
كمال عامر
السيسى فى ألمانيا
السيسى فى ألمانيا لشرح آخر تطورات العملية السياسية فى مصر.. والإجابة عن الاسئلة الحائرة لدى الألمان حول أحكام الإعدام وحقوق الإنسان والرؤية المصرية تجاه الصراعات باليمن وسوريا والعراق وليبيا والعلاقة مع إسرائيل. ومستقبل مصر الاقتصادى ثم العلاقة الثنائية بين البلدين.
ألمانيا هى آخر محطة فى قطار الإخوان بعد أن وصلت الحقائق حول يونيو وغيرها إلى أمريكا وانجلترا وفرنسا وإيطاليا واسبانيا. وتراجع تأييد تلك الدول للإخوان. لكن برلين مازال صوت الحقائق غائباً والذى أدى إلى عدم تطابق وجهات النظر بين البلدين.
الجانب الألمانى الرسمى متفهم بعض الشىء لما يحدث فى مصر.. لكن الشعب الألمانى فى ظل غياب الحقائق الأمر ملتبس ومتداخل.
نجاح الإخوان فى تسويق وجهة نظرهم فى ألمانيا حدث فى ظل غياب الدولة المصرية وأذرعتها الإعلامية حيث تبث أن وجهة النظر المصرية لم تصل أو تصل بصعوبة بالغة إلى الخارج.
مع الأسف ما زلنا نواجه ما يثار ضدنا من هجوم بكلمات أو تصريحات على ألسنة المسئولين موجهة للداخل وبالعربى!!
وكأننا لم نتعلم من درس صفر المونديال والذى جاء نتيجة طبيعية للترويج لصالح الاستضافة فى منطقة الأهرامات وبالمحافظات المصرية ونجحت «الهيمنة» المصرية التى تحكمت فى عمل القائمين على ترويج الملف المصرى فى ظهور البلد كلها بشكل مؤسف.
كنت أتصور أننا تعلمنا من الدرس وأصبحنا نقيم الأحداث بطريقة أفضل وطبقاً للمفاهيم العالمية فى هذا الشأن.
لكن الحقيقة أننا كل يوم نقرأ ردوداً على اتهامات عالمية دوداً تحتل مساحات كبيرة بالمطبوعات المصرية التى يقرأها المصريان.. مع أن المفروض خطاب الرد يوجه للدولة التى جاءت منها الاتهامات لدوائر القرار وللمنظمات الأهلية والصحافة هناك.
تحركات بناء على خطط وليس على طريقة وفود شعبية سافرت إلى أثيوبيا تحت شعار الدبلوماسية الشعبية. التقت برئيس وزراء أثيوبيا وعادت تبشر لنا بوقف بناء سد النهضة مع الأسف عبر الإذاعة والتليفزيون والفضائيات والصحافة استمعنا لهؤلاء.. واحد منهم استمعت له وهو يشرح كيف بكى رئيس وزراء أثيوبيا عندما التقى الوفد الشعبى المصرى معلناً وقف بناء سد النهضة تصوروا هذه هى نماذج الدبلوماسية الشعبية والتى أتمنى أن تتم عملية إعادة النظر فيها بشكل عام.
بالفعل الوفود الشعبية مهمة جداً لاستكمال مهمة الرسميين لكن بشروط فى الاختيار للشخصيات والفكرة وهيقولوا أيه وهيقابلوا مين؟؟
ما زلنا فى مصر نعتمد على الدولة فى كل الأمور وهو ما يجب أن يتغير تعالوا ندرس تجارب الآخرين من الدول المتقدمة فى هذا الشأن نتعلم تقسيم الأدوار بين الحكومة والمعارضة. القرار الرسمى والشعبى على أن تكون هناك ثوابت لخدمة البلد!!
فى ألمانيا الرئيس السيسى يواجه أكبر قوة للإخوان.. النجاحات التى حققتها مصر منذ 30 يونيو فى معظم المجالات هى أبلغ رد على اتهامات الإخوان.. وأعتقد أن إصرار السيسى على إتمام الزيارة برغم التحذيرات الإخوانية أمر يصب فى شجاعة السيسى وثقته فى الخطوات التى يشد بها البلد نحو التعافى والاستقرار والتنمية.
ألمانيا دولة مهمة لمصر اقتصاديا وسياسياً فى تربطنا بها علاقات متميزة وهناك تفاهم وتنسيق ومحاولات الإخوان حرق تلك العلاقة أمر لن يحدث.. أتوقع تغيير فى بوصلة الرأى العام الألمانى بشأن كل الاستفسارات التى بدأت بها خاصة أن الرئيس السيسى يملك الاجابات والحقائق وهو على المستوى الشخصى قوته فى صلابته وصدقه وشفافية تصرفاته وامتلاكه لمقومات أتاحت له سمعة طيبة على المستوى الشخصى وبشكل عام بين دول العالم.
مصر ستنجح فى توصيل وشرح حقائق ما يحدث فيها إلى ألمانيا.. وبالتالى نتائج هذه العملية سيمتد أثرها إلى دوائر عالمية أخرى.
ألمانيا ستلعب دوراً مهماً فى ترطيب الأجواء مع منظمات ودوائر عالمية مازال للإخوان تأثير فيها وأتوقع نجاح المهمة السيسى فى ألمانيا.