الجمعة 25 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مرسى.. لن يقتل شعبه

مرسى.. لن يقتل شعبه





الإخوان المسلمون هددوا بالنزول إلى ميدان التحرير غداً.. التصريحات التى تخرج من عندهم تقول إنهم يسعون لاستعراض العضلات.. أعتقد أن الإخوان اطلقوا بالونة اختبار.. على الأقل لنشر الخوف بين المعتصمين بميدان التحرير.
 
■ الإخوان سبق أن رفضوا التظاهر أمام قصر عابدين وجامعة القاهرة حقنا للدماء وحفاظا على وحدة الصف.. والملاحظ أن خبر تظاهرهم بميدان التحرير فرقعة إعلامية ويكذب كل ما سبق أن أعلنوه بشأن وحدة الصف أو المحافظة على أرواح الناس.. الحقيقة أن الرئيس مرسى لن يوافق على تظاهرة للإخوان.. لأنه المسئول الأول على كل المصريين وحياتهم وأمنهم.. رسالة الإخوان من خلال التهديد بالنزول إلى ميدان التحرير أمر مفهوم فى ظل رغبة إخوانية فى  التواجد ووقف المكاسب السياسية لخصومهم.
 
 أنا شخصيا غير متوقع لنزول الإخوان للتحرير وأرى أن هذه بمثابة بالونة اختبار وعامل ردع وأن الإخوان المسلمين لن ينزلوا التحرير.. السبب أن النزول يعنى فرصة لسقوط ضحايا.. أو احتكاك خشن.. وأعتقد أن نزول الإخوان يقوض كل تصريحات المرشد محمد بديع وقيادات الإخوان بشأن تبرير الغاء مظاهرة جامعة القاهرة.
 
أنا أشك أن الرئيس مرسى يوافق على دماء مصرية تسيل فى ميدان التحرير أو أى ميادين أخري!
 
 ■ إذا كان الغرض من نزول الإخوان لميدان التحرير هو تمرير مسودة الدستور والهاء من بالميدان بالعملية المعنوية وبالتهديدات والتحصينات  ضد الإخوان الأمر معروف.
 
■ مرسى لن يوافق على أى احتكاك بين القوى الثورية وجماعة الإخوان المسلمين، حتى لو لم يكن قراره بالموافقة على استعراض قوة الإخوان.. هو رجل لن يقتل شعبه.. إذا هو هنا سوف يمنعها أو ينقلها لمكان ولو لم يفعل ذلك.. أؤكد وبوضوح أنه المسئول شخصيا عن سلامة وأمن كل مواطن مصرى فى التحرير أو غيره!
 
■ مرسى لن يقتل شعبه.. ولن يدفع به إلى المجهول فى حرب أهلية لن يستفيد منها سوى أعداء استقرار مصر فى الداخل والخارج.
 
 الرئيس بدون شك يرغب فى المصالحة والاستقرار وأن يقدم نفسه للمصريين وللخارج بأنه رجل دولة.. برغم كل الظروف المعاكسة وهو ما يتوافق مع أمل كل مصري، لكن الممارسات على الأرض والضغوط التى يتعرض لها مرسى من الإخوان أو التيارات الدينية جعلت منه عصبيا، وأنا خايف على حياة مرسى من الإخوان والتيار الديني.. هم يرفضون أن يكون مرسى رئيسا لمصر.. ويرفضون أيضا تخلصه من  عباءة الإخوان.
 
 ■ اختبار مؤلم لمرسي.. الغاء مظاهرة الإخوان أو نقلها أمر يؤكد أن للرجل كلمة فى حكم مصر.. وتمرير التصريح الإخوانى بمظاهرة السبت بالتحرير ورضوخ مرسى له أمر يؤكد وجهه نظر خصوم الإخوان بأن من يحكم مصر هو المرشد والارشاد، أنا شخصيا أرى أن الرئيس مرسى يحاول الرد على تلك الاتهامات بتصرفات رجل دولة.. ورجل الدولة هنا لا يمرر دعوة تخريبية وتحريضية مهما كان من رفعها أو دفع بها حتى لو كانت من الإخوان المسلمين!
 
■ إذا شرعية الرئيس ومكانته التى يحاول أن يقدم نفسه إلينا بها على المحك.. إما أن يحقن الدماء.. أو يتحمل المسئولية القانونية والأخلاقية.
 
■ المحاكم الدولية لا تغفر لرئيس يقتل شعبه أو يسمح لأى فصيل أو ميليشيات بفعل ذلك.. والأهم أن الإخوان المسلمين برغم كل ما يحدث لهم أرى أن هناك فرصة تاريخية أمامهم للاقتراب والتفاهم مع ثوار التحرير الرافضين لانفرادهم بالسلطة.
 
■ دستور مصر القادم هو عنوان حضارتنا ولن يظهر مسلوقاً.. ولو حدث ذلك لن يستمر.
 
■ مصر انقسمت فريقين.. العقلاء بينهما تراجعوا والضوضاء لا تسمح لأى عاقل للتغلغل داخل المشكلة وبالتالى فشل فى ايجاد صيغ حلول لأى مشكلة.. طيب هنعمل إيه.. هل ممكن أن نسمح للمعارضين لنا بالعيش بيننا فى سلام؟.. هل ممكن أن نناقش بالعقل لا بالبطن؟.. هل ممكن أن تلغى من قاموس التعامل بيننا كلمات مثل تلقى الرشاوي.. الفلول.. اللعب لصالح الإخوان.. أو للوطنى.. هذه المصطلحات فقدت بريقها.. لم تعد تبرر المواقف إنها علامة الفشل لمن يلجأ إليها.
 
> الإعلام ليس مسئولاً عن أزمات.. هو فقط عنصر يعتمد على الشطارة والمهارة.. وتوظيف الموقف.. المشكلة تقع على من يطلق التصريحات ويضع المشاكل ويصدر القرارات.
 
■ مرسى لن يهزم الإعلام لكنه يمكن أن يحيده لو  مد الجسور معه.. هزيمة الإخوان إعلاميا تركت أثرا سيئا على مكانتهم بالشارع الآن نسمع سب ومعارضة الإخوان علنا وهو ما لم يكن موجوداً السبب ليس الفلول أو الحزب الوطنى أو الإعلام.. لكن ممارسات قادتهم وتصريحاتهم وقراراتهم.. يعنى العيب فيهم.. وليس فى غيرهم!
 
■ ليس هناك اجماع حول أى موضوع على الساحة المصرية أمر عادى وغير مزعج.. ولا يقلل من قيمة القرار.. المصريون لن يتفقوا الآن على أى قرار.. مهما كان صاحب.. التوافق المفقود لن يعود.. هذه هى الديمقراطية.
 
 
 
[email protected]