأزهر، لحضور المؤتمر الدولى الذى ستعقده المنظمة فى سويسرا والذى يناقش التعاون بين أتباع الأديان لمواجهة التطرف والإرهاب وهو مؤتمر يحضره حاخامات يهود من إسرائيل..وأضاف: أن المؤسسة تتطلع لتعاون مثمر مع الأزهر الشريف لمواجهة الأفكار والأيديولوجيات التى تنطلق منها داعش لتبرير اعمالها خاصة بعد انضمام عدد كبير من الشباب الغربى لها.