الثلاثاء 29 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أبوتريكة..

أبوتريكة..






■ من الممكن أن نستيقظ صباحا على خبر اتهام لى أو لغيرى من العيار الثقيل.. إرهابى.. إخوانى.. أيا كان المسمى.. وإلى أن يتضح أن العملية تشابه أسماء مثلا.. الإعلام يكون قد أدى دورا فى اغتيالى.. وأصدقاء تطوعوا لتبرير الاتهامات يطالبون بإضافة تهم جديدة.
منذ يناير  2011 عشنا أسوأ أيام حياتنا.. تطلع من البيت.. مش ضامن ترجع التهديدات تتراوح ما بين القبض عليك وقائمة الاتهامات جاهزة.. صناعة إعلاميين أو محامين نيابة عن ناس بينك وبينهم خلاف أو خصومة سابقة أو حقد!
عشنا أسوأ أيام عمرنا من ناحية الفوضى.. وغياب القانون ومؤسسات الدولة لدرجة أن سائق الميكروباص كان يحكم الشارع والويل لمن يتخطاه بالطريق أو خارجه!!
كان الموت يطاردنا من كل جانب المشكلة لا تعلم من الذى ستموت على يديه!!
كان شغلى الشاغل.. يارب أهلى يعرفوا مين اللى قتلنى على الاقل ليثأروا لى قضائيا أو بيدهم!!
تذكرت هذه الأيام السوداء.. وأنا أقرأ عن عودة نفس السيناريو باتهام محمد أبوتريكة بأنه ممول للإرهاب وخاصة الإخوان المسلمين منهم.. وأنه شريك فى توفير الدعم المالى للإرهابيين ووجوده كمساهم فى إحدى شركات السياحة التابعة للإخوان.
القضية هنا أن الإعلام لم ينتظر التحقيقات وبدأت محاكمة أبوتريكة فى الاستديوهات.. وأمام الميكروفونات وفى الصحف.. والنتيجة كما لمسناها.. وصل تضخيم الموضوع إلى درجة تصوير أبوتريكة على أنه المرشد العام للإرهابيين أو قائد تنظيم داعش!! وهو ما لم يحدث أو تثبته التحقيقات أبوتريكة قد تختلف معه فى موقف.. أو لعبة لكن فى النهاية لا يمكن أن يتحلى شخص بأخلاقيات وسلوك منضبط طوال حياته ثم يتحول فجأة من قديس إلى إرهابى.
أنا ضد تضخيم الأمر.. ولو أن هناك خطأ ارتكبه اللاعب عليه أن يتحمل نتيجته أما أن ينظم الإعلام استفتاء على أبوتريكة فى محاولة لاغتياله أمام محبيه.. الأمر هنا مختلف وملتبس.. من الممكن أن أشارك فى عمل.. ثم يتضح لى أن شركاء لى متورطون فى مخالفات أو جرائم.. ممكن لكن السؤال: ما هو الضرر الذى ألحق أبوتريكة فى المجتمع؟!
وأكرر إذا كان بعض الإعلاميين يشعرون بالغيرة من شهرة أبوتريكة أو يحاولون الحصول على نصيب من شهرته.. عن طريق التشويه والاتهامات الأمر هنا مزعج.. وغير عادل.
نحن جميعا ضد الإرهاب.. ومع الدولة فى تجفيف منابع الإرهاب والضرب بقوة على يد هذه الفئة الظالمة.. والقاتلة.. والرافضة لتعافى البلد بشكل عام طمعا فى الحكم نحن جميعا ضد الإرهابيين والقتلة سواء مسلمين أو غيرهم.. دول أو أفراد.. ولا أعتقد أن أبوتريكة إرهابى.. ولا يمكن أن يكون كذلك.. رجل أسعد المصريين.. وضع مع زملاء له البسمة وروج الفرحة والانتصار لذا لا يمكن أن تتعامل مع ما حدث بمنطق الحرق.. حرق أبوتريكة.. وحرق تاريخه يجب أن نضع المشكلة فى حجمها وأكرر لو أن هناك ما يدين اللاعب يجب أن نعلمه.. ولو أن يد أبوتريكة ملوثة فى قتل المصريين.. أو إلحاق الضرر بالبلد ككل.. يجب التوضيح.
إلى أن يتم الكشف عن ملابسات ما ارتكبه أبوتريكة بشأن المساهمة فى شركة سياحية مع الإخوان واستخدام الشركة كغطاء لأعمال ضد البلد.. إلى أن يتم ذلك.. لن نغتال أبوتريكة ولن نؤذيه باتهامات من صنع عقول بالإعلام يمثل لها اللاعب مشكلة نفسية نتيجة شهرته.
■ عيب قوى أن تحاول صناعة تاريخ لك على حساب القيم والأخلاق والعدل.. ضع تاريخك بنفسك.. وإن فشلت أعد اكتشاف ما لديك.
■ خلى بالك.. التاريخ قد يخدع السياسيين والمتابعين.. لكن فى النهاية لا ينصف إلا العمالقة.
■ معظم كتب التاريخ مزورة.. لأن من كتبها كان يعمل لدى مسئولين أرادوا تسويق وجهة نظرهم دون أدنى اهتمام بالحقيقة.